100 ألف نازح يهربون من ليبيا عبر الأراضي التونسية

حذرت المفوضية العليا للاجئين أمس، من أن الحدود بين تونس وليبيا خاضعة لسيطرة “قوات موالية للنظام ومدججة بالسلاح”. وأعلنت ميليسا فليمنج إحدى المتحدثات باسم المفوضية إن “الأشخاص الذين تمكنوا من عبور الحدود قالوا لنا إنه تمت مصادرة هواتفهم النقالة وآلات التصوير على الطرقات”. وأوضحت أن “العديد من الأشخاص الذين عبروا الحدود كانوا خائفين ورفضوا الكلام”. وكان الهلال الأحمر التونسي أعلن أن قرابة المئة ألف شخص عبروا الحدود التونسية الليبية منذ 20 فبراير. ومن أصل 12500 شخص لا يزالون عالقين على الحدود التونسية بانتظار أن يتم إجلاؤهم، هناك أكثر من عشرة آلاف أصلهم من بنجلادش، بحسب فليمنج، مضيفة أنه من المقرر وصول طائرتين من بنجلادش. وقد تسارعت وتيرة عمليات إجلاء آلاف اللاجئين من الحدود الليبية مع تونس أمس، حيث تواصل العشرات من الطائرات نقل اللاجئين الأفارقة والآسيويين لبلدانهم مع تراجع أعداد الوافدين الجدد من اللاجئين. وأرسلت مصر وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى عشرات الطائرات لنقل اللاجئين إلى أوطانهم من معبر الحدود التونسية عند رأس جدير. وقالت عبير عطيفة المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لوكالة الأنباء الألمانية: “الموقف دون شك أفضل بكثير مما كان عليه خلال الأيام القليلة الماضية..لقد تحسنت الإمكانات اللوجستية لنقل اللاجئين بحق”. وقال طارق بن علي من المنظمة الدولية للهجرة لوكالة الأنباء الألمانية، إنه من المقرر تسيير أكثر من 23 رحلة جوية، 21 منها إلى القاهرة واثنتان إلى بنجلاديش. وقالت عطيفة، من 25 ألف لاجئ احتشدوا في الخيام أو ناموا في العراء بمدينة رأس جدير منتصف الأسبوع تراجع العدد إلى عدة آلاف. وقالت عطيفة إن المساعدة في تخفيف الموقف تعرضت لبعض العراقيل من حيث توافد اللاجئين، حيث لم يبلغ الحدود أكثر من ألفي لاجئ أمس الأول مقارنة بـ 15 ألف الأربعاء. وتم إجلاء نحو ألفين من العمال التايلانديين بالسفن من ليبيا إلى تونس في الوقت الذي التقت فيه الحكومة التايلاندية بشركات التوظيف لتقييم خطة الإجلاء. في غضون ذلك وصلت سفينة حربية كورية جنوبية تقل 32 مواطنا كوريا جنوبيا جرى إجلاؤهم من ليبيا إلى مالطا أمس، حيث أعرب بعض المرحلين عن ارتياحهم بإجلائهم . وقال وزير الشؤون الداخلية في مالطا كارميلو مفسيد بونيتشي إن بلاده سوف ترسل ست طائرات إلى تونس لإجلاء نحو 900 مصري لإعادتهم إلى القاهرة. وأعلنت المفوضة الأوروبية لشؤون المساعدة الإنسانية كريستالينا جورجييفا إنها تشعر بقلق متزايد إزاء أوضاع اللاجئين عند الحدود الليبية-التونسية وطالبت السلطات الليبية بالسماح بدخول فرق الإغاثة الإنسانية. وقالت جورجييفا بعيد عودتها من زيارة تفقدية قامت بها لتوها على الحدود التونسية الليبية “أشعر بمزيد من القلق من الوضع الإنساني في الجانب الليبي من الحدود. المعلومات حول تطور الوضع ضئيلة والاحتياجات قد تكون ضخمة”. وبدأت أمس حملة المعونات الألمانية للاجئين الفارين من الأراضي الليبية ، وكان أول أشكال هذه المعونات إقلاع طائرة صغيرة “شارتر” من جزيرة جربة التونسية إلى مصر لنقل مواطنين مصريين إلى وطنهم. وتعتزم وزارة الخارجية الألمانية المساعدة بنقل 1900 شخص فروا إلى الأراضي التونسية. وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية إن الوزارة تخطط للقيام بعشر رحلات إجمالا لنقل اللاجئين.