الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صمت رفسنجاني..لمصلحة شخصية أم بحث عن حل؟

28 يونيو 2009 02:12
إذا كانت القيادة الإيرانية تريد تهدئة الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة المتنازع عليها، فإن علي أكبر هاشمي رفسنجاني قد يكون الرجل الأنسب للتوسط في حل يحافظ على الجمهورية الإيرانية التي ساعد على تأسيسها. لكن إذا فضل المرشد الأعلى علي خامنئي قمع كل أشكال المعارضة لإعادة انتخاب الرئيس محمود نجاد الذي يحظى بحمايته، فقد يكون رفسنجاني بحاجة لكل النفوذ والمهارات السياسية التي تراكمت لديه منذ الثورة عام 1979، للبقاء في الساحة. والتزم رفسنجاني رجل الدين المرن البالغ من العمر 75 عاما، صمتا غامضا منذ انتخابات الرئاسة التي جرت يوم 12 يونيو الحالي. وكان رفسنجاني ساعد خامنئي على الوصول إلى سدة السلطة بعد وفاة الإمام الخميني عام 1989 لكن العلاقات بين الرجلين متأزمة في الوقت الحالي. وقدم رفسنجاني دعما قويا وإن كان مستترا، لحملة المرشح المعتدل ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي الذي يقول إنه حرم من الفوز بانتخابات الرئاسة. ولم يدل رفسنجاني بأي تصريحات علنية منذ ذلك الحين مما أثار شائعات بأنه إما يحاول التوسط للتوصل إلى تسوية أو ينظم احتجاجات أو حتى يستعد لتحدي خامنئي عبر هيئة دستورية لرجال الدين يترأسها وتتمتع بنفوذ قوي. وأعلن مجلس صيانة الدستور أعلى سلطة تشريعية في البلاد، أن هذه الانتخابات هي «الأصح» منذ الثورة وطالب رجل دين متشدد أمس الأول بإعدام «مثيري الشغب». لكن موسوي وبعض القادة الإصلاحيين ما زالوا يبدون تحديا بل أنهم شككوا في سلطة خامنئي وأحدثوا شقا لم يسبق له مثيل في النظام المعمول به في البلاد حيث تفترض طاعة المرشد الأعلى الذي يملك القول الفصل. وقال أنوش احتشامي الخبير في الشأن الإيراني بجامعة دورام في انجلترا، إن مثل هذا التحدي قد يقابل بالجزاء في محاكم خاصة أنشئت لمحاكمة مثيري المشاكل. وأضاف «قد يتهمون رفسنجاني بالتحريض على عدم الاستقرار وتحدي الزعيم..وإذا فعلوا ذلك مع موسوي فسيكون كلهم عرضة للأمر نفسه». وقال باقر معين وهو مؤرخ للسيرة الذاتية للخميني، إن رفسنجاني لا يهتم فحسب ببقائه السياسي ولكن أيضا بمصير الجمهورية الإيرانية التي ساهم في تأسيسها. وأضاف الخبير الذي يقيم في لندن «لا يريد أن تدمر الجمهورية بسبب أولئك المحافظين. يعتقد انهم أثروا على خامنئي». وقال محللون إيرانيون إن رفسنجاني يسعى جاهدا خلف الأبواب المغلقة للتوصل إلى حل. وقال محلل طلب عدم ذكر اسمه «هدفه الأساسي هو الحفاظ على شرعية المؤسسة التي تضررت بسبب الجدل حول الانتخابات». لكن نجاد لم يكتم عداءه لرفسنجاني الرئيس السابق الذي حكم البلاد بين عامي 1989 و1997 والذي خسر محاولة لنيل فترة رئاسة ثالثة أمام نجاد في انتخابات 2005. وكان نجاد اتهم رفسنجاني وأبناءه في مناظرة تلفزيونية قبل الانتخابات، بالفساد مما دفع رفسنجاني إلى كتابة خطاب احتجاج غاضب إلى خامنئي. وفي لفتة تحذيرية جلية لرفسنجاني، ألقت السلطات الإيرانية القبض على ابنته فايزة لفترة قصيرة الأسبوع الماضي. ويعتبر نجاد وداعموه المتشددون في الحرس الثوري وميليشيا الباسيج، رفسنجاني مثالا لطراز أقدم من القادة يتهم بالاهتمام بالمكسب الشخصي على حساب المبادئ والإيرانيين الذين يحاولون كسب عيشهم. وقال معين إن نجاد لو كان باستطاعته حرمان رفسنجاني من لعب دور سياسي لفعل ذلك لكن الرئيس السابق يتمتع بنفوذه الخاص به في البلاد. ورفسنجاني ليس هو الشخصية البارزة الوحيدة في المعسكر المناوئ للنجاد، إذ أن منتقدي الانتخابات الأخيرة وأعمال العنف التي أعقبتها بينهم المعارض رجل الدين البارز حسين علي منتظري والرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس البرلمان علي لاريجاني وآخرون. ويترأس رفسنجاني هيئتين دستوريتين بينهما «مجلس الخبراء» المكون من 88 مقعدا والذي بإمكانه إطاحة المرشد الأعلى وهي سلطة لم تمارس قط من قبل. وقال معين «يمكنه (رفسنجاني) لعب دور مهم لأنه حلقة الوصل البارزة بين القيادة وخامنئي والعديد من العلماء والإصلاحيين».
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©