الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى يكون النوم مشكلة؟

متى يكون النوم مشكلة؟
22 مارس 2018 23:08
القاهرة (الاتحاد) نوم الأطفال الزائد عن الحد المألوف لعدد ساعات النوم الطبيعي، مشكلة بسيطة ونادرة، لكنها تثير قلق الأمهات. وللمشكلة أسبابها المتعددة، ومعالجتها تتوقف على معرفة وتشخيص الأسباب بشكل دقيق. وتقول الدكتورة جانيت فؤاد، استشارية الصحة النفسية، إن لظاهرة نوم الطفل لساعات تفوق متوسط عددها الطبيعي، أسباباً نفسية وعضوية، موضحة أن العوامل النفسية تتعلق بالتوترات الحياتية، فيتخذ الطفل النوم وسيلة هروب، وهذه الحالة تظهر خلال مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة، حيث يبدأ الطفل بالإحساس بواقعه الأسري والاجتماعي، ويعي ملامح الاضطرابات الأسرية. ومن ثم قد يتخذ الطفل النوم وسيلة للهروب من الواقع الذي لا يريحه ولا يفهم تفاصيله. وتوضح فؤاد أن الحديث إلى الطفل في هذه الحالة مهم ومجدي، لتشجيعه على التعبير عن أحاسيسه أو مخاوفه. وتذكر أن هناك عددا قليلا من الأطفال الذين يتسمون بالبلادة، فينغمسون في النوم حتى خلال ساعات النهار، كوسيلة لتمضية الوقت بدلًا من النشاط واللعب والحركة. ومن المناسب جداً لهؤلاء الأطفال تحفيزهم وإشراكهم في نشاطات نهارية، والانخراط في جماعات الرفاق، وتشجيعهم على قضاء الوقت بشكل إيجابي في أي نشاط جسمي أو فني أو حركي يتناسب مرحلتهم العمرية. وتضيف أن المزاج الاكتئابي سبب مهم للنوم المفرط، حيث ينسحب الطفل من عالمه الذي يحيط به إلى النوم ليريحه أطول وقت ممكن. وفي تلك الحالة لابد من تشخيص حالة الطفل ومعرفة الأسباب، وعلاج الطفل النفسي، وبث الأمن والطمأنينة في نفسه، واحتواء أي مبرر نفسي قد يكون سبباً لهذا المزاج السيئ. وحول الأسباب العضوية المؤدية إلى النوم المفرط، تقول فؤاد «هناك كثير من الأسباب العضوية، أهمها الشعور الدائم بالإرهاق الجسدي، الذي ينتج عن النشاط الزائد خلال النهار، أو قلة عدد ساعات النوم ليلا»، مشيرة إلى أن الحل في هذه الحالة هو تخفيض عدد ساعات النشاط الحركي نهارا، وتعويد الطفل على النوم في أوقات محددة عندما يحل الليل، مع تجنب إعطاء الطفل منبهات أو منومات حتى لا يعتاد عليها. وتلفت إلى اضطراب «الخدار»، وهو اضطراب عضوي يتصف بظهور سلسلة من النوم والنعاس بشكل متواتر أثناء النهار. فالطفل هنا ليس خاملاً أو مضطرباً انفعالياً، وإنما لديه شعور لا يقاوم بالنعاس، يتبعه النوم مرات عدة خلال اليوم الواحد، مشيرة إلى أن الطفل المصاب لا يستغرق في نوم عميق، وإنما يعاني النعاس، أو الشعور بالنوم المتقطع. وتقول «ثلثي تلك الفئة تعاني ارتخاء عضلات الجسم بشكل فجائي، والسقوط على الأرض من دون فقدان الوعى. أو أن يصاب البعض- في بداية سن المراهقة غالباً- بحالة شلل النوم، وهي إدراك الشخص فجأة أثناء النوم بأنه لا يستطيع الحركة أو حتى الصراخ، أو الهلوسات النعاسية، والخيالات البصرية أو السمعية التي تظهر مع بداية النوم. وكثير منهم يسهل نومهم في الصف الدراسي أو أثناء مشاهدة التلفاز أو حتى أثناء ركوبه السيارة، وهذه الحالة تستوجب فحصا ًطبياً دقيقاً للوقوف على الأسباب»، موضحة أن هناك أسباباً عضوية أخرى قد تكون محل اتهام، منها قصور الغدة الدرقية، أو التهابات الدماغ، أو نقص السكر في الدم. لذلك لا بد من معرفة وتشخيص الأسباب جيدا لتقديم المعالجة اللازمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©