الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقابة على مدار الساعة

22 مايو 2016 23:20
بات أمر استخدام المراهقين لمركبات ذويهم في الشوارع الداخلية للأحياء مزعجاً، بل يهدد كل من يخرج من منزله، سواء بسيارته أو راجلاً، والشباب الحديثون بعضهم يسيء استخدامها، والمأساة لدى البيوت التي تسمح لأطفال دون السادسة باللعب في الحارة بدراجاتهم الصغيرة، رغم ما يرون وما يسمعون من تهور أولئك المراهقين في استخدامهم للمركبات وعدم مبالاتهم بمن يستخدم الشوارع الداخلية، بالذات إنْ كان المستخدمون أطفالاً لا يبلغ طولهم متراً، ولا يدركون طيش السائقين ليقوا أنفسهم كوارث الدهس، وإذا كنا نحن الكبار لا نأمن تلك السرعة المجنونة في شوارع لا تزيد المسافة فيها على 500 متر، فكيف نأمن على أطفال لا يراهم راكب مركبة، لاسيما إنْ كانت من ذوات الدفع الرباعي. ما أكثر المرات التي ندخل فيها الشوارع الداخلية خارجين من بيوتنا، فنفاجأ بتلك المركبة المسرعة، وكأنها تسير في شارع عام، دون تفكير بمن سيخرج من بيته من كبير أو صغير أو مركبة، رغم بوابات البيوت التي تبعد عن تلك الشوارع في أفضل أحوالها من عشرة إلى عشرين متراً. الرادارات عين المراقب التي حدت كثيراً من السرعات المميتة على الشوارع الخارجية، هل نحتاج إليها داخل الأحياء وفي الشوارع التي لا تساعد على السرعة ولا تشجع على الانطلاق، لما يتخللها من مطبات ومارة وعمال وأطفال، أم أننا بحاجة لرادارات ذاتية تردع تصرفاتهم ورقابة داخلية تغير مفاهيمهم، وهنا يبقى دور الأسرة وتربيتها للوازع الضميري لدى النشء، وتنميتها للإحساس بالمسؤولية لديهم، وليست التربية والتعليم بمعزل عن ذلك، ولن نعفي الإعلام من برامج تثقيفية بالتعاون مع وزارة الداخلية، فلو تضافرت الجهات المسؤولة، وأدت كل منها دورها في تغيير وجهة التفكير لدى المراهقين، وزرعت ثقافة المسؤولية لأسهم ذلك في الحد من الاستخدام الخاطئ للمركبات، وتعريض أرواح الشباب ومستخدمي الطرق لخطر الحوادث. لسنا بغنى عن رادارات الشوارع والمخالفات الرادعة، لكن ماذا عن الأماكن البعيدة عن عيون الرادارات؟ والتي يعتبرها بعض المراهقين مجالاً رحباً لممارسة لعبته المسلية وقيادة المركبة كما يحلو له رافعاً صوت الأغاني وماتحتوي من طبول تساعد إيقاعاتها على السرعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©