الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيليان باندور: المهنة ليست وظيفة

جيليان باندور: المهنة ليست وظيفة
22 مارس 2018 02:17
نسرين درزي (أبوظبي) تحدثت الدكتورة الأميركية جيليان باندور، رئيسة جامعة كرتين ومقرها دبي، عن تميز عمل المرأة في المجال الأكاديمي، وذكرت أنها تفاخر ببنات جيلها ممن يظهرن صورة رائعة عن أشكال الإدارة الناجحة بعيداً عن كل التحديات التي يواجهنها في مختلف المجتمعات، والمهم بالنسبة لها ليس الحصول على فرصة لامعة، وإنما السعي بكل المهارات وأدوات الإبداع للحفاظ عليها وتطويرها، معتبرة أنها تمارس مهنة تحبها وليس وظيفة تتقاضى عليها راتباً. هدية العمر تنقلت باندور في مهامها القيادية من أميركا إلى إسبانيا والبحرين وصولاً إلى دبي التي تعيش فيها منذ عام. ولا تخفي إعجابها بالانفتاح المهني الذي لمسته في الدولة لجهة التخاطب والتواصل مع كبريات الشركات العالمية. الأمر الذي يدفعها يوماً بعد يوم للتعرف أكثر إلى مقومات الابتكار المتفرد، والسعي بلا كلل إلى المراكز الأولى، سواء بالحضور الشخصي أو بالعمل الجماعي. وبحسب قولها فإن الإقامة في دبي مثلت تحولاً كبيراً في حياتها، ولاسيما أنها انتقلت للعمل فيها خلال مرحلة حاسمة من مسيرتها المهنية. وتوضح «كنت وقتها أحضر لدرجة الدكتوراه وبعد 4 أشهر من انتقالي إلى دبي قدمت أطروحتي وحصلت على الشهادة التي كانت حلماً تحقق». وعندها نالت باندور منصب محاضر في جامعة كرتين وبعد أشهر قليلة عرضت عليها أدوار تتطلب مسؤوليات أكبر تمثلت في منصب الرئيس الأكاديمي. وهذا برأيها أشبه بـ «هدية العمر»، التي ما كانت لتحصل عليها إلا في دبي التي تقدم سوقاً أصغر حجماً، مقارنة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلا أنها توفر فرصاً أكبر للتألق. مهنية ومحترفة تركز باندور على دمج الطلاب الأجانب بسياقات وثقافات أكاديمية جديدة، وهذا الأمر يرتبط بصورة وثيقة بثقافة دولة الإمارات. وكانت نشرت آخر مقالة لها في مجلة Revista de Lingü?stica Te?rica y Aplicada في 2017، وهي مجلة لغويات تطبيقية، مقرها شيلي. وتعمل حالياً على كتاب مراجعات سيتم نشره نهاية العام. ومعظم البحوث التي أجرتها تعود إلى درجة الدكتوراه مع مقارنة واسعة فيما يتعلق بأنظمة الجامعات الأميركية والإسبانية. وبكونها امرأة عاملة تجد أن أي مهنة تفرض صعوبات في الموازنة بين الوظيفة والحياة الشخصية. وهي تستخدم تعبير «مهنة» عمداً، لأن هناك اختلافا واضحا جداً في العقلية ما بين أولئك الذين يعرفون عملهم على أنه «وظيفة»، وأولئك الذين يعتبرونه مهنة، وتقول، «أعتبر نفسي مهنية ومحترفة وأنا لا أترك الحرم الجامعي عند انتهاء وقت الدوام، وإنما بعد انتهاء مهامي بالصورة التي ترضيني. مهنتك يجب أن تحقق لك الرضا، وعندها لن تشعر بأن الوقت الإضافي الذي تخصصه لتحسين الأداء المهني تضحية». المساواة وتناولت باندور دور القيادات النسائية القوية في أنحاء العالم كافة، معتبرة أن كثيرات لم يحققن الاعتراف الذي يستحققنه. وتقول: «بصفتي أحمل الجنسية الأميركية وعشت أكثر من 10 أعوام في الخارج، فإنني أدرك جيداً الاهتمام الإعلامي الذي تحظى به بلادي. ولا أؤمن بأن هذا الاهتمام هو بالضرورة مؤشر لمستوى نجاحنا كأمة. فإنجازات المرأة أمر له كيانه الخاص المنفصل عن جنسيتها، ولا يمكن الخلط بينهما أو ربط الجنسية بسمات شخصية معينة. أعتقد بأن القيادة بصرف النظر عن الجنسية والجنس يجب أن تكون مفعمة بالشغف والإصرار والإيمان بالرؤية والأهداف». وعن الاختلاف بين المرأة والرجل في العمل القيادي، تذكر باندور «أننا نعيش في مجتمع يشجع على المساواة ما بين الجنسين». وتقول، إنه في خلال مسيرتها المهنية لم تواجه موقفاً شعرت فيه بأنها أقل شأناً من الرجل، وترى أنه لا يوجد أي مسار وظيفي لا يمكن للمرأة الدخول فيه نظراً لهيمنة الذكور عليه، موضحة «ربما يكون لدى نساء أخريات تجارب مختلفة، ولكني أعتقد بأننا نتفق جميعاً على أن أي رب عمل محترف لن يختار الموظف بناءً على جنسه، وإنما استناداً لخبرات المرشح وملاءمته للمنصب الوظيفي». التعليم أولاً بالتطرق إلى المشاريع التي ساهمت بتطويرها لإنجاح القطاع الأكاديمي في الجامعة، تلفت باندور إلى أنه بالرغم من كونها باحثة نشيطة فهي تحب التعليم أكثر. والوقت الذي تمضيه في قاعة المحاضرات يعتبر إسهامها الأساسي في نجاح القطاع التعليمي. ورغم أهمية البحوث، إلا أن الأوساط الأكاديمية تغفل أحياناً وفي خضم الضغوطات المستمرة أهمية الأنشطة اليومية في الفصول الدراسية. ومن هنا لا بد من التأثير المباشر وبفعالية أكبر على الطلاب عبر تزويدهم بأعلى معايير الجودة في التعليم الحديث. وعن الفرق بين العمل الجامعي الإداري والأكاديمي، تذكر باندور أن المفتاح يكمن في عدم التمييز ما بينهما. وعلى الرغم من أن المكونات الإدارية قد لا تنطوي مباشرة على الطلاب، إلا أن تجربة الكلية بالنسبة للطالب تبقى في مقدمة كل قرار إداري يتخذه. التميز مفتاح العمل عن مهمة الطلبة في العصر الحالي والصعوبات التي يواجهونها في ظل تقليص الوظائف، تقول باندور إن العالم أصبح قرية صغيرة، وإن ظروف السوق تشهد في ظل العولمة الكثير من التحديات، ما يتطلب التعامل بطريقة مدروسة لتحقيق النتائج المرجوة. وتشير إلى أن أرباب العمل يسعون بشكل حثيث إلى استقطاب أفضل الكوادر للوظائف، حتى وإن تطلب ذلك جذبهم من دول أخرى وهذا بات سهلاً بفضل الإنترنت. وتلفت إلى أنها تقول دائماً لطلابها، إن المؤهلات العلمية وحدها لا تكفي للانضمام إلى القوى العاملة، إذ إن جهات التوظيف لا تكتفي بالمعدل المتوسط لاتخاذ قرار القبول. وبالتالي فقد أصبح لزاماً على الخريجين التميز عن أقرانهم وإبراز مهاراتهم والقيمة التي يضيفونها إلى المؤسسة أو جهة التوظيف. ويتمثل ذلك فيما يكتسبونه من خبرات خلال فترة التدريب أو الدورات التي يحصلون عليها من جهات خارج الجامعة، إضافة إلى اللغات الأجنبية والمهارات الشخصية. رفع سقف التوقعات أكدت الدكتورة جيليان باندور، رئيسة جامعة كرتين في دبي، التي تتمتع بسمعة أكاديمية رفيعة، حرص أعضاء هيئة التدريس على تحدي النماذج التقليدية في التعليم، مع رفع مستوى التوقعات فيما يتوجب على الطلاب تقديمه، وتعزيز الثقة بهم وبقدرتهم على تحقيق ما هو أفضل. خلفية أكاديمية تحمل الدكتورة جيليان باندور شهادة الدكتوراه والماجستير في اللغة الإنجليزية والإسبانية من جامعة اليكانتي في إسبانيا، وأكملت تخصصاً مزدوجاً في العلوم التطبيقية وتعليم اللغات من جامعة بنسلفانيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©