فريدة علي تطرب جمهور «أمسيات» بأغاني التراث العراقي

فاطمة عطفة (أبوظبي) شهد المسرح المكشوف في «حديقة أم الإمارات»، أمس الأول، أولى حفلات الموسم الجديد من سلسلة الأمسيات الموسيقية التي تقام تحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، ومن تنظيم دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وجاءت البداية مع سيدة المقام العراقي الفنانة فريدة محمد علي، على أنغام الفرقة الموسيقية المرافقة بالآلات الموسيقية التراثية العراقية بقيادة الملحن محمد حسين كمر، واستمر الحفل ساعتين، وسط ابتهاج الجمهور بأجمل الأغاني والمقامات العراقية التي قدمت خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات. أغنيات من التراث بدأت الأمسية بعزف منفرد على القانون، حتى أطلت فريدة علي وأخذت مكانها على الكرسي المخصص، لتحيي جمهورها الذي استقبلها بالهتاف والتصفيق، ثم وجهت تحية غنائية إلى أبوظبي قالت فيها: «كأس الهنا والمنى ما بيننا.. تعنيت أنا عنكم.. وأبوظبي داري». ثم انطلقت بأغنية «بنية ويا بنية.. حلوة الإماراتية، وحلوة العراقية، بنية ويا بنية، وخشوف بنية». وتابعت بعذوبة صوتها الصداح أداء عدد من أغنيات المقام الشرقي، ومنها: «داري، والناصرية، هذا مو إنصاف منك»، وهي من كلمات إبراهيم وفي وألحان صالح الكويتي. ثم عادت سيدة المقام العراقي لاستحضار أجمل أغنيات التراث العريقة الراسخة في نفوس الأجيال، ومنها «أم العباية.. حلوة عباتك.. ياسمرة هواية زينى صفاتك». وبعبارات عفوية تمجد التراث في لباس المرأة الخليجية والعراقية رددت: «اسمعوا ياناس.. هاي العباية.. تاج فوق الراس». واختتمت الفنانة مع مقام «عجم» مغردة بقصيدة «أي شيء في العيد» لإيليا أبو ماضي، ثم تلتها بالأغنية المعروفة شعبياً: «طالعة من بيت أبوها.. وداخلة بيت الجيران»، وهي من ألحان ملا عثمان الموصلي. وليدة البيئة بدورها، عبرت الفنانة فريدة علي عن سعادتها لإحيائها للمرة الثالثة حفلاً في أبوظبي، مضيفة: «أشعر بأننا في بلدنا الثاني، وسعيدة بهذا الجمهور الكبير الذي يعشق الغناء القديم، واعتبرت أن كل أغنية قديمة تشدو بها تذكرها بالعراق وبغداد، فالأغاني التي قدمتها في الحفل هي وليدة البيئة، ويجب صونها، خاصة بعد أن دخلت الأغنية الحديثة على تراثنا الموسيقي العربي». وحول التحديث الذي دخل على الأغنية التراثية، أكدت فريدة أنها مصرة على اختيار القديم لكونه يناسب طبقات صوتها مثل أغنية «يابه يابه»، مشيرة إلى أنها تغني الكلمات القديمة نفسها، لكنها تقدمها بأدائها الخاص، وذلك بإجراء بعض الانتقالات المصحوبة بالإحساس المرهف، لافتة إلى أن هذا اللون من الغناء أصبح بعيداً عن ذوق الشباب، ويصعب عليه استيعاب المقام الموسيقي. انفتاح وتسامح عبر الملحن محمد حسن كمر عن شكره لدائرة الثقافة والتراث على تنظيم مثل هذه الأمسيات، مشيراً إلى الاهتمام الكبير الذي توليه أبوظبي بالفنون والتراث القديم، وقال: «أشعر باعتزاز كبير حين نقدم هويتنا الفنية من خلال المقام العراقي، ونحمل هذه الرسالة لجميع المدن التي نزورها في العالم، لنقدم أغاني المقام العراقي، وقد وجدنا تشجيعاً وإقبالاً كبيراً في أوروبا لسماع تراثنا، لأن الأوروبيين يهتمون بالتراث الموسيقي بشكل خاص». يشار إلى أن برنامج الحفلات الموسيقية «أمسيات» يهدف إلى إعادة إحياء التراث والتقاليد الموسيقية المرتبطة بقيم الانفتاح والتسامح. وتختتم سلسلة الأمسيات الليلة مع النجم التونسي الكبير لطفي بوشناق.