أيمن زيدان: نناقش بالضحك ما لا تستطيع التراجيديا مناقشته

يعود النجم أيمن زيدان إلى عالم الكوميديا بعد غياب خمس سنوات عنه، ليطل عبر شاشة دبي بالمسلسل الكوميدي الجديد «مرسوم عائلي»، والذي يعرض خلال شهر رمضان المقبل. وقد اختار أيمن «لوك» جديداً ليظهر به في هذا العمل، فقد اسودّ معظم شعره وزال منه البياض، كما أنه خسر من وزنه حوالي عشرة كليوجرامات، مما أعاده إلى حيوية الشباب الأولى ووفر له خفة في الحركات الكوميدية المطلوبة. وإذا كان أيمن قد حقق نجومية عالية في مسلسل «يوميات مدير عام»، و»جميل وهناء» وبقية الأعمال الكوميدية التي قدمها قبل سنوات، فإنه يعود الآن إلى محبوبته الأولى الكوميديا مجدداً في شخصيته وفي طبيعة العمل الكوميدي الذي يقدمه. والعمل الجديد من تأليف السيناريست محمود الجعفوري، وهو يعالج مشكلات المجتمع المعاصرة بروح كوميدية، حيث يتناول في ثلاثين حلقة ثلاثين مادة من قانون العقوبات السوري التي لم تعد تساير تطور المجتمع والعصر. حيث يبدي أيمن زيدان ـ منتجاً وممثلاً ـ إعجابه بطرافة الفكرة وجديتها في طرح المواد البالية القديمة على بساط العصر الحديث. وينتمي مسلسل «مرسوم عائلي» إلى أعمال المكان الواحد، حيث منزل التصوير في دروشا القريبة من دمشق هو المسرح الوحيد للعمل، والشاهد على الأحداث فيه. يشارك في هذا المسلسل الكوميدي نخبة من النجوم السوريين، منهم: سلمى المصري، نضال سيجري، شكران مرتجى، حسام تحسين بك، سامية الجزائري، أندريه سكاف، وعدد من الفنانين الشباب، إضافة إلى بطل العمل أيمن زيدان. يصف المخرج ماهر صليبي المسلسل بأنه عمل كوميدي اجتماعي يتحدث عن أسرة متوسطة الدخل، ويعتمد على الكوميديا الخفيفة، ويتمنى أن يقدم من خلاله أفكاراً مهمة. ويعتبر صليبي أن العمل الجديد تجربة تستحق المغامرة، وقد أغرته بشكل كبير، رغم أنها ليست أمراً سهلاً، لأنها تضع المخرج أمام تحدي المكان الذي يبدو مكشوفاً ومعروفاً منذ الحلقة الأولى، وهي تتطلب نوعاً من التشويق والإثارة في كل حلقة اعتماداً على الممثل والحكاية. يقوم العمل على عائلة رئيسية مؤلفة من المحامي مسعود «أيمن زيدان» وزوجته سلمى المصري، وميساء شقيقة الزوج (شكران مرتجى)، والتي تسكن معهم على اعتبارها مالكة لنصف المنزل، إضافة إلى مجيد «نضال سيجري» شقيق الزوجة، وأولاد مسعود الثلاثة. تتحدث سلمى المصري عن شخصية الزوجة التي تلعبها، فتقول: إنها شخصية انتهازية تبحث عن مصلحة أسرتها، وهي تسعى بكل جهد لرفع مستوى زوجها المادي، فتدفعه إلى الاستقالة من عمله الوظيفي ليعمل محامياً، متخذاً من المنزل مقراً لعمله الجديد. مما يوقعها في مشكلات عديدة، ولاسيما بوجود شقيقها المثير للمشاكل والمقيم بشكل دائم معهم. تقول سلمى: إن «مرسوم عائلي» يعتمد على كوميديا الموقف والحوار، ويناقش قضايا اجتماعية من منظور قانون العقوبات الذي بات غير قادر على معالجة مشكلات العصر المجتمعية. وعن أسلوب التصوير في مكان واحد، تقول سلمى: لي عدة تجارب سابقة في هذا المجال، وصعوبتها تكمن في ضرورة التواجد الدائم ولساعات طويلة، لأن العمل يعتمد على شخصيات رئيسية، وغياب أي شخصية يعطل التصوير. وتستدرك سلمى: إن ما يخفف من الصعوبة أننا بصدد عمل كوميدي يصور ضمن أجواء عائلية مريحة بين الممثلين، كما أن عمل «المكان الواحد» يشعر الفنان بالاستقرار لعدم وجود تنقلات خارجية. وإضافة لكل ذلك فإن من ميزات التصوير في مكان واحد أنه يحفز الفنان ويحرضه أكثر على الإبداع وبذل جهود إضافية، لأن الممثل هو الركيزة الأساسية في العمل. وتعرب شكران مرتجى عن سعادتها بالعودة للوقوف إلى جانب أيمن زيدان في عمل كوميدي جديد، ولاسيما أن تجاربهما السابقة معاً تكللت بالنجاح، وتقول: الوقوف إلى جانب الفنان أيمن زيدان له نكهة خاصة، وتربطني به صلة سحرية، وأجد دائماً أن العمل إلى جانبه له خصوصية مميزة. وأضافت: إن الفنانين الكوميديين الذين يشكلون شراكة فنية يتوصلون إلى نتائج إيجابية وجيدة على صعيد التناغم في الأداء لكونهم متفاهمين ويعرفون بعضهم بعضاً. وعن دورها في «مرسوم عائلي» تقول: ألعب شخصية ميساء شقيقة الزوج أيمن زيدان، وهي عانس، وتعيش في حالة بحث مستمر عن نصفها الآخر، ولكونها تملك نصف المنزل وتعيش فيه، فإنها تحتك باستمرار بزوجة أخيها، وتدخل معها في صراعات يومية طريفة. يبدو الفنان أيمن زيدان متفائلاً جداً بأن «مرسوم عائلي» سينافس بقوة على صدارة المسلسلات الكوميدية في رمضان المقبل، ويقول: «إن العمل يتضمن جرعة انتقادية مهمة للكثير من تفاصيل الحياة التي يعيشها المواطن السوري خصوصاً والعربي عموماً»، ويرى أن الكوميديا بوابة تتسع لهضم قضايا محلية وعربية، وتناقش على بساط الضحك الكثير مما لا تستطيع التراجيديا مناقشته». وحول عودته إلى الكوميديا مجدداً وبعد غياب خمس سنوات قال زيدان: إن الكوميديا هي المنصة التي قدمتني للمشاهدين العرب، وهي مجال رحب بالنسبة لي يجب أن أستمر فيه، وهذا العمل هو مقدمة لأعمال قادمة.