الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«لا هواء» تلامس الجرح الفلسطيني بدلالات من داخل الحدث المأساوي

«لا هواء» تلامس الجرح الفلسطيني بدلالات من داخل الحدث المأساوي
28 يونيو 2009 01:07
انطلقت مساء أمس الأول في جامعة عجمان للعلوم و التكنولوجيا فعاليات الموسم المسرحي الثاني الذي تنظمه دائرة الثقافة و الإعلام بعجمان بالتعاون مع جمعية المسرحيين ضمن فعاليات «صيفنا مثمر في عجمان» بعرض مسرحية «لا هواء» للمسرح الحديث. المسرحية من تأليف محمود أبو العباس وإخراج إبراهيم سالم وتمثيل مرعي الحليان وسميرة الوهيبي وإيمان حسين، قدمت المسرحية دراما واقعية مؤثرة لموضوع الحصار والهم الفلسطيني عبر ثنائية الظلم والعنف من خلال رمزية عالية وأداء تمثيلي تصاحبه رؤية إخراجية واعية ولغة درامية موحية بصياغات إنسانية ودلالات واقعية معاشة في وجدان المجتمع العربي. تكمن جمالية العرض في تلك الرؤية الإنسانية البصرية والحوارية في قضية تعّبر عن هموم الناس وظروفهم الاستثنائية نتيجة الحصار والظلم والقسوة، فالرسالة الفكرية للعرض سعت بشكل إنساني إلى ملامسة الجرح عبر دلالات تكسوها فضاءات الحزن والعزلة وفقدان الأمل، دلالات تنتج صورة مغايرة ومعاناة حقيقية من داخل الحدث المأساوي عبر اشتغالها على فكرة الحصار وانعدام الهواء وفظاعة تلك الصورة الداخلية للحدث من خلال تعدد الشخصيات التي ترسم ألم اللحظة المعاشة بصوت واحد، وبلوحة سنوغرافية مؤثرة ومكثفة تتخذ من الرمز نافذة درامية لها. و تضمن العرض عمقاً ذا دلالة مستقاة من حياة الناس العاديين وأثر الحرب على حياتهم ومشاعرهم وأحلامهم، وبالرغم من تناوله لقضية ذات بعد اجتماعي وسياسي إلا انه لم يسقط في المباشرة، حيث كان لموسيقى العرض ومسافات الحوار الفكرية وتفاعلية الأداء جانباً مهماً لفضاء التلقي والحضور. فالعدو لم يكن موجوداً بشكل مباشر، وأصوات الرصاص والحرب كانت كفيلة برسم صورة تعبيرية دالة على حجم ما حدث هناك من قسوة وظلم ونزيف، وخصوصاً بداية العرض التي استهلت بمصباح يبحث في العتمة عن هواء الحياة وضوء الأمل وسط صراخ الرصاص ونداءات الاستغاثة لطقس الألم المشترك في العائلة الواحدة وإذا كانت الرؤية قاتمة بشكل عام، إلا أنها فتحت باب الأمل مع لحظة تعانق الأخوين وعرض قصيدة (أناديكم ) في نهاية المسرحية. المخرج محمود أبو العباس مؤلف المسرحية أكد أن العرض ليس مبنياً على الانفعال السياسي اللحظي، وإنما على حدث قائم وما زال، فالبنية التأويلية للنص تنشد تهشيم بعض الأطراف التقليدية من خلال الابتعاد عن الشعارات الجاهزة ومناقشة الموضوع من الداخل عبر إطلاق مسافات شعورية للتأمل والتأويل الواعي والتفاعل الإنساني العميق الذي يحتاج توقد المخيلة البصرية للمتلقي وثقافته ومشاعره الكبرى في لحظة الأمل رغم ذبول الهواء. وبدوره أشاد الممثل مرعي الحليان بالموسم المسرحي الثاني لدائرة الثقافة والإعلام بعجمان باعتباره دعماً إضافياً للحركة المسرحية وللفرق الأهلية، كنافذة جديدة تفتح أفق الإبداع المسرحي وتألقه واستمرار يته كطقس يومي حاضر لدى الجمهور، وهذا من شأنه التعريف والتقريب بالمسرح المحلي وتطويره وتشجيعه، لاسيما الدعم المادي والمعنوي للعروض، مؤكدا بأن المسرح في الإمارات على تمازج مع الحدث العربي ويتواصل مع محيطه الإنساني وخصوصاً مع استمرار أناشيد الألم المفتوح في الأراضي المحاصرة، فالمسرح الإماراتي مرآة شفافة لأوطاننا العربية جميعاً. فيما أكد عبد الله الشحي مدير مسرح عجمان الوطني بالامتداد الإبداعي للمواسم المسرحية في الدولة والتي تعمل من خلال أجندة واعية بمتطلبات التألق والنهوض المسرحي والتي تفاعل معها الجمهور بشكل جيد من أجل نجاحات أكثر عمقاً ورؤية أكثر شمولية. و تستمر فعاليات الموسم المسرحي الثاني بعروض مسرحية اجتماعية وكوميدية حيث تعرض يوم الخميس المقبل في جامعة عجمان للعلوم و التكنولوجيا المسرحية الاجتماعية «الفطام» لمسرح حتا وهي من تأليف وإخراج علي جمال وتمثيل بدور وعبدالله سعيد وأشواق
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©