الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأجير القفاطين.. ظاهرة أفرزها تعلق المغربيات بزيهن التقليدي

تأجير القفاطين.. ظاهرة أفرزها تعلق المغربيات بزيهن التقليدي
10 مارس 2014 22:27
محمد نجيم (الرباط) - أمام العجز المالي، الذي تُعاني منه أغلب الأسر المغربية، تلجأ أسر مغربية، تجد نفسها أمام استحقاقات اجتماعية كأن تكون مدعوة إلى حضور عرس من الأعراس، أو حفلات العقيقة أو الخطوبة أو الحفلات، التي تُنظم بعد نجاح فرد من أفراد العائلة وحصوله على شهادة جامعية إلى محال تأجير القفطان، التي بدأت تكثر في أحياء المدن المغربية، وتلبي أذواق الجميع. علامة بارزة معروف عند المغاربة حبهم وتعلقهم بالقفطان المغربي، الذي يعكس علامة بارزة من علامات ورموز الثقافة المغربية وتراثها الأصيل، ولا يُمكن للمرأة المغربية أن تذهب إلى حفل من الحفلات أو حضور عرس من الأعراس، إلا وهي مرتدية «القفطان»، اللباس الذي يزيد المرأة المغربية جمالاً وتألقاً وأنوثة. ويؤكد تشبثها بهويتها المغربية، ما شجع خروج ظاهرة، لم تكن معروفة من قبل وهي ظاهرة تأجير القفاطين للأسر المغربية، إلى فضاء المجتمع المغربي، حتى أصبحت تلك المحال منتشرة في المغرب وحتى في المدن الكبيرة والقرى الصغيرة. ويكمن للمرأة أو الفتاة المغربية أن تزور محلاً من تلك المحال، التي تعرض القفطان المغربي، وتقوم باستئجاره بسعر زهيد، لتجد ضالتها في تلك المحال. ويكفي أن تدلي ببطاقة تثبت هويتها للمشرفة عن المحل، التي تحتفظ بها كضمان عندها مع دفع مبلغ 200 درهم مغربي قيمة تأجير القفطان لمدة 24 ساعة، ويتضاعف المبلغ مع كل تأخير، وحين تلجأ المرأة أو الفتاة المغربية لتلك المحال يمكن لها أن تختار ما تشاء من القفاطين، وما يناسبها من ألوان وتصاميم ترضي ذوقها. في السياق نفسه، تقول صفاء، المسؤولة عن محل من محال تأجير القفطان المغربي: «أقوم منذ سنوات بتأجير القفطان المغربي للأسر المغربية، التي تعجز عن اقتناء قفطان جديد لإحدى بناتها لأن عملية شراء قفطان جديد، جد مكلفة، وترهق ميزانية الأسر المغربية المحدودة الدخل، فشراء قفطان واحد قد يكلف الأسرة الدخل الشهري لموظف بسيط. لذا ابتكر المجتمع عملية تأجير القفاطين ليريح الأسر المغربية، ويقدم خدمة للقفطان المغربي متمثلة في الترويج له، والمساهمة في بقائه رمزاً من رموز اللباس المغربي»، مشيرة إلى أن المرأة المغربية حين تلبس القفطان تجد نفسها في رداء يعكس هويتها وأصالتها، وتحافظ على القيم المتوارثة في منظومة المجتمع، ثم إن القفطان بتصاميمه وألوانه المتناسقة يزيد المرأة جمالاً. خدمات متبادلة حول ظاهرة انتشار محال تأجير القفطان المغربي، تقول الطالبة نورة إنها ظاهرة اجتماعية-اقتصادية أفرزتها محدودية الدخل لدى الأسر المغربية، وتعكس تشبث المرأة المغربية والفتاة المغربية بالزي التقليدي المغربي المتمثل في القفطان، ولأن الفتاة المغربية التي تتلقى دعوى لحضور عرس من الأعراس لا مفر لها من تأجير قفطان من تلك المحال التي توفر القفاطين بكل ألوانها وأشكالها. حتى تبدو أمام صديقاتها في أبهى حلة، مضيفة «القفاطين التي توجد في تلك المحال أجمل من القفطان الذي يمكن أن تستعيره من عند صديقة أو زميلة لها في الجامعة». وعملية تأجير القفطان المغربي تخدم الطرفين معاً لأن صاحب المحل يستفيد مادياً من تلك العملية، وهذا يدفع به إلى توفير المزيد من الأشكال لإرضاء كل الأذواق، وتستفيد المرأة أو الفتاة التي تقوم بتأجير القفطان من تلك المحال بقفطان جميل ترتديه بأقل تكلفة مادية ممكنة. وأثرت محال التأجير على الخياطين، إلى ذلك، يقول الخياط علي إن ظاهرة تأجير القفطان المغربي، أصبحت منتشرة منذ سنوات في كل المدن المغربية، ولم تعد الأسر المغربية تحس بأي حرج عند ولوج تلك المحال لتأجير قفطان من القفاطين المعروضة، بل أصبحت تلك المحال تُغري حتى الأسر الميسورة التي تجد أن ما توفره تلك المحال يريحهم من عناء انتظار شهور لخياطة قفطان لدى خياط مُتخصّص. ويوضح: «نجد أنفسنا أمام منافسة قوية وشرسة من تلك المحال، حيث أصبح الإقبال على محالنا مقتصراً على خياطة الجلاليب المغربية وغيرها من الملابس التقليدية». ويضيف علي: «قبل سنوات لم تكن محال تأجير القفطان المغربية منتشرة، إذ كانت المرأة المغربية لا تعرف بوجود تلك المحال بل تلجأ إلى محال الخياطة التقليدية لتختار ما يناسبها من قماش وألوان لخياطة قفطان يناسبها، لحفل زفافها لأن القفطان جزء لا يتجزأ من اللباس المغربي المتأصل في المجتمع المغربي». القفطان يحافظ على وجوده حول سبب انتشار القفطان رغم أنه زي مغربي تقليدي على نطاق واسع، يقول الخياط علي: «وسائل الإعلام وهجرة المرأة المغربية إلى الخارج أسهما بشكل فعال في شهرة الفقطان المغربي وعالميته، كما أسهمت المهرجانات الفنية في تسليط الضوء على هذا الزي الذي طوره المصممون المغاربة ليتماشى مع لغة العصر وطابعه الحضاري، لكنه احتفظ على أصالته، مع إضافة أشكال وتصاميم جديدة جعلت القفطان المغربي يغزو الكثير من دور العرض العالمية وأصبح القفطان المغربي يلفت نظر كبار المصممين في مختلف الأقطار، وما زاد من انتشاره إقبال عدد الفنانات على ارتدائه في المناسبات الكبيرة كالمهرجانات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©