أوديرنو: العراقيون جاهزون لتولي أمن المدن

أكد قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو أمس أن العراقيين «جاهزون» لتولي أمن المدن بعد انسحاب القوات الأميركية منها في 30 يونيو الجاري. وفيما أعلن ناطق باسم القوات متعددة الجنسيات في العراق أن حماية الحدود العراقية ضد أي «اعتداء» خارجي أو إقليمي ستكون من مسؤولية هذه القوات عقب الانسحاب، حذرت بغداد الجماعات المسلحة من تنفيذ أي هجوم بعد الانسحاب وألغت عطلات جميع قوات الشرطة ووضعتها في حالة تأهب قصوى. وقال أوديرنو لقناة (سي.إن.إن) «أعتقد أنهم جاهزون لقد عملوا من أجل ذلك منذ وقت طويل». وأضاف أن «الوضع الأمني يبقى جيدا، لقد شهدنا تحسنا متواصلا لوضع قوات الأمن وتحسنا متواصلا في ممارسة الحكم». وتابع «أنا مقتنع انه الوقت المناسب لنا للانسحاب من المدن والمناسب لهم ليتحملوا هذه المسؤولية». وأكد أن 131 ألف عسكري أميركي ما زالوا منتشرين في العراق، وقلل من شأن الهجمات الأخيرة معتبرا أنها نفذت من قبل «عناصر متطرفة تحاول لفت الانتباه الى حركتها». وأضاف أن «أعمال العنف لم تسجل ارتفاعا على مستوى كافة الاراضي العراقية». وأكد أنه سيستمر في خفض عدد القوات الأميركية على الأرض طوال السنة، مشيرا إلى أنه ستكون لديه المرونة اللازمة لربط الانسحاب بالشروط الأمنية الميدانية. وأضاف «سيكون لدينا ما يكفي من القوات هنا لضمان إنجاح الانتخابات البرلمانية في يناير». إلى ذلك قال المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات ستيف لاتزه أمس إن «حماية الحدود العراقية ستكون ضمن مهام القوات الأميركية ضد أي عدوان خارجي أو إقليمي لحين اكتمال القدرات العسكرية العراقية». وأضاف «أن القوات الأميركية سلمت للحكومة العراقية أكثر من 151 قاعدة عسكرية خلال الفترة الماضية، والمتبقي من القواعد العسكرية سيسلم خلال الفترة المحددة للانسحاب». وذكر أن «القوات الأميركية المتبقية في العراق سيقتصر عملها على تقديم الدعم اللوجستي والعسكري بناء على طلب الحكومة العراقية وأن القوات الأميركية تمتلك الحق بردع أي اعتداء على مقارها خارج المدن من دون الرجوع إلى الحكومة العراقية». من جهته حذر وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي الجماعات المسلحة من تنفيذ أي هجوم بعد الانسحاب الأميركي. وقال في تصريحات للتلفزيون العراقي «أتحدى أن يهاجم الإرهاب مخفرا للشرطة العراقية مثلما كان يحدث في الأعوام الماضية، أو أن يهاجم أي قوة عسكرية». وأضاف قائلا «إن زمن الإرهاب في العراق قد انتهي». وقال العبيدي «الآن أصبحنا نحن في المواجهة وعلينا التكاتف جميعا ككتلة واحدة بوجه الإرهاب». وستشرع القوات العراقية في أوسع عملية انتشار على الأراضي العراقية لأول مرة منذ ست سنوات لمواجهة أي خرق أمني حيث سيتم نشر أكثر 120 ألف عنصر أمن من الجيش والشرطة في بغداد وحدها، بجانب الآلاف في المدن العراقية الأخرى بعد الانسحاب. وحسب مصادر أمنية فإن القوات العراقية منحت صلاحيات واسعة لمعالجة الأهداف في وقت قياسي دون الرجوع إلى القيادات المركزية. وذكر العبيدي أن «العمليات الإرهابية التي تنفذ الآن هي لإثبات الوجود، وهي تمثل نهاية القاعدة في العراق». وقال «علينا أن نحذر وأن نتعاون ونصمد جميعا من أجل التصدي للإرهاب وإبعاده من البلاد». وأضاف «قناعتنا أنه ستكون هناك وتيرة من العمليات الإرهابية ونأمل ألا تكون هذه الوتيرة متصاعدة، نحن في حالة إنذار كامل وسنجابه هذه العمليات بكل قدرتنا الأمنية، لدينا قناعة أن الإرهاب ضعف نتيجة الضربات التي تعرض لها، يجب ألا نعطيه فرصة نجاح واحدة، لأنه يحلم بتفرقة العراقيين وجعل السلطة التشريعية تصطدم بالتنفيذية». من جهته قال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التي تسيطر على قوات الشرطة إنه تم إلغاء عطلات جميع قوات الشرطة، ووضعت في حالة تأهب قصوى منذ أمس. وأضاف «وضعنا كل القوات في حالة إنذار ليس هناك إجازات، القوات نزلت الى الشارع بثقلها في كل العراق 100 في المئة». وذكر أن «الأعداد زيدت في كل مكان وليس فقط نقاط التفتيش». وفي السياق قال قائد شرطة الأنبار اللواء طارق العسل إن شرطة المحافظة انتشرت بشكل واسع لسد الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية بعد انسحابها. وأضاف «شكلنا فريق عمل مشترك ضم ممثلين عن قوات الشرطة والجيش والحدود للسيطرة على الأوضاع الأمنية داخل وخارج المدن وعلى المنافذ الحدودية مع سوريا والأردن». وأوضح العسل «تمكنت قواتنا خلال هذا الشهر من اعتقال حوالي 180 شخصا أفرج عن بعضهم فيما يحقق مع الباقي». وقال «لدينا الاستعداد والقدرة على حماية مدننا ومواطنينا من الإرهاب والعنف بعيدا عن الوجود الأجنبي، وحسب التوجيهات التي تصلنا من مراجعنا، فإنه بعد 30 يونيو الجاري ستكون قواتنا مسؤولة بشكل كامل عن الأمن بداخل المدن وخارجها».