الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طهران تعتقل موظفين في السفارة البريطانية..وأوروبا تلوح برد قوي

طهران تعتقل موظفين في السفارة البريطانية..وأوروبا تلوح برد قوي
29 يونيو 2009 02:00
تصاعدت الأزمة بين طهران ولندن أمس مع اعتقال السلطات الإيرانية ثمانية موظفين إيرانيين في السفارة البريطانية بتهمة لعب دور في أعمال الشغب التي تلت الانتخابات الرئاسية. فيما وصفت الحكومة البريطانية الاعتقالات بأنها محاولة ترهيب، مطالبة بإطلاق سراح جميع المحتجزين، ومؤكدة الاتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي على مقابلة أي مضايقة إيرانية للدبلوماسيين برد جماعي قوي. جاء ذلك، في وقت هاجم مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي بعنف أمس تصريحات الزعماء الغربيين ووصفها بـ«الحمقاء والسخيفة»، ودعا في الوقت نفسه كافة الأطراف الإيرانية إلى وضع نهاية للنزاع حول نتائج الانتخابات الرئاسية. ونقلت الإذاعة الحكومية الإيرانية عن خامنئي قوله «إذا كانت الأمة ومسؤولوها مجمعين على قلب رجل واحد فلن يكون من أثر لإغراءات من يتمنون لنا السوء في العالم والساسة الغلاظ الذين يتدخلون في شؤوننا من خلال التعبير عن آراء سخيفة بشأن ايران..ان بعض المسؤولين الاوروبيين والاميركيين بتعليقاتهم الحمقاء عن ايران يتحدثون بطريقة توحي بأن جميع مشاكلهم قد حلت ولم يبق سوى مشاكل ايران وحدها أمامهم». ودعا خامنئي كافة الأطراف الايرانية إلى وضع نهاية للنزاعات حول نتائج الانتخابات الرئاسية. وقال في اجتماع مع المسؤولين القضائيين «إنني أدعو الجميع الى عدم إثارة مشاعر الشباب والتوقف عن وضع الناس في مواجهة بعضهم البعض والامتناع عن المساس بوحدة الأمة..هناك طرق قانونية لتسوية النزاع ويجب اتباع هذه المعايير». ورفض مجددا دعوة المرشح الرئاسي الخاسر مير حسين موسوي والإصلاحي مهدي كروبي لتشكيل لجنة مستقلة لمراجعة نتائج الانتخابات. ووفق وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء فإن الموظفين الإيرانيين الثمانية في السفارة البريطانية بطهران احتجزوا لقيامهم بدور كبير وفعال في الاضطرابات الأخيرة»، من دون ان تذكر متى ألقي القبض عليهم. وأكد وزير الاستخبارات الإيراني غلام حسين محسني أجئي أن عددا من موظفي السفارة البريطانية احتجزوا وأن بعضهم جرى الإفراج عنه. ونسبت الإذاعة الحكومية إلى أجئي قوله «إن السفارة لعبت دورا في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات بما في ذلك إرسال أشخاص ليندسوا بين المحتجين ويقولوا لهم ما يتعين عليهم فعله ويلقنوهم الشعارات التي يتعين عليهم ترديدها». وأضاف أن بعض الموظفين المحتجزين قد أفرج عنهم ولكنه لم يعط تفاصيل. ونفى أجئي وقوع تزوير منظم للأصوات يمكن أن يؤثر على نتيجة انتخابات الرئاسة. وقال في تصريحات للتلفزيون الرسمي «إن الولايات المتحدة تهدف إلى زعزعة استقرار إيران من خلال مزاعم تزوير الانتخابات». وصرح مصدر مقرب من السفارة «بأن الاعتقالات حدثت السبت». فيما قال احد اقارب المعتقلين «ان قريبه خرج صباح امس ولم يستطع الاتصال به لان هاتفه النقال مغلق. ومنذ ذلك الوقت لم تصله أية معلومات عن مكان وجوده». وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اعتقال الموظفين، وقال للصحفيين على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في كورفو اليونانية «هذه مضايقة وترهيب بشكل غير مقبول بالمرة..ان فكرة أن السفارة البريطانية مسؤولة بشكل ما عن التظاهرات والاحتجاجات التي وقعت في طهران لا أساس لها على الاطلاق». وكانت بريطانيا وإيران تبادلتا طرد اثنين من الدبلوماسيين من كل منهما بعد الانتخابات الرئاسية. وقال ميليباند انه تم الاتفاق داخل الاتحاد الاوروبي على ان التعرض بالمضايقات والتحرش بالأطقم الدبلوماسية الاوروبية من جانب ايران سوف يقابل برد قوي وجماعي . وقال ان وزراء الخارجية دعوا بالاجماع الى الافراج الفوري عن المحتجزين من السفارة البريطانية. ودعا وزير الخارجية التشيكي يان كوهوت السلطات الايرانية الى توفير الحماية الكاملة للأطقم الدبلوماسية العاملة في ايران، وقال «اوضحنا للسلطات ان اعتقال وتخويف الأطقم الاجنبية والايرانية التي تعمل في سفارات الاتحاد الاوروبي سوف يقابل برد قوى وجماعي». وأعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن دعم بلاده لبريطانيا، وقال «توصلنا الى اتفاق أوروبي يجدد التأكيد على تضامن الدول الأعضاء في الاتحاد مع السلطات البريطانية بشأن الإفراج عن المعتقلين». الى ذلك، قال دبلوماسي غربي رفيع في طهران «ان خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد وحلفاءهما حققا انتصارا في الاجل القصير وهم الآن مصممون على الاستفادة من تفوقهم على المعارضين»، وأضاف طالبا عدم نشر اسمه «إنه نظام تعرض للتحدي وهو الآن يرد الضربة». ويواجه قادة العالم ضغوطا لصياغة سياسة جديدة للتعامل مع إيران، إلا أنه من غير المرجح أن يشددوا العقوبات في وقت قريب. وقال خبراء «إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يريدان تشجيع التغيير الديمقراطي، ولكن سيحاولان أيضا تفادي القيام بأي عمل يسد طريق الحوار مع طهران حين تنتهي الأزمة أو يصوره القادة الإيرانيون على أنه تدخل». إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لاستئناف المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي. واعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن اتهامات نجاد لواشنطن بالتدخل في شؤون بلاده ليس لها صدقية. وقالت في حديث لقناة «سي بي إس» التلفزيونية «ما زال العرض الذي قدمناه لطهران قبل شهرين قائماً بالتفاوض حول برنامجها النووي مع مجموعة «5+1» التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا، إضافة إلى ألمانيا. وأضافت أن الأحداث الجارية في إيران تمثل لحظة تغيير قوية في هذا البلد، مضيفة أن تصريحات نجاد ضد الولايات المتحدة «لا تتمتع بصدقية في الإطار الحالي». وذكرت رايس أيضاً أن خامنئي يبقى صاحب القرار في القضايا الأمنية والسياسة الخارجية وليس نجاد. وأضافت «إن الولايات المتحدة ستواصل العمل للدفاع عن مصالحها الوطنية.. علينا تحقيق أهم الأهداف بالنسبة لبلادنا. وان أحد هذه الأهداف هو منع ريران من المضي في تطوير أسلحة نووية ومنع السباق على التسلح في الشرق الأوسط والتحقق من أن شركاءنا وحلفاءنا في المنطقة وكذلك الولايات المتحدة تضمن أمنها». وأضافت رايس «الأمر كله يتوقف على إيران.. إنهم (الإيرانيون) يستطيعون اختيار وقف برنامجهم لتطوير أسلحة نووية والتصرف بشكل مسؤول والعودة إلى صفوف مجموعة الأمم أو اختيار سبيل آخر سيؤدي إلى عزلهم وإلى زيادة الضغوط عليهم».
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©