الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غش الصغار «ذكاء» ممقوت

غش الصغار «ذكاء» ممقوت
22 مارس 2018 02:44
القاهرة (الاتحاد) للغش عند الصغار صور عدة، منها غش الامتحان أو الغش في اللعب، أو الاحتيال على الوالدين للحصول على مكاسب مادية أو معنوية، أو للهروب من المساءلة أو العقاب. ويشيع الغش بين الصغار خلال اللعب، متمثلا في عدم التزامهم بقوانينه، لعدم قدرتهم على تقبل الهزيمة بروح رياضية، فيما يلجأ طلاب إلى الاعتماد على الغش في الامتحانات في مرحلة متقدمة من مسيرتهم التعليمية، معتبرين ذلك نوعاً من الذكاء أو «الشطارة». وتقول الدكتورة حنان عبد الحميد، أستاذ التربية والعلوم السلوكية، إن الغش سلوك له علاقة وطيدة بخصائص الشخصية «الميكافيلية» التي تعتمد مبدأ «الغاية يبرر الوسيلة»، وتتصف بأنها معنية فقط بتحقيق غاياتها بعيداً عن شرعية الطريقة التي تنتهجها. وهؤلاء الأشخاص عادة فرديون وانتهازيون وبارعون وأذكياء في التلاعب، والمناورة. وفي أحيان كثيرة يتباهون بقدرتهم على الغش كنوع من الذكاء. وقد تكون لديهم قدرات القيادة، وغالباً ما يرفضون الغش إذا كان يحقق مصلحة للغير، بينما يعتمدونه إذا كان يحقق مصالح شخصية. وإذا ما تم اكتشافهم فالأرجح أنهم ينكرون ويبررون أو يتهربون من المواجهة. وتعزو عبد الحميد أسباب لجوء الصغار إلى الغش إلى وجود خلل في أسلوب التربية والتنشئة الاجتماعية كتقبل الغش أو التشجيع عليه، وافتقاد الطفل القدوة الحسنة، ووجود ضغوط أسرية لتحقيق النجاح من دون امتلاك الطفل مقوماته، ما يجعله يلجأ إلى الغش لتحقيق مقصده، مشيرة إلى أن الأطفال الذين يشعرون بعدم الكفاءة أو سوء الاستعداد، غالباً ما يلجؤون إلى الغش أو التحايل. تلفت عبد الحميد إلى أهمية منظومة القيم الأخلاقية في محيط الطفل، ومدى جديتها في رفض تحقيق أي مكسب من دون حق أو جهد، مشيرة إلى أن إحساس الطفل بأنه في مأمن من اكتشافه، أو استشعاره مباركة الأسرة أو الرفاق، وافتقاره بعض المهارات أو الخبرات، عوامل تعزز اتجاهه للغش. وحول علاج الغش عند الصغار، تقول عبد الحميد إنه يتوقف على الطريقة التي يتعامل بها الوالدان، أو المعلمون مع غش الصغار، من حيث إظهار عدم الرضا، عن أي مكسب أو نتيجة إيجابية تتحقق بالتحايل. وتذكر أنه لابد أن يعي الطفل أن سلوك عدم الأمانة أمر مرفوض، ويؤدي إلى فقدان ثقة الآخرين. وأن القيمة الحقيقية لأي إنجاز تتعاظم بالأمانة، والاعتماد على النفس، مهما كان حجم الإنجاز صغيراً أو بسيطاً سواء في اللعب أو الدراسة. وتضيف أن تقديم الدعم المعنوي والمادي غير المشروط حال تكرار اعتماد الطفل على نفسه يشجعه على السلوك القويم، ويحميه من اللجوء إلى الغش. تجاهل الخسارة يجد الصغار في خسارتهم في اللعب أمراً لا يحتمل، ومن ثم يلجؤون إلى الغش، وهنا تنصح الدكتورة حنان عبد الحميد، أستاذ التربية والعلوم السلوكية، الآباء بتجاهل الحديث عن الخسارة وعدم إثارة الأمر، ما يقلل تمركز الطفل حول ذاته، وينمي قدرته على تحمل الإحباط، إلى جانب تنمية قدرة الطفل على الحديث إلى نفسه، ومحاسبتها ولومها عندما تقوم على الغش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©