الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير يرفض التفاوض مع متمردي العدل والمساواة

15 مايو 2008 03:52
استبعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير إجراء مفاوضات سلام مع متمردي حركة العدل والمساواة إحدى فصائل التمرد في دارفور، بعد الهجمات الأخيرة التي شنوها بالقرب من الخرطوم· وقال البشير أمس في خطاب ألقاه أمام مئات من أنصاره في العاصمة الخرطوم الذين خرجوا للابتهاج بدحر المهاجمين: ''نحن مع السلام ولكن لا مكان هنا للعملاء، لن نتفاوض مع خليل إبراهيم'' في إشارة إلى زعيم الحركة المتمردة· وأكد الرئيس السوداني في خطابه الذي بثه التليفزيون الرسمي عزمه تطهير السودان وإقليم دارفور بشكل خاص من ''الخونة وعملاء إسرائيل''· وكان متمردو ''حركة العدالة والمساواة'' التي يتزعمها إبراهيم قد وصلوا يوم السبت الماضي إلى مدينة أم درمان القريبة من الخرطوم ودخلوا في اشتباكات مع الجيش هناك· وذكرت البيانات الرسمية أن المتمردين فروا من الجنود خلال أقل من ثلاث ساعات· وتتراوح أعداد ضحايا العملية بين 60 إلى أكثر من 100 قتيل· وكانت هذه هي المرة الأولى التي ينقل فيها المتمردون في دارفور الصراع إلى مشارف العاصمة السودانية· وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان بشدة أمس الأول الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة المتمردة على أم درمان· وحذر في بيانه من الإقدام على أي ردود فعل انتقامية تستهدف السكان المدنيين قائلاً: إن ذلك ستكون له تداعيات على استقرار المنطقة· وقال البيان: ''يجدد مجلس الأمن الدولي التأكيد على الحاجة الماسة لأن تشارك الأطراف كافة بشكل كامل وبناء في العملية السياسية''· وأضاف البيان: ''يدين مجلس الأمن بقوة كل محاولات زعزعة الاستقرار بالقوة، ويؤكد مجدداً التزامه بسيادة ووحدة السودان واستقلال وسلامة أراضيه''· وقال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة جون ستيورات الذي يرأس مجلس الأمن لهذا الشهر ''مايو'' إن المجلس ''يدين بشدة الهجمات المرتكبة في العاشر من مايو من قبل حركة العدل والمساواة ضد الحكومة السودانية في أم درمان''· وحث السودان المجتمع الدولي أمس على إدراج متمردي حركة العدل والمساواة في دارفور إلى قائمة المنظمات الإرهابية بعد هجومهم الخاطف على العاصمة· وقال مترف صديق المسؤول الكبير بوزارة الخارجية إن السلطات السودانية تعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أن حركة العدل والمساواة منظمة إرهابية وأنها من خلال الوسائل الدبلوماسية ستطلب تسليم جميع زعماء الحركة في الدول الأخرى· وقال إن وزارة الخارجية اطلعت الدبلوماسيين الأجانب أمس الأول على التطورات وطلبت منهم إضافة حركة العدل والمساواة إلى القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية· وأضاف أنه تم إبلاغ الدبلوماسيين الأجانب من خلال المؤسسات الثنائية والمتعددة الأطراف أنهم سيصدرون أمر اعتقال ضد زعماء حركة العدل والمساواة أينما كانوا· كما طالبت الحكومة السودانية مجلس الأمن الدولي بتوجيه إدانة قوية ومغلظة لدولة تشاد لدعمها المحاولة الانقلابية الفاشلة السبت الماضى على مدينة أم درمان كبرى مدن العاصمة الخرطوم · ودعا السودان في الشكوى التي سلمها أمس مندوبه لدى الأمم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتمرد خليل ابراهيم قائد حركة العدل والمساواة وتصنيف حركته بأنها حركة إرهابية تؤدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى البلاد· وأوضح أن العدوان الغاشم على العاصمة الخرطوم·· تشادي التخطيط والتمويل والتنفيذ يرتدي ثوب حركة العدل والمساواة المتمردة· كما استدعت الخارجية السودانية أمس القائم بأعمال سفارة تشاد بالخرطوم وأبلغته بقرار الحكومة السودانية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلاده وأمهلته وأعضاء سفارته أسبوعاً لمغادرة البلاد· وطالبت الخارجية السودانية فى بيان لها القائم بالأعمال التشادي بتقديم تسهيلات لتصفية أعمال السفارة السودانية في العاصمة التشادية انجامينا·· مبدية استعدادها لتقديم تسهيلات لتصفية أعمال سفارة بلاده في السودان · وكان آلاف السودانيين قد شاركوا في مسيرة ''النصر والتأييد'' التي نظمتها الحكومة السودانية أمس للتنديد بالهجوم الذي تعرضت له العاصمة السودانية· ووقفت حشود الرجال والنساء وطلاب المدارس ملوحين بالإعلام واليافطات للاستماع إلى كلمة البشير· وأغلقت الحكومة الشوارع الرئيسية المؤدية إلى موقع المسيرة ونشرت أعداداً كبيرة من رجال الشرطة والجيش لتأمين وحماية المسيرة· ورقص المحتشدون على أنغام الموسيقى كما هتفوا بشعارات تدين المتمردين وأطلقوا شعارات دينية· وتفاوتت تقديرات المشاركين في المسيرة حيث قدرهم بعض شهود العيان بنحو 7000 شخص فيما قال آخرون إن عددهم ما بين 15 و20 ألفاً· وقال البشير في كلمة ألقاها أمام الحشد وهو يرتدي بزته العسكرية إن المتمردين ''ينفذون أجندة خارجية، وهناك سؤال بسيط: من الذي اشترى لهم هذه العربات، من الذي اشترى لهم السلاح، ومن الذي مونهم ومولهم لكي يروعوا المواطنين ويحلموا باحتلال الخرطوم؟''· وقال البشير ''هل يعقل أن يحكم الخرطوم احد العملاء والخونة باع نفسه للشيطان والصهيونية والصليبية؟''· وتساءل البشير ''اليوم أين خليل بعد أن أدخل الشباب والأطفال في محرقة أم درمان؟''· ووجه البشير تحية إلى أجهزة الأمن على موقفها وشكر الحركة الشعبية لتحرير السودان الشريكة في الائتلاف الحكومي ''الذين أبدوا موقفاً مشرفاً منذ أول لحظة (··· ) ووضعوا كل إمكاناتهم وقواتهم تحت إمرة القوات المسلحة لدحر أي عميل أو خائن أو مأجور''· وأكد البشير أن المسيرة هي ''رسالة نرسلها من الخرطوم الصامدة وأم درمان العاصمة الوطنية، للعملاء والخونة والمرتزقة والطابور الخامس''·
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©