الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات عالمية تتسابق على اكتشاف النفط في شرق أفريقيا

شركات عالمية تتسابق على اكتشاف النفط في شرق أفريقيا
4 مارس 2011 23:03
كان ينظر لشرق أفريقيا فيما مضى على أنها منطقة متأخرة في مجال صناعة النفط، خصوصاً إذا قورنت بشمال أفريقيا وغربها الذاخرين بموارد نفط وغاز كبرى. غير أن تلك النظرة تغيرت في الاثني عشر شهراً الماضية إذ راحت شركات كبرى وأخرى مستقلة تستثمر مئات الملايين من الدولارات في عمليات التنقيب وتتنافس على الفوز بتراخيص في آخر جبهة نفطية بقارة أفريقيا. يقول اليكس فون سبونيك رئيس قسم ديون الأسواق الصاعدة في بنك جولدمان ساكس:”رغم صعوبة الحكم على الأمور الآن إلا أن شرق أفريقيا ينطوي على ثروات واعدة من النفط حتى إن كنا حالياً في مرحلة استكشافية. إذ يرغب المستثمرون في التنويع والابتعاد عن بعض مناطق الإنتاج التقليدية التي لم يعد فيها كثير من الفرص المتبقية. فهناك مناطق في شرق أفريقيا تعد ضمن آخر المناطق غير المرصودة عالمياً التي تعد بكميات كبيرة من النفط والغاز”. لدى شركة تالو مشاريع استكشاف وتنقيب عن النفط والغاز في كل من تنزانيا وكينيا ومدغشقر وأثيوبيا ولكنها حققت إنجازاً كبيراً في شرق أفريقيا العام الماضي حين أتمت صفقة شراء حصة شركة هيريتدج أويل في حقول نفط بحيرة البيرت في أوغندا بمبلغ 1,45 مليار دولار (890 مليون جنيه استرليني) والمتوقع أن تكون محتوية على أكثر من مليار برميل من النفط. وكان عقد الاستحواذ ذلك ضمن عملية موسعة لتطوير حقول نفط منطقة شرق أفريقيا تبلغ تكاليفها المتوقعة 10 مليارات دولار تشترك فيها كل من شركة تالو وشركة توتال الفرنسية والشركة الوطنية الصينية العاملة للبترول CNOOC التي تملكها الحكومة الصينية. وقال أنجوس ماكروس مدير التنقيب في شركة تالو: “لقد اكتشفنا مليار برميل نفط ونحن على ثقة بأن هناك مليارا ونصف مليار أخرى من براميل النفط سيتم اكتشافها مستقبلاً. وهذا هو السبب في إقدام كل من توتال والشركة الوطنية الصينية للبترول على مشاريع في شرق أفريقيا”. الاكتشافات الجديدة وحتى الآن نجح اكتشاف 36 بئراً من إجمالي 37 عملية تنقيب في حوض بحيرة البيرت وهو ما يعد معدل نجاح عظيماً. غير أن نجاح تالو في أوغندا لقي عقبات، خصوصاً من حيث المخاطر السياسية. فمنذ الصيف الماضي قامت الحكومة الأوغندية بإيقاف مشروع تطوير بحيرة البيرت والمشروع المشترك بين تالو وتوتال والشركة الوطنية الصينية للبترول ادعاء منها باستحقاقها لضرائب رأسمالية تبلغ 404 ملايين دولار على شركة هيريتدج أويل. وقد سعت تالو حل مشكلة الضرائب تلك، وقال ايدن هيفي رئيسها التنفيذي الشهر الماضي إنه رغم استمرار المفاوضات مع الحكومة الأوغندية لفترة أطول من المتوقع إلا أنها تحقق تقدماً جيداً”. ويجري حالياً إعداد مذكرة تفاهم لتمهيد الطريق أمام تطوير حقول نفط بحيرة البيرت غير أن تالو قالت مؤخراً إن انتخابات أوغندا العامة قد تغير موعد الاتفاق النهائي. وقد طرأ منعطف نوعي كبير في شهر فبراير من العام الماضي حين نجحت شركة اناداركو المتمركزة في تكساس وشركة كوف اينرجي في اكتشاف حقول غاز ويندجامر قبالة سواحل موزمبيق. ثم تبعها اكتشاف حقلي غاز آخرين يقدر ما يحتويانه بنحو 12000 مليار قدم مكعب من الغاز أو 2,1 مليار برميل نفط مكافئ، بحسب تقديرات مؤسسة امبريان التحليلية. وقال جون كرافن رئيس تنفيذي شركة كوف: “اعتادت صناعة النفط فيما مضى على الخشية من مشاريع في شرق أفريقيا. وكان من شأن نجاح أناداركو أن أدركت صناعة النفط خطأها. أما الآن فلا يوجد سوى القليل من المساحات المتبقية”. وتعتزم أناداركو بالاشتراك مع كوف انفاق 150 مليون دولار خلال العامين المقبلين في عمليات حفر وتقييم ودراسة التوسع أيضاً في المياه قبالة سواحل كينيا. وعقب نجاح مشاريع كوف - أناداركو نجحت شركة “بي جي جروب” في اكتشاف حقلي غاز في تنزانيا في أواخر العام الماضي رغم عدم إفصاح الشركة عن حجم الغاز المتوقع فيهما. وقالت “بي جي جروب إن منطقة شرق أفريقيا تعد من أهم أهداف الشركة وأن النجاح فيها يأتي تلو النجاح. تصدير الغاز وأضافت أنه من المنتظر وفقاً لحجم حقول هذه المنطقة أن يتم إنشاء سوق تصدير غاز طبيعي مسال إلى الشرق الأوسط وآسيا. وهُناك شركة أخرى تسمى دومينيون بتروليوم كان يعمل رئيسها التنفيذي أندرو كوتشران في أناداركو تستثمر أيضاً في منطقة شرق أفريقيا. وقال كوتشران إن دومينيون أنفقت 40 مليون دولار العام الماضي في الإعداد لعمليات حفر قبالة سواحل تنزانيا وأوغندا. ويضيف كوتشرات: “حين حضرت هنا في بادئ الأمر كانت المنطقة تتميز بجميع العوامل الجاذبة لكبريات الشركات. وكان العائد المنتظر يفوق بكثير تكاليف الحفر. والآن في تنزانيا نحن محاطون من كل الجوانب بكبريات الشركات مثل اكسون وايني وبتروبراس وشل”. وكان من شأن تزايد عدد الشركات المتقدمة أن اشتعلت المنافسة على اقتناص المشاريع. وتعتبر “بي جي جروب” وبريمير أويل وكوف ضمن الشركات المتنافسة على ثلاثة حقول بحرية في كينيا. وقد دفعت هذه المنافسة - وسياسات المنطقة المتخبطة أحياناً - المفوض السامي البريطاني في نيروبي إلى مناشدة وزير الطاقة الكيني هذا العام بالإنابة عن الشركات البريطانية بتقديم ضمانات الوزارة بأن المناقصات ستجرى بشفافية وعدل بحسب السفارة البريطانية في نيروبي. ولم تمنع هذه السياسات من إقبال شركات النفط على المشاريع في شرق أفريقيا. ففي شهر يناير أكدت شركة أفرين التي أنفقت 101 مليون دولار العام الماضي للاستحواذ على حقول في أنحاء شرق أفريقيا تزايد تنافس المستثمرين في هذه المنطقة حيث أصدرت هذه الشركة سندات مدتها خمس سنوات تبلغ قيمتها 450 مليون دولار ستساعد على تمويل تحصيل بيانات وإجراء عمليات حفر آبار في كل من كينيا وأثيوبيا ومدغشقر وسيشلز. نقلاً عن - «فاينانشيال تايمز» ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©