محمد النوري: أسعى لأن يكون الخط العربي فناً عالمياً

من بين الخطاطين المميزين الذين شاركوا في الملتقى الثالث لفن الخط العربي بالشارقة والذي اختتمت فعالياته مؤخرا، الخطاط العراقي محمد النوري أستاذ الزخرفة والخط في معهد الخط العربي بالشارقة، وقد فاز من خلال مشاركته في الملتقى بجائزة الخط الديواني الجلي· وعن فوزه بالجائزة، قال النوري لـ ''الاتحاد'': إنها من الجوائز المتعلقة بالجانب التقليدي في الخط ، أو ما يسمى في الملتقى بالتيار الأصيل· وهي عن لوحة من اللوحات التي قدمتها، وقد تقسمت على أهم الخطوط الأربعة، وهي الثلث، النسخ، الجلي الديواني، النستعليق (الفارسي)، مضيفاً أن الجائزة من أهم الجوائز العالمية كون الشارقة أصبحت ملتقى للخط والخطاطين· وحول الملتقى' قال: إن ملتقى الشارقة لفن الخط في دورته الثالثة كان متميزاً كماً ونوعاً، وكانت هناك منافسات قوية في مجال الخطوط الأربعة، فلقد أفرز المعرض في هذه الدورة نتائج رائعة جداً في كل المجالات، الحروفية والاتجاهات الأخرى المصاحبة، والجانب التقليدي، وكذلك في المعارض الشخصية، كما أن هناك دلالات بصرية جميلة أفرزها هذا الملتقى، وهناك إحساس بالصورة والصوت في اللوحة الخطية، وهذا ما يرجعنا لكلام ابن خلدون في قضية المرئيات والمسموعات· وقال النوري: عمل الخطاط المعاصر على تطوير لوحته لتتناسب مع الأعمال الفنية العالمية بما فيها من رؤية تجريدية، ورؤية رمزية، ورؤية أكاديمية، مشيراً إلى أن هذه الرؤى نجدها تحققت في الملتقى الثالث للخط بالشارقة، ونأمل أن يكون هناك تجارب أخرى جديدة ترفد الساحة الخطية بكل ما هو إبداعي وجميل ومتألق· وقال الخطاط محمد النوري أستاذ زخرفة وخط في معهد الخط العربي بالشارقة: الحقيقة قدمنا مجموعة من طلابنا وطالباتنا الإماراتيين في هذا الملتقى، وكانت لأول مرة تطرح بهذا الشكل الجديد، حيث عملنا في مركز الشارقة للتركيز على هذه المواهب، وكانت هناك أسماء جيدة في الملتقى، وبالتأكيد ستكون نواة لتجارب متميزة أخرى· وأوضح النوري أن هذه المواهب لم تعمل فقط في المجال التقليدي، وإنما أيضاً عملت في المجالات الأخرى التي تخص الفنون الحداثية، مما يعني أن هناك ثقافة فكرية وبصرية متعلقة بقيمة الخط كفن أساسي للإنسان العربي· ويوضح محمد النوري أن خط الجلي الديواني من الخطوط المهمة والجميلة، والمصادر قليلة في هذا الخط الذي كانت تكتب فيه الفرمانات العثمانية فقط، وكان يقسم الخطاط على ألا يكتب فيه أي لوحة، ولهذا أتت المصادر بشكل بسيط، وهي عبارة عن الفرمانات العثمانية، لكن الخطاط المسلم طور هذا النوع من أنواع الخطوط، وصارت تكتب فيه أجمل اللوحات الفنية وبأساليب مختلفة· وبخصوص تجربته الخطية قال: درست في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، ودرست الخط العربي في أماكن عدة في العالم العربي، وأوروبا، عملت ورش عمل في كثير من الأماكن أبرزها مكتبة تستربتي الشهيرة في دبلن، والتي تضم أكثر من 3 آلاف مخطوط إسلامي، وكذلك المركز الإسلامي في دبلن، وفي كلية الفنون الجميلة في روما والعديد من الدول، وأنا الآن أدرس الخط العربي والزخرفة في معهد الشارقة للخط العربي· وأضاف: أقمت أكثر من عشرين معرضاً شخصياً، وتوجد مشاريع أخرى في المستقبل للعديد من المعارض في هذا المجال، وأنا أسعى لمهمة أساسية في عملي وهي أن يكون الخط العربي فناً عالمياً·