الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عام جامعي عراقي بلا توقف لأول مرة منذ 2003

28 يونيو 2009 02:09
يبدو أن تحسن الوضع الأمني في بغداد انعكس على الحركة العلمية والدراسة في الجامعات العراقية، حيث انتهى العام الجامعي الدراسي بانتظام من دون تأخير أو توقف لأول مرة منذ الغزو الأميركي للعراق في شهر مارس عام 2003. ورغم حالة الاختناق المروري في شوارع بغداد جراء كثرة نقاط التفتيش وحركة قوات الأمن، تمكن طلبة الجامعات هذا العام من تحقيق عام دراسي متكامل بعد أن قلت الانفجارات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات المسلحة والاختطافات الجماعية وعمليات إغلاق المناطق التي تشهد أعمال عنف. وأجبرت الأوضاع الأمنية المتدهورة في السنوات الماضية عدداً كبيراً من الطلبة والطالبات على عدم المواظبة على الدراسة في الجامعات باستمرار، لكن إقبالهم عليها كان كبيراً في العامين الدراسيين الماضي والحالي. وقال مدير جامعة بغداد الدكتور موسى جواد الموسوي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في بغداد «إن المستوى العلمي له علاقة وطيدة بالوضع الأمني وعندما يتحقق الاستقرار الأمني نجد أن هناك مواظبة على الدوام والدراسة وارتياد المكتبات». وأضاف «لقد زال جزء كبير من القلق وانعكس الوضع الأمني إيجابياً على الدراسة بشكل واضح خلال العام الدراسي الماضي وانتهت الامتحانات خلال العام الحالي ولم نشهد أي انقطاع من قبل الطلبة عن الدوام وهذا انعكس إيجابياً على الأستاذة في تقديم المنهج الدراسي من دون تأجيل أي مواد دراسية إلى العام المقبل». وتابع «إن اتساع مساحة الاستقرار الأمني مكننا من اكتشاف أعداد كبيرة من الشهادات الدراسية المزورة الصادرة باسم جامعة بغداد من جهات خارج الجامعة ونحن ماضون في السير باتجاه كشف أي حالة تزوير أو فساد إداري». وتعد جامعة بغداد من أقدم الجامعات العراقية وتأسست عام 1957 وتضم عشرات الكليات والمعاهد ومراكز الدراسات وينتظم فيها أكثر من 70 ألف طالب في الدراسات الأولية و10 آلاف طالب في الدراسات العليا وأكثر من 7 آلاف أستاذ يشكلون نحو 42% من الكادر التعليمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية. وقال الموسوي «استطعنا بعد تحقيق الاستقرار الأمني الشروع في تطبيق برامج جديدة بسرعة مثل بدء تشكيل منظومة التعليم الإليكتروني في الكثير من المساقات حتى أن عددا من الوزارات وهيئة المستشارين في الحكومة طلبت الاستفادة من هذه المنظومة وتطبيق الحكومة الاليكترونية في مختلف مؤسسات الدولة». وعاشت الجامعات والكليات العراقية وضعا صعباً جراء الانهيار الأمني في العراق لعدة سنوات بعد الغزو الأميركي، حيث أسفرت أعمال العنف عن مقتل وإصابة أكثر من 200 استاذ جامعي معظمهم من أصحاب التخصصات العلمية النادرة في مجالات الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والعلوم الانسانية وغيرها، فضلا عن فرار أعداد كبيرة الأساتذة إلى خارج البلاد. وذكر رئيس جامعة وقال الموسوي «لقد تضررنا كثيراً جراء هجرة الأساتذة وخاصة في الاختصاصات المهمة مثل الطبية والهندسية والعلمية، إلا أن الجامعة حتى لا تتوقف اعتمدت على الكوادر المتوفرة لديها وخريجي الدراسات العليا». وأوضح «كان الضرر الذي أصاب جامعة بغداد أقل مقارنة بالجامعات الأخرى بسبب وجود عدد كبير من الكادر التعليمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي». وأضاف»لقد عاد عدد لا بأس به ومشجع من الأساتذة العراقيين المهاجرين إلى خارج البلاد ولدى الآخرين رغبة في العودة إلى البلاد، لكن هناك أمور تعيق ذلك منها عدم توفير الدرجة الوظيفية وتجاوز السن القانونية وكيفية احتساب اللقب العلمي أو فترة البقاء خارج البلاد لأغراض الخدمة والترقية وتحديد الراتب والتقاعد، وهذه جميعا بحاجة إلى تشريعات». وكانت الحكومة العراقية قد دعت في الربع الأخير من العام الماضي أساتذة الجامعات العراقية الذين غادروا البلاد بسبب الأوضاع الأمنية السيئة، إلى العودة إلى العراق وتعهدت بتوفير كل مستلزمات عودتهم. وقال الموسوي «في السابق كان السفر ممنوعاً والجامعة لا تستطيع التعاقد مع أي جامعة أخرى وكانت الجامعات الخارجية لا تتعاون مع العراق بسبب الحصار، أما الآن لا يوجد أي اعتراض على سفر أي أستاذ ومساحة التحرك أصبحت شبه مطلقة». وأضاف «علينا الاعتراف بأنه بعد ست سنوات من الإطاحة بالنظام السابق، تحقق تقدم كبير في مسيرة جامعة بغداد وكلياتها والخط البياني في تصاعد وتطور سريع، لكن ما يمنعنا من اللحاق بعجلة التطور العلمي هو ضعف المخصصات المالية في الموازنة العامة لان ما يتم رصده للجامعة قليل جدا وما زالت تنقصنا التقنيات الحديثة لنكون بمستوى الطموح».
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©