الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النقص في الحاويات يهدد مصدري السلع الزراعية الأميركية

النقص في الحاويات يهدد مصدري السلع الزراعية الأميركية
16 مايو 2008 00:19
يصطدم ازدهار الصادرات الأميركية من السلع الغذائية خاصة الذرة وفول الصويا واللحوم المجمدة، بمجموعة من العوائق أهمّها الموانئ المزدحمة والمكدسة بالبضائع، الأمر الذي بات يهدد بتراجع أرباح المزارعين وشركات المنتجات الغذائية الأميركية· ويعزو مراقبون هذه المشكلة إلى النقص الكبير في حاويات السفن ومعدات النقل الأخرى التي كانت متوفرة سابقاً في الأنحاء الأميركية، بالإضافة إلى الافتقاد إلى المساحة المطلوبة داخل السفن التي تجوب البحار والمحيطات، وهو النقص الذي أثر كذلك على صناعات أخرى من بينها السلع المصنعة والورق· وقفزت بمعدل 20% لجهة الوزن في فترة الأشهر الستة المنتهية في 29 فبراير الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وفقاً لأرقام وزارة الزراعة الأميركية· ولكن القلق أصبح يساور المصدرين برغم أن الصادرات الزراعية الأميركية بعد أن تم تعليق شحنات العدس والبازلاء لأشهر عديدة بعد أن عمدت الشركات المشغلة لسفن الشحن إلى رفع الأسعار، كما أن العديد من مرافق التخزين المبردة قد امتلأت الى قريب من سعتها الكاملة باللحوم والمنتجات الأخرى بانتظار تحميلها في الحاويات، وهي الصناديق التي يتراوح طولها في العادة ما بين 20 إلى 40 قدماً· ويقدر بيتر فريدمان المدير التنفيذي لاتحاد النقل الزراعي الأميركي أن المصدرين الزراعيين كان بإمكانهم شحن كمية إضافية بنسبة 20 الى 30% من المنتجات في فترة الستة أشهر الماضية إذا ما توفرت المزيد من حاويات الشحن· وهو ما أدى إلى تعزيز ارتفاع أسعار الأغذية والذي يعود بحسب محللين إلى الاستخدام المتزايد لإنتاج الحبوب في صناعة الوقود الحيوي، ثم الحصاد الفقير في العديد من الدول المنتجة للأغذية، وارتفاع الطلب من الدول المتسارعة النمو مثل الهند والصين· وفي السابق كان من السهل الحصول على حاويات كافية لنقل المنتجات الزراعية، إذ إن الطلب الأميركي الهائل على الواردات ظل يعني أن شركات الشحن كانت تجوب أنحاء الولايات المتحدة بحثاً عن أي جهة أو سلعة من شأنها أن تملأ الحاويات المتجهة للخارج والتي كانت تحمل عادة بسلع مثل الحبوب والورق· ولكن شركات خطوط الشحن عمدت مؤخراً الى تحويل أساطيلها الى مسارات أكثر ربحية في آسيا أو بين آسيا وأوروبا وبشكل أفضى الى الندرة في إعداد الحاويات التي تنقل الحبوب والسلع الأخرى المتواجدة في قلب المناطق الزراعية الكبرى في الولايات المتحدة وكندا· كما أن استمرار النقص الكبير في الحاويات يؤدي أيضاً الى تعقيد ومفاقمة الأسعار وخاصة بالنسبة للحاويات المبردة، فمنتجو بعض السلع مثل الجبن والألبان والدجاج وسائر أنواع اللحوم الأخرى اعتادوا في السابق على الاتصال بأحد وكلاء الشحن والحصول على حاوية في أقرب فرصة ممكنة· أما الآن فقد أصبح يتعين عليهم دفع مبالغ أكبر لقاء حاوية يتم إرسالها إليهم من مناطق تبعد مئات الأميال، وبالإضافة لهذه المشكلة فإن أسعار الشحن نفسها ترتفع بصورة مستمرة، علاوة على أن شركات الشحن بدأت تفرض ضريبة للوقود كلما ارتفعت أسعار النفط، بينما كانت هذه الأسعار في الماضي ثابتة بموجب العقود لفترة ستة أشهر أو حتى عام كامل في بعض الأحيان· وأصبح المصدرون المتخوفون من عدم توفر الحاويات يلجأون الى طلب هذه الحاويات قبل أشهر عديدة من حاجتهم إليها وبشكل جعل هذه الحاويات تصل في بعض الأحيان في الموعد الخطأ· يقول بوب سابيو- نائب رئيس التجارة العابرة للمحيط الباسفيكي في شركة أميركان بريسيدنت لاينز التابعة لمجموعة نبتون أورينت لاينز السنغافورية التي عمدت في العام الماضي الى تحويل 10 من سفنها البالغ إجمالها 120 سفينة من الموانئ الأميركية لكي تعمل في أنحاء أخرى-: ''لقد درج المصدرون مؤخراً على طلب وحجز 100 حاوية، ثم يأتي المزود ومعه بضائع تكفي لملء 40 أو50 حاوية فقط''· وإلى أن يتم التوصل الى حل جذري لمشكلة النقص في الحاويات في أقرب وقت ممكن فسوف تظل المخاوف تساور مصدري السلع الزراعية الأميركية من أن يشرع زبائنهم في شتى أنحاء العالم في شراء احتياجاتهم من الدول الأخرى المنتجة للحبوب واللحوم وسائر أنواع السلع الطازجة الأخرى· عن صحيفة وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©