الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: رجب موسم الخير والبركة والطاعات

علماء: رجب موسم الخير والبركة والطاعات
23 مارس 2018 00:23
أحمد مراد (القاهرة) وصف علماء الدين شهر رجب بأنه مفتاح أشهر الخير والبركة، وشهر عظيم من الأشهرِ الحرم التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها والالتزام فيها أكثر بدينه وشرعه، مؤكدين أنه يستحب للمسلم في هذا الشهر الإكثار والمواظبة على نوافل الطاعات من صلاة وصيام وصدقات وغيرها من القربات مع المحافظة على الفرائض والواجبات. وأوضح العلماء أن شهر رجب له حرمة ومكانة وقداسة وعظمة عند الله، فيحرم فيه انتهاك الحرمات كلها، وتضاعف فيه الحسنات كما تضاعف فيه السيئات، وقد خص الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها. فضائل الأشهر الحرم أوضح الدكتور شوقي علام مفتي مصر، أن فضل شهر رجب ثابت بغض النظر عن درجة الأحاديث الواردة في فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة، وذلك لكونه أحد الأشهر الحرم التي عظمها الله تعالى وقال في شأنها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَ?لِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ...)، «سورة التوبة: الآية 36»، وحددها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بأنها ثلاثة متتالية، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، وواحد فرد وهو رجب الذي بين جمادى الآخرة وشعبان، وذكر الإمام الطبري في تفسيره عن قتادة أنه قال: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء. وقال مفتي مصر: «إذا كان الله تعالى قد اصطفى وعظم من الشهور رمضان والأشهر الحرم، فيجب أن نعظمها، ومن تعظيم شهر رجب كثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة من صلاة وصيام وصدقة، وعمرة وذكر، وغيرها، فالعمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم، وليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة في أي وقت من السنة إلا ما نص الشرع عليه، كصيام يومي العيد الفطر والأضحى وأيام التشريق. وأشار مفتي مصر إلى أن الدعاء في أول ليلة من شهر رجب مستحب، وهي ليلة يستجاب فيها الدعاء كما ورد ذلك عن سلفنا الصالح، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء، ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة العيد، وليلة النحر». شهر عظيم وفي السياق ذاته، وصف الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، رجب بأنه شهر عظيم من الأشهرِ الحرمِ التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها والالتزام فيها أكثر بدينه وشرعه وإجلالها، حيث يستحب للمسلم في هذا الشهر الإكثار والمواظبة على نوافل الطاعات من صلاة وصيام وصدقات وغيرها من القربات مع المحافظة على الفرائض والواجبات. وقال د. عمر هاشم: ومن مظاهر تفضيل الأشهر الحرم بما فيها رجب أن الصيام فيها مندوب، ويدل على ذلك عدد من الأحاديث الشريفة المتواترة والتي تتفاوت درجاتها، ومن بينها ما رواه عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب - ونحن يومئذ في رجب فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «صم من الحرم واترك» ثلاث مرات، وأشار بأصابعه الثلاثة، حيث ضمها وأرسلها، وفي الحديث الشريف إشارة إلى جواز الصيام والتطوع في شهر رجب وغيره من الأشهر الحرم لما له من ثواب عظيم، سواء كان هذا الصيام في غرة الشهر أو في أوسطه أو آخره، ومن المعروف أن الصيام وغيره من العبادات هي من فضائل الأعمال، لذا يجوز للمسلم أن يتزيد من الطاعات في شهر رجب لعموم فضل الأشهر الحرم والتعبد فيها. وتابع هاشم: «في الأشهر الحرم ومنها رجب نفحات وأنوار أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتعرض لله بالطاعات، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها» ومن أجل التعرض لنفحات الله في شهر رجب علينا أن ننشغل بالطاعات من صيام وقيام وذكر لله سبحانه وتعالى، وأن نعمر أوقاتنا بالأعمال الصالحة». موسم طاعة الدكتور خالد بدير، من علماء وزارة الأوقاف المصرية، قال: «من فضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل لها مواسم للطاعات تتضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، ويغفر فيها كثير من المعاصي والسيئات، والسعيد من اغتنم هذه الأوقات وتعرض لهذه النفحات، ومن هذه النفحات شهر رجب وما بعده من شهور، فنحن في بداية موسم الطاعات، فكما أن لكل إنسان في الدنيا موسماً تجارياً يغنم ويربح فيه حسب مهنته ووظيفته ونشاطه التجاري، فكذلك ينبغي على كل إنسان يريد أن يربح في تجارته مع الله أن يتحرى موسم الحسنات والطاعات والبركات والنفحات، لهذا حثنا صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه النفحات». وأوضح بدير، أن رجب أحد الأشهر الحرم الأربعة، ومعنى كلمة حرم أي أن لها حرمة ومكانة وقداسة وعظمة عند الله، فيحرم فيها القتال والسرقة وانتهاك الحرمات كلها، لذلك تضاعف فيها الحسنات، كما تضاعف فيها السيئات، فيجب على المسلم تعظيم هذه الحرمات، وخص الله تعالى الأشهر الأربعة الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفا لها وإن كان منهياً عن الظلم في كل الزمان. وأكد بدير أنه ينبغي على المسلم تجاه شهر رجب خاصة والأشهر الحرم عامة عدة أمور، أهمها أن يعظم هذه الأشهر المباركة المحرمة بما فيها من شعائر، وتعظيم الحرمات لأن أمرها جاء من الله تعالى، والإكثار من الصيام في رجب والأشهر الحرم، والتنبيه على أن انتهاك الحرمات في هذه الأشهر هو بمثابة زوال لكل حسنات المسلم ولو كانت كالجبال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©