الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

متحف في واشنطن يقدم تاريخاً هائلاً من أعمال التجسس

متحف في واشنطن يقدم تاريخاً هائلاً من أعمال التجسس
16 ابريل 2010 20:25
يطلق على الجاسوسية ثاني أقدم مهنة في العالم، فعلى مدى قرون والناس يتجسسون على بعضهم البعض، وهم مفتونون بالإثارة والخداع. وكان من الطبيعي بعد انتهاء الحرب الباردة أن تصبح قصص التجسس والأجهزة المستخدمة في التجسس أثناء تلك الحقبة التاريخية موضوعا يستحق إقامة متحف خاص به. وقد أقيم هذا المتحف في صيف عام 2002 بالعاصمة الأميركية واشنطن. ويجتذب متحف التجسس الدولي المخصص لتسليط الضوء على نواحي المغامرة وماضي المهنة الغامضة نحو مليون زائر سنويا. ويصف المتحف نفسه بأنه المتحف العام الوحيد في الولايات المتحدة المخصص للتجسس، والوحيد في العالم الذي يتيح لزواره إلقاء نظرة عالمية على المهنة. واختار مؤسسو المتحف موقعا مثيرا للانتباه، حيث يقع المتحف على بعد نحو كيلو متر واحد من البيت الأبيض وعلى بعد بضع دقائق سيرا على الأقدام من مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي. ولإضفاء مزيد من الإثارة يتولى بيتر آرنست، الذي عمل مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) على مدى 35 عاما، رئاسة المتحف. ويعمل أوليج كالوجين، الجنرال البارز في المخابرات الروسية (كي جي بي) إبان الحرب الباردة، مستشاراً لهذا المبنى الذي يجتذب مليون زائر سنويا. وتقول أماندا آبريل المتحدثة باسم المتحف غالبية معروضاتنا أصلية. وأفرجت السلطات الأميركية عن مواد تاريخية لعرضها بالمتحف، الذي يتلقى أيضاً كثيراً من الأشياء المثيرة من بلدان شرق أوروبا على حد قولها. ولأن الهدف كان عرض هذه الأشياء علنا فقد تم اقتناؤها واستيرادها جميعا بشكل قانوني. ولكن المتحف لم يستبعد بالكلية العمل من خلال قنوات سرية مع عالم التجسس لاقتناء وعرض العديد من الأشياء المهمة. ويقول بوجهارت إن “العلاقة بين المتحف ووكالات التجسس جيدة”. وأضاف “لقد كانوا متشككين في البداية، لكن تبين لهم بعد ذلك أننا نتعامل مع موضوع التجسس بجدية”. ويؤكد بوجهارت “إننا نبذل جهودا لعرض الحقائق مجردة وليس للتمييز بين الخير والشر. وداخل المتحف ثمة بضعة أمتار تفصل ما بين رؤية هوليوود للتجسس والمآسي التي عرفتها الحياة الحقيقية. ويقول توماس بوجهارت المؤرخ والكاتب من هامبورج، والذي يعمل في المتحف منذ 4 سنوات “زوارنا سينعمون بالتثقيف، ثمة خيط رفيع بين الترفيه والتثقيف، لكن أعداد الزوار الذين نجتذبهم يبدو أنها تؤكد أننا ناجون في الاثنين”. وأضاف بوجهارت أنه ما من شك في أن المجموعة التي يضمها المتحف تاريخية لأن المتحف يعمل كمعهد بحثي. وتابع “نستضيف أيضا مجموعات مدرسية لنتدارس معها جزءا بسيطا من التاريخ دون أن نصيبهم بالضجر”. وهكذا يمكن وصف المتحف بأنه ذو طابع أمريكي للغاية في أسلوبه. فالزوار يمكنهم دائما لمس المعروضات وتجريبها، ويتم تشجيعهم باستمرار على المشاركة. وثمة لافتة كبيرة عند المدخل تطلب من الضيوف أن ينظروا حولهم بحثا عن شيء مريب. ومن بين المواد المرئية ما يسمى “النقاط الميتة”، وهي أماكن خفية يستطيع فيها العملاء ترك وثائق. كما أن هناك أصيص زرع على النافذة وسجائر على المنضدة. فهل هذه الأشياء تشير إلى أن ثمة معلومات جديدة على وشك التسليم! وفي منتصف المتحف يوجد حصان طروادة، وهو على حد قول بوجهارت “عمل فني من ثاني أقدم مهنة في التاريخ”. ثم هناك خطاب من ماتا هاري وهي راقصة فاتنة عاصرت الحرب العالمية الأولى وأعدمت في فرنسا بتهمة التجسس. ويعرض إلى جوار حمامة زاجلة ذات كاميرا وصباغ شفاه أحمر يستخدم كمسدس أيضا، وفئران ميتة استخدمت أجسادها لإخفاء مخطوطات أفلام. كما يتعلم الزائرون أيضا ميزة المكاتب الزجاجية كمكان لإخفاء أسلاك الاتصال. كذلك يتعرفون على كيفية تخلص الجواسيس من الأعداء باستخدام مظلات شمسية مسممة وصناديق للسجائر بها متفجرات وحقائب جلدية ذات مقابض بها شحنة كهربائية عالية. ويغطي المعرض أعمال التجسس الألمانية عن كثب، ولاسيما التي نفذت إبان الحرب العالمية الثانية أو نفذتها وكالة التجسس الألمانية بعد الحرب. ولكنها تركز بقدر أكبر على مهمات جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية السابقة ( شتازي)، الذي دخل التاريخ لما تمتع به من كفاءة وحسم. كما يغطي المتحف الأحداث الجارية! فقد وضعت تحت صورة قمر اصطناعي لجزيرة هينان الصينية لافتة تتحدى الزوار أن يعثروا على واحدة من طائرات الاستطلاع وصائد صيني. الصائد يمكن اكتشافه بسرعة من خلال عدسة مكبرة موجودة في المتحف لكن الطائرة التي أثارت حادثا دوليا عندما قامت بهبوط اضطراري على الجزيرة عام 2001 يصعب التعرف عليها. والأكثر صعوبة اكتشاف معسكرات التدريب التابعة لأسامة بن لادن في صور الأقمار الاصطناعية للصحراء الباكستانية لكن بشيء من المساعدة يمكن العثور عليها أيضا. وفي مكان ليس ببعيد يضع الزوار سماعات على آذانهم للتمييز بين الإشارات الصادرة من غواصة وتلك الصادرة من حوت. وبعد الاستماع لفترة طويلة يستطيع صبي في الثانية عشرة أن يميز بينهما. و يقول بوجهارت “لقد كنت متشككا أيضا حيال هذا الجانب المرح في المتحف”. أما بالنسبة لرسوم الدخول فهي 18 دولارا للبالغين و 15 دولارا للأطفال، وهو مبلغ كبير لا سيما عند مقارنته بالمتاحف العديدة التي تزخر بها العاصمة الأميركية المفتوحة للجمهور مجانا. ويعمل بمتحف التجسس الدولي نحو 120 موظفا يخدمون الزوار ويتولون العناية بالمعروضات.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©