السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طبيب بـ «المفرق» يبتكر تقنية جديدة تقي مرضى الجلوكوما من العمى

طبيب بـ «المفرق» يبتكر تقنية جديدة تقي مرضى الجلوكوما من العمى
4 مارس 2011 23:10
اكتشف طبيب يعمل في مستشفى المفرق، تقنية جراحية تعيد الأمل في الإبصار للمرضى والمصابين بمرض الجلوكوما، الذي يسبب فقدانا دائما للبصر إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكرا. ويتمثل الجلوكوما في زيادة الضغط في العين عن معدله الطبيعي الذي يبلغ ما بين 15 إلى 20 مم زئبقي، ما يؤثر على جميع أنسجة العين الداخلية، وعلى عروق العصب الدموية وبعض طبقات الشبكية، ويؤدي إلى حدوث تلف في أنسجة العصب البصري، يكون غير قابل للعلاج حتى في حال التمكن لاحقا من التحكم في معدل الضغط. وتكمن أهمية التشخيص المبكر للمرض والاهتمام باستعمال العلاج باستمرار في ضبط معدل الضغط في العين، والحيلولة دون ارتفاعه عن معدله الطبيعي ليبقى العصب البصري في حالة جيدة. وأجرى العالم المصري الدكتور محمد ديب الذي اكتشف هذه التقنية، 130 عملية جراحية حتى الآن في مستشفى المفرق تكللت بالنجاح تقريبا، في وقت بدأ فيه استخدامها عالميا باسم “نفق الصلبة”. وأكد الدكتور محمد ديب “للاتحاد” أن التقنية تعتمد على شق نفق ضيق للغاية بسعة تبلغ 1 مليمترا وبطول 5 ملليمترات في الطبقة الصلبة الموجودة في العين، والمعروفة بـ”بياض العين”، مهمته أخذ السائل الذي تفرزه العين وصرفه تحت الملتحمة، مشيرا إلى تطبيق هذه التقنية على الحالات التي تلجأ لمستشفى المفرق منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وأوضح أن “السائل المائي” يفرز داخل العين ويتم تصريفه خارجها، وهو ليس جزءاً من الدموع. وقال إن سبب الإصابة بمرض الجلوكوما وهو ارتفاع ضغط العين، يرجع إلى عدم التوازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين، وبين قدرة القنوات الخاصة فيها على تصريف هذا السائل، ما ينتج عنه تجمعه داخلها، مسبباً ضغطاً على أنسجتها الداخلية بما فيها العصب البصري، مبينا أن هناك أسباباً عديدة تؤدي إلى قلة تصريف سوائل العين، منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف أو وجود التهابات تؤدي إلى تضييق القنوات، كما أن إصابات العين قد تؤدي إلى تلف في أنسجة تلك القنوات. وأضاف أن الهدف الأساسي من علاج ارتفاع ضغط العين، هو السيطرة على مستواه وبالتالي المحافظة على النظر وليس تحسينه، مشدداً على ضرورة عدم إهمال العلاج حتى ولو لم يؤدي إلى تحسن في القدرة على الإبصار. وقال إن الجلوكوما هي السبب الرئيسي للعمى عند كبار السن، ويمثل نحو 15% من أسباب الإصابة به عالميا، منوها إلى إمكانية منع الإصابة بالعمى بسبب الجلوكوما، في حال بدء العلاج في وقت مبكر، ومشيرا إلى أن الكثير من الناس لا يلاحظون البقع العمياء في العين إلا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري، الذي يؤدي تلفه بشكل كامل إلى العمى الكلي، وهو ما يبين مدى أهمية التشخيص والعلاج المبكر للجلوكوما للوقاية من الإصابة بالعمى. من جانبه قال الدكتور محمد يمن مدير الشؤون الطبية في مستشفى المفرق إن المستشفى وبدعم من شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” يملك خبرات عالمية وكفاءات ومعدات وتجهيزات متطورة، توفر الأطباء العاملين فيه القدرة على الابتكار والإبداع العلمي لمصلحة المريض. وأضاف أن البحث الموثق بالصور وبأفلام تسجيلية للعمليات التي تم إجراؤها في مستشفى المفرق قدم في مؤتمر الجمعية الأوروبية الطبية لجراحات الجلوكوما في إسبانيا في سبتمبر الماضي، ولفت انتباه الأطباء المشاركين ومن بينهم رئيس المجلس العالمي للجلوكوما. وأضاف أن الاكتشاف قدم أيضا في مؤتمر المجلس العالمي للجلوكوما، الذي عقد في نيودلهي في نوفمبر الماضي وشارك فيه أطباء يمثلون 74 دولة. وقال إن الابتكار حصل على الجائزة الكبرى في المجلس العالمي للجلوكوما، وعلى المركز الأول في المؤتمر كأحسن عرض، حيث تم استعراض نحو 108 حالات تم شفاؤها ومر على إجراء العمليات لها أكثر من 6 أشهر حيث بلغت نسبة نجاح العمليات 94% وهي أعلى نتيجة تحققت حتى الآن مقارنة بالعمليات أو التقنيات المستخدمة عالمياً. مزايا التقنية الجديدة قال الدكتور محمد يمن إن التقنية المبتكرة، تتميز بإمكانية استخدامها في جميع أنواع وحالات الإصابة بالجلوكوما، في حين تستخدم الجراحات والتقنيات السابقة لبعض الحالات، ولا يمكن استخدامها في حالات أخرى، فضلاً عن أن هذه التقنية غير مكلفة ماديا وتساعد الحالات من ذوي الدخل المحدود، كما تتفوق نسب النجاح فيها عن مثيلاتها، إلى جانب أن مضاعفات العمليات التي تجرى باستخدامها أقل كثيراً عن مثيلاتها وتكاد لا تذكر إلا في حالات محدودة، ولا تتجاوز نسبتها 0.3%. وأضاف أن الجلوكوما هي مجموعة من الأمراض تتميز في مجملها بتأثر وضمور العصب تشريحياً ووظيفياً ومن بينها الجلوكوما المستعصية، والجلوكوما الالتهابية العنيفة التي كانت نسب نجاح العمليات المتعلقة بها معدومة، في حين وصلت نسب النجاح باستخدام التقنية الجديدة إلى 50%. وقال إن فحص العين دورياً يساعد على منع فقدان البصر، مشدداً على ضرورة مراجعة الأطباء عند الشعور بأحد أعراض الجلوكوما التي تتمثل في فقدان الرؤية المحيطية، وعدم وضوح الرؤية، ورؤية هالات ملونة حول الأضواء، وإحمرار مصحوب بآلام في العين في حالات الجلوكوما الحادة، كبر حجم القرنية أو تغير لونها عند الأطفال في حالات الجلوكوما الخلقية، فضلاً عن ضرورة فحص العين سنوياً للكشف عن مرض الجلوكوما أو الأمراض الأخرى التي قد تودي إلى ارتفاع ضغط العين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©