«الهلال الأحمر» تكثف عملياتها الإغاثية في جنوب السودان

كثفت هيئة الهلال الأحمر عملياتها الإغاثية لدعم الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان بناء على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر. وتبذل الهيئة حاليا جهودا كبيرة لتوفير مخزون استراتيجي من المواد الغذائية في عدد من المناطق النائية في جنوب السودان قبل فصل الخريف الذي حلت بشائره والذي يحول دون الوصول إلى تلك المناطق نظرا لعدم وجود طرق معبدة ومطارات مؤهلة تساعد على تسيير قوافل الإغاثة للنازحين والمتأثرين هناك. وتعمل الهيئة عبر وفدها الموجود حاليا في جنوب السودان لقيادة عمليات الهيئة الإغاثية ميدانيا وبالتنسيق مع الجهات المختصة بالشأن الإنساني في السودان على تلبية متطلبات الساحة الجنوبية من الاحتياجات الإنسانية للمرحلة القادمة. ويشهد مطار جوبا الدولي حاليا حركة دؤوبة لنقل المواد الإغاثية التي تصل تباعا من أبوظبي عبر جسر الهلال الأحمر الجوي إلى عدد من المحافظات الجنوبية حيث تم تجهيز طائرة خاصة لنقل المواد من جوبا إلى تلك المحافظات التي تبعد مسافات طويلة عن عاصمة الجنوب، كما يتم تحريك قوافل إغاثية برية إلى المناطق التي لا تبعد كثيرا عن جوبا. وتتضمن خطة الهيئة إيصال المساعدات في المرحلة الراهنة إلى عدد من المناطق التي يقطنها عدد كبير من المتأثرين والنازحين منها بور والبيبور وفشلا وجبل بوما حيث تزداد معاناة السكان هناك نسبة لشح الغذاء والدواء وانعدام مقومات الحياة الأساسية. إلى ذلك واصل وفد هيئة الهلال الأحمر برئاسة صالح حسين الجابري رئيس قسم الإغاثة مهامه الإنسانية في جوبا وقام أمس بتقديم كميات كبيرة من المواد الغذائية والملابس والبطانيات لدار الأيتام الوحيد في مدينة جوبا والذي تديره منظمة حقوق الطفل بجنوب السودان ويضم الدار مئات الأطفال اليتامى والمشردين الذين فقدوا أسرهم بسبب الحرب وجاءوا إلى جوبا من عدد من المحافظات المجاورة في ظروف إنسانية صعبة حسب ما صرح به رمضان عليو مدير منظمة حقوق الطفل بجنوب السودان. وأشار عليو إلى أن المنظمة ليست لديها مقر لإيواء هؤلاء الأيتام لكنها تتخذ من أحد المقرات التابعة لإحدى الجهات الخيرية في جوبا مأوى للمشردين والأيتام الذين يقضون نهارهم خارج المقر وفي المساء ينام بعضهم داخل ردهاته ويستلقي البعض الآخر تحت السيارات في الطرقات يحتمون بها من الأمطار والعواصف خلال فصل الخريف. وقال إن المنظمة ليست لديها الإمكانات لاستئجار دار للأيتام ناهيك عن بناء مقر دائم يؤوي هؤلاء الضعفاء الذين ليس لهم بعد الله تعالى سوى أهل الخير والمحسنين وأوضح أن منظمته تواجه تحديات كبيرة لتوفير احتياجات الأيتام المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها من أساسيات الحياة. وأشاد بمبادرة هيئة الهيئة الهلال الأحمر في الوصول إليهم وتقديم الدعم و المساندة لهم مؤكدا أنها المرة الأولى التي يتلقون فيها دعما من منظمة عربية مما يدل على التوجهات الخيرة لدولة الإمارات قيادة وشعبا ويؤكد سعيها الحثيث لقضاء حوائج الآخرين بكل تجرد وناشد الخيرين والمحسنين للتبرع لبناء دار لإيواء هؤلاء الأيتام وحمايتهم من التشرد والحرمان . وبحث وفد الهلال الأحمر مع القائمين على أمر الدار احتياجات الأيتام ومتطلباتهم الضرورية في المرحلة القادمة واطلع على أوضاعهم الإنسانية وظروفهم الحياتية ووعد بتقديم المزيد من الدعم والمساندة لهم عبر برنامج الهيئة المستمر لدعم الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان وأكد رئيس الوفد أن الهيئة لن تدخر وسعا في سبيل توفير متطلبات الأيتام وتحسين حياتهم والحد من معاناتهم