الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مستقبل «الإمارات للفضاء» على طاولة خبراء العالم

مستقبل «الإمارات للفضاء» على طاولة خبراء العالم
23 مايو 2016 12:10
محمد الأمين (أبوظبي) تستعرض اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، خلال اجتماعاتها التي تنطلق اليوم في العاصمة أبوظبي، مستجدات تطوير السياسة والاستراتيجية والقوانين الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة، والتعرف على إمكانية أن تصبح الدولة مركزاً إقليمياً للنشاطات الفضائية، والدور العالمي للوكالة، والمستوى الذي يجب أن تصل إليه خلال السنوات العشر المقبلة، وكيف يمكن لها تحقيق العوائد المالية وحماية أصولها الفضائية. ويعقد الاجتماع، في وقت تعكف فيه الوكالة على وضع اللمسات الأخيرة على مسودة وثيقة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة، والتي ستحدد أبرز ملامح الاستراتيجية العامة للقطاع، فضلاً عن اللوائح التشريعية والقوانين الناظمة المستقبلية في هذا الشأن. يشارك في الاجتماع، الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة الوكالة، والدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام، والدكتور سعيد الظاهري، رئيس مجلس إدارة «سمارت وولرد»، وجون جاك دوردان، المدير العام السابق لوكالة الفضاء الأوروبية، والدكتور تشارلز العشي، مدير مختبر الدفع النفاث، نائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، والدكتور فاروق الباز، رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية، والدكتور طيب كمالي المدير السابق لكليات التقنية العليا على مستوى الدولة، والدكتورة مازلان عثمان، الرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، المدير العام السابق لوكالة الفضاء الماليزية، وسونغ دونغ بارك، الرئيس التنفيذي لشركة «ساتريك» المزودة لحلول مهمات مراقبة الأرض، ويوشي ياماورا، نائب رئيس منظمة استكشاف الفضاء اليابانية، والسير مارتن سويتينج المدير العام لمركز «سوريي» للفضاء. اهتمام عالمي وتبحث اللجنة، خلال الاجتماع الذي يستمر يومين، كيفية الاستفادة من الاهتمام العالمي بالوكالة منذ تأسيسها، والذي ترجم من خلال عدد كبير من مذكرات التفاهم والتعاون التي وقعت مع مختلف الوكالات والمؤسسات والجهات العالمية المتخصصة في قطاع الفضاء. كما تستعرض مجموعة من الفعاليات والمناسبات ذات الصلة بقطاع الفضاء، والتي يمكن للوكالة تنظيمها في الدولة، فضلاً عن دور الوكالة في لجان الأمم المتحدة المتعلقة بالفضاء. وتتطرق اللجنة إلى مبادرات الوكالة في مجال تطوير القدرات والمؤهلات البشرية المتخصصة، إضافة إلى استعراض مقترحات عن أفضل الجامعات والمؤسسات العالمية التي يمكن للوكالة ابتعاث طلاب الدولة إليها لدراسة علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء، وسبل تشجيع المزيد من طلاب الدولة على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتسعى الوكالة إلى الاستفادة من خبرات أعضاء لجنتها الاستشارية، بهدف توقع النشاطات الفضائية المستقبلية ضمن القطاع على مستوى العالم، إذ سيطرح الأعضاء تقييمهم لمراحل استكشاف الفضاء المستقبلية، وما قد يتبع مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، وإمكانية استغلال المصادر الفضائية، وسوق الرحلات الفضائية التجارية وتطورها، ومستقبل محطة الفضاء الدولية بعد العام 2024. وتجتمع الدولة بشكل دوري بغرض تقديم المشورة العملية والفنية للوكالة فيما يتعلق بتطوير الاستراتيجيات والسياسات والاتجاهات المستقبلية، إضافة إلى ضمان جودة أداء البرامج المختلفة ومواكبة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع الفضاء العالمي. نقلة نوعية وقال الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة الوكالة «الاجتماع الثاني للجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، يأتي في وقت تعكف فيه الوكالة على وضع اللمسات الأخيرة على مسودة وثيقة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي إحدى أهم خطوات الوكالة في وضع الإطار التنظيمي للقطاع في الدولة، والتي ستحدد أبرز ملامح الاستراتيجية العامة للقطاع، فضلاً عن اللوائح التشريعية والقوانين الناظمة المستقبلية». وأوضح أن السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة تهدف إلى بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، ويؤصل ثقافة الابتكار والاعتزاز القومي، ويرسخ دور دولة الإمارات ومكانتها إقليمياً وعالمياً. ولفت الرميثي إلى أن السياسة الوطنية، ستضع المبادئ الرئيسية التي توضح كيفية مساهمة قطاع الفضاء في تحقيق الرؤية الوطنية وأولوياتها وأهدافها، إضافة إلى أهداف وطموحات دولة الإمارات، فيما يتعلق بأنشطتها الفضائية، والممكنات الأساسية التي تحدد القدرات وعوامل التمكين اللازمة لدعم تحقيق أهداف هذه السياسة. وقال: تضم السياسة مجموعة من التوجيهات والإرشادات للجهات المعنية حول الأنشطة اللازمة لدعم وتطوير القطاع الفضائي للدولة والتي تتوافق مع مبادئ وأهداف هذه السياسة، كما تحدد عوامل نجاح هذه السياسة ودور وكالة الإمارات للفضاء والجهات المعنية في تنفيذ السياسة، ومتابعة التقدم المحرز ومستوى الأداء في التنفيذ. إغناء الحضارة من جانبه، أوضح الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، أن تشكيل اللجنة الاستشارية للوكالة جاء ليمنحها الإرشاد الضروري في مراحل نشأتها وتطورها، معرباً عن سعادته وفخره بتمكن الوكالة من جمع هذه النخبة الفريدة من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات والاختصاصات تحت سقف واحد. ولفت إلى 4 أهداف للخطة الاستراتيجية لقطاع الفضاء في الدولة تتمثل في تنظيم وتطوير قطاع الفضاء وطني بمعايير عالمية بما يخدم المصالح الوطنية ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ويدعم التنمية المستدامة، وتعزيز ودعم جهود البحث العلمي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء بما يدعم التقدم العلمي للدولة ويضعها بجدارة على الخريطة الفضائية العالمية، واستقطاب وإعداد كوادر وطنية ليصبحوا رواداً في مجال علوم وتقنيات الفضاء المختلفة. وأكد أن وكالة الإمارات للفضاء تقف على أعتاب نقلة نوعية في مسيرتها منذ التأسيس قبل عامين، إذ تقترب من وضع الإطار التنظيمي للقطاع الفضائي في الدولة، لتبدأ مسيرة المشاريع والنشاطات والمهام الفضائية المستقبلية، مشيراً إلى أن مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، يبقى على رأس مشاريع الوكالة، نظراً لأهميته العلمية التي ستعود بالفائدة على البشرية. هندسة الأنظمة أما يوشي ياماورا، نائب رئيس منظمة استكشاف الفضاء اليابانية، فأوضح أهمية التعاون بين القطاعات المختلفة في تحسين هندسة الأنظمة وتطوير أنظمة المعلومات ضمن قطاع الفضاء، وأنه لابد لقطاع الفضاء أن يؤسس إدارة خاصة بهندسة الأنظمة وأخرى خاصة بتطوير أنظمة المعلومات، والتي تتولى مسؤولية رفع قدرات المؤسسة وموظفيها ضمن القطاع. وأشار إلى ضرورة توظيف التعاون مع قطاع التصنيع الفضائي، والمحافظة على قدرات هندسة الأنظمة وتطوير أنظمة المعلومات، وذلك من أجل تنفيذ مشاريع الفضاء بنجاح. نظامنا الشمسي وقال تشارلز العشي، مدير مختبر الدفع النفاث، نائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إن استكشاف الفضاء سيزودنا بالمعرفة الجديدة التي تسمح لنا بفهم كيفية تكوّن كوكبنا ونظامنا الشمسي بشكل أفضل وكيف تطوروا حتى يومنا هذا، إلى جانب توفير المعلومات عما إذا كانت هناك حياة خارج كوكبنا، وإن كانت موجودة فهل تشبه الحياة على سطح كوكبنا أم أنها تختلف عنها. كما أن استكشاف الفضاء يلهم خيال الناس من كافة الأعمار لأنه يحيي روح المغامرة والفضول التي هي جزء من الطبيعة البشرية عل حد قوله. من جانبه، قال الدكتور سعيد الظاهري رئيس مجلس إدارة «سمارت وولرد»، إن قطاع الفضاء يمكن أن يشجع المزيد من الطلاب على دراسة مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وذلك عن طريق عدد من الطرق المبتكرة التي يمكن من خلالها تقديم هذه المجالات إليها، ومنها إلهام الطلاب وتحفيزهم من خلال تجارب علمية بسيطة أو الألعاب التي تطبق مبادئ هذه المجالات لاكتشاف الفضاء على سبيل المثال أو غيره من الأمور الحياتية الهامة. وأضاف أن الإمارات تملك قدرات كبيرة لقيادة المنطقة في هذه المجالات العلمية المتخصصة، حيث إن الدولة أسست قاعدة جيدة للبرامج التعليمية ذات الصلة بقطاع الفضاء في عدد من الجامعات، بل وأسست برامج تعليمية فضائية لضمان تأهيل الكوادر المتخصصة للوصول إلى رؤية الدول لقطاع الفضاء. مراقبة الأرض قال سونغ دونغ بارك، الرئيس التنفيذي لشركة «ساتريك» المتخصصة في تزويد حلول مهمات مراقبة الأرض، إن التحديات الرئيسية التي تواجه تطوير رحلات مراقبة الأرض متعددة الجوانب، أحدها أن الدول الرائدة في مجال الفضاء تقوم بتمويل رحلات مراقبة الأرض بشكل كامل لأغراض وطنية، إذ يتم تمويل بعض تلك الرحلات بشكل جزئي من قبل شركات تجارية، ولا يسمح لها باستخدام تلك الرحلات لأغراض تجارية إلا في حال وجود سعة فائضة. وأشار بارك إلى أنه لا تزال هناك عوائق تنظيمية تحول دون التعاون الفني بين دول معينة، كما أن التقنيات الأساسية لأنظمة الفضاء تعتبر تقنيات حساسة، الأمر الذي من شأنه إيجاد بعض الصعوبات في التعاون مع الدول في الخارج. فاروق الباز: «دبي سات» يوفر كنزاً من المعلومات توقع الدكتور فاروق الباز، رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية، ازدياد الدقة التعبيرية لصور الأرض والكواكب والأقمار، مما يسهل من عملية تفسير أصلها وتاريخ تطورها، وذلك فيما يتعلق بالتطورات التي يتوقع حصولها في مجال الاستشعار عن بعد. ويرى أن تكنولوجيا الأقمار الصناعية ما زالت تحتاج إلى معلومات حرارية دقيقة تؤهل للتعرف على التركيب الكيميائي للصخور، ومواقع تسرب المياه العذبة من اليابسة إلى البحار عن طريق الشقوق، والاختلاف في درجة حرارة رمال الصحارى الذي يدل على مواقع تجمع المياه بعد المطر والمياه الجوفية. وأثنى الباز على مستوى المرافق والقدرات الفنية والمؤهلات والأقمار التي تتمتع بها دولة الإمارات فيما يتصل بهذه التطورات، وقال: من بين أبرز الخطوات التي أقدمت عليها الدولة في مجال الفضاء إطلاق «دبي سات»، مشيراً إلى أن الصور التي يوفرها بمثابة كنز من المعلومات عن المنطقة العربية. وأضاف : «مسبار الأمل» يؤهل الإمارات للمشاركة في جهود التعرف على أحد كواكب المجموعة الشمسية وغلافه الجوي، وهو دليل على قدرات الدولة في مقاربة الدول المتقدمة في هذا المجال. مازلان عثمان: دور فضائي مهم للإمارات أشارت الدكتورة مازلان عثمان، الرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، المدير العام السابق لوكالة الفضاء الماليزية، إلى أن الإمارات يمكن أن تعمل بشكل وثيق مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي على معالجة القضايا التي ناقشتها اجتماعات لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية «كوبوس» التابعة للمكتب. ولفتت إلى أن وجود منهج تعليمي يوفر للطلاب القدرة على الدخول في نشاطات التوعية العامة عن قطاع الفضاء هو أمر ضروري، حيث إن تنامي الدعم الشعبي للبرنامج الفضائي يغذي الاهتمام والرغبة الحكومية، ويجب أن يضم هذا المنهج عوامل، مثل القدرة على الكتابة الصحفية العلمية والصور البيانية، وعلم النفس والروابط الثقافية والتاريخية مع علم الفلك، إضافة إلى الخيال العلمي. وقالت إن الأهداف الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي تتماشى مع أولويات الأمم المتحدة، مثل التغير المناخي والتنمية المستدامة، ويمكن لدولة الإمارات أن تركز على هذه الجوانب في عدد من المجالات المرتبطة بقطاع الفضاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©