الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصور المفهوم الحضاري

22 مايو 2016 23:19
مفهوم الشعوب ربما يتجاوز حدود الجغرافيا وخارطة الأوطان في كثير من الأحيان، وذلك مرتبط بحركة التاريخ.. ولكن في التاريخ الحديث والمعاصر ظهرت الكثير من الدول، وامتلكت الكثير من مقومات الدولة الحديثة التي خرجت من مفهوم تصنيف دول الشمال الغنية ودول الجنوب الفقيرة، وأصبح هذا المفهوم غير دقيق في القياس، والأمثلة كثيرة لدينا. لقد غير ظهور الثروات والموارد الطبيعية واكتشافها منذ بدايات القرن الماضي خارطة الأوطان، وبمرور الوقت تغيرت طبيعة الشعوب نتيجة تدفق الثروات وتراكمها عبر السنين، ومن هنا كانت بداية التحولات الاجتماعية الكبيرة، ففي البعض من تلكم البلاد ارتبطت تلك الثروات بأصحاب المصالح والنفوذ، وجعلت بين أيديهم قوة باتت هي مصدر ذلك النفوذ. وحين تغيب العدالة ليصبح مفهوم العدل مرتبط بما يفرضه واقع ذلك النفوذ وتلكم القوة، حينها وعبر التأثير السلبي لمفهوم العدالة الجديد، تتغير طبيعة الشعوب التي تشمل كل التراث والعادات والقيم المرتبطة بهذا الموروث، لتمسي آثاراً للفرجة تزخر بها متاحف التاريخ. وهناك كيانات بعيدة كل البعد عن ركب الحضارة لقصور في فهمها لحركة التاريخ وأثرها الطبيعي في تطور الشعوب والأمم، وامتدت بينها وبين اللحاق به مسافات لا يمكن اختزالها، لأن ركب التقدم يسير حثيثاً ومن غير محطات توقف أو انتظار. الثروات الطبيعية والبشرية الكبيرة حين يساء استخدامها، تغدو غير متسقة مع مفاهيم العصر لتتخلف عنه كثيراً. ولأن اتخاذ العنف وسيلة ومنهاجاً للتعامل مع الأوطان والشعوب، سواء في الداخل أو خارج حدود الجغرافيا، يغيب «بتشديد الياء» مفهوم العدالة ويطمس كل مقوماته ويشوه كل معالمه. فمثل هذه الكيانات ستظل دوماً مصدراً للقلق وعدم الاستقرار وبؤرة لكل الشرور، ولا بد لنا من استحضار كل أسباب اليقظة والحذر ومظاهر القوة مادياً ومعنوياً لمواجهتها، والسير قدماً في طريق البناء لأجل السلام معاً، ومتكاتفين كأمة خلقها الله واحدة، ولا بد لنا بالضرورة أن نحافظ على وحدتها، وهي السبيل الوحيد الذي لا مناص لنا سواه. مؤيد رشيد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©