الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستمتاع بأداء الواجبات سر الاعتماد على النفس

الاستمتاع بأداء الواجبات سر الاعتماد على النفس
23 مارس 2018 11:20
خورشيد حرفوش (القاهرة) تبدأ رحلة اعتماد الطفل على نفسه، وتحمله المسؤولية في وقت مبكر من طفولته. ولعل تنمية هذا الاتجاه الإيجابي في الشخصية بحسب خبراء تربية وطفولة، يكمن في كيفية مساعدة الطفل على الاستمتاع بأداء واجباته الشخصية والمنزلية والمدرسية، ليقبل عليها بحب من دون تبرم، ويحاول إنجازها وهو راض وسعيد، ما ينعكس إيجابا على ثقته في نفسه. وعلى الأم ألا تستهين بمحاولات طفلها ارتداء ثيابه، وعليها أن تعطيه فرصة أن يقوم بذلك، ولا تحبط أو تعاقب صغيرتها عندما تحاول تقليدها بأعمال المطبخ فتتسخ ملابسها. دور الأهل الطفل بطبيعته يبدأ في الإحساس بأن ارتداء ملابسه بنفسه، أو تنظيف أسنانه، أو ترتيب الأشياء ووضعها في مكانها، أعمال مثيرة يقوم بها الكبار، فإذا نجح أبواه في تشجعيه مع تقدمه في السن، فسنجده يستمتع بإنجاز أعمال تحتاج مهارة أكبر، لأنه سيكتسب المزيد من الخبرة، والثقة في النفس، كما أن عليها أن لا يجعلا نظرة الطفل إلى الأعمال المنزلية على أنها شيء غير مستحب، شريطة ألا يكلفان طفلهما بأي مهام، وهما في حالة غضب أو توتر، حتى لا يتكون لدى الطفل رفض داخلي لما يطلب منه. وعن كيفية تمنية الوالدين إحساس الاستمتاع بأداء الواجبات أو المهام المنزلية أو الشخصية لدى طفلهما، تقول الاختصاصية النفسية، ندى الشوبكي، إنه لا ينبغي أن نتوقع من الطفل أن يكون مسؤولا مسؤولية مطلقة عن أداء واجباته الشخصية بنفسه حتى حين يبلغ الخامسة عشرة، ومن ثم كان لابد من تذكير الطفل بواجباته من حين لآخر، وعلى الوالدين أن يتحليا بالصبر، ويجعلا تذكير الطفل بواجباته جزءا من واجباتهما تجاهه، شريطة أن يتم ذلك بود ولطف وهدوء وكياسة، وكأنهما يخاطبان شخصا بالغا، موضحة أن النكد والعصبية والصراخ والتشنج يقتل الشعور بالثقة والاعتزاز بالنفس لدى الطفل عندما ينجز تلك الأعمال التي وكلت إليه، ويفضل أن يكلف الطفل بالأعمال التي يتبرم منها أحيانا بإشراك أحد الوالدين، أو أي فرد في الأسرة، حتى تثار حماسته، وبالتالي يستمتع بعمله. لبنات السلوك وتذكر الشوبكي أنه من الأهمية أن تعي الأم كيف تضع لبنات أي سلوك لدى أبنائها في وقت مبكر، منذ المرحلة التي كان يبعثر فيها قطع المكعبات، واللعب، والدمى في أرضية غرفته، وفي كل ركن في البيت. عندها يجب على الأم أن تذكره بعد اللعب أن جمع وترتيب تلك الأشياء الجميلة سيحفظها من التلف، وأن كل شيء يبقى جميلا لو بقي في مكانه، وقد تطلب منه وتشاركه فعل ذلك، وتذكره بأن يضع ملابسه في مكانها، وأن تحرص هي على وضع ملابسها في مكانها. وتعطي مثلا «إذا ما أرادت أن تعود طفلها على تفريش أسنانه قبيل النوم، يمكنها أن تطلب منه أن يشعل أضواء الحمام حتى تتمكن من تفريش أسنانها، وتجعله يشاهدها، ولا بأس أن تشجعه على القيام بذلك، فالطفل بطبيعته مقلد جيد». وتذكّر الشوبكي الأم، التي دأبت على توبيخ طفلها والإلحاح عليه بأن يسرع في ارتداء ملابسه، أن الطفل المتراخي الكسول لم يولد هكذا، وأنه تحول إلى هذه الحالة بسبب الزجر الدائم، فغالبا ما يسمع الطفل عبارات «كم مرة قلت لك ارتدِ ملابسك بسرعة»، «كم مرة قلت لك نم مبكرا؟»، مثل هذه الجمل تكرس لديه صفتي العناد والكسل، فيكرر الطفل ما يفعله، وتدور جميع الأطراف في حلقة مفرغة»، مشيرة إلى أن ها النموذج من الأمهات من النمط الذي يفقد صبره بسرعة، وتحدوها الرغبة للسيطرة، ويفوتها أنها تجرد طفلها مبكرا من القدرة على أخذ زمام أموره بنفسه». أهمية القرب تقول الاختصاصية النفسية، ندى الشوبكي إنه «يجب ألا تنزعج الأم إذا حاول ابنها أو بنتها في عمر الثانية أن ترتدي ثيابها بنفسها، أو تحاول أن تكمل تسريحة شعرها من دون تدخل الأم، فضبط النفس، والسيطرة على الغضب مهم للغاية في تلك الأثناء»، مشيرة إلى أن الطفل في سن الأربع سنوات مثلاً يرفض تدخل الأم في أشياء كثيرة خاصة به، وإن حدث، فإنه يغضب ويتبرم، وقد يفقد الاهتمام والرغبة في عمل تلك المهام. وإن تركته الأم وشأنه فإنه قد يفشل، ما يثبط عزيمته، لذا عليها أن تكون قريبة منه لتقديم يد العون والمساعدة إن لزم الأمر، ليشعر الطفل أن أمه معه وليست ضده».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©