المؤتمر العالمي لذوي الإعاقة يناقش الأنماط القيادية ودور الذكاء الاجتماعي في تفعيلها

انطلقت مساء أمس فعاليات “المؤتمر العالمي الخامس لذوي الإعاقة 2011 وذلك برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية”، الذي تنظمه مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي، لغاية 15 مارس الحالي تحت شعار “القيادة الملهمة لتحقيق رفاه المجتمع”. أهمية القيادة قال سعادة محمد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام للمؤسسة، إن هذا المؤتمر حقق نجاحاً على مدار سنوات عقده الخمس، لا سيما مع مشاركة أفضل الخبرات العالمية المميزة فيه، لافتاً إلى أنه يندرج ضمن خطة إمارة أبوظبي العامة لتطوير وتحديث الخدمات لفئة المعاقين، والذي يأتي من خلال مؤسسة زايد العليا التي تعتبر شريكاً في تحقيق رؤية الحكومة حيث تعدّ خدمات ذوي الإعاقة من أهم المعايير التي تقاس بها المجتمعات المتحضرة. وعن أهداف المؤتمر، قال إن نجاح العمل الجماعي في كل مجالات الحياة، يرتبط بوجود قيادة متميزة تشرف على تخطيط العمل وتنسيق جهود العاملين فيه وتوجهها نحو الأهداف المرسومة، حيث تزداد صعوبة المسؤولية الملقاة على كاهل القائد وخطورتها كلما كان العاملون معه على قدر عالٍ من الثقافة والمعرفة، ما يستدعي أن يفوقهم هو في إعداده واستعداده وأن يتصف بصفات القائد الملهم والمؤثر حتى يستطيع القائد اكتساب ثقتهم والتعامل معهم. ويضيف “ارتأينا أهمية تبني موضوع القيادة كمحور رئيسي للمؤتمر حيث يهدف مؤتمر العام الحالي إلى وضع كل شخص موضع القائد المسؤول عن عمله وأدائه باعتباره شريكاً في التطوير، ويتحقق ذلك من خلال مشاركة نخبة من الخبرات العالمية من ذوي الخبرة في هذا المجال حيث سيتم عرض أوراق عمل ثرية خاصة بالمفاهيم القيادية وتأثيرها على مستوى أداء الفرد ما سيساعد الفرد في تبني أفكار إبداعية للتطوير ومساعدة الكوادر على تقبل التغيير”. من جانبها، قالت مريم القبيسي، رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، إن المؤتمر هذا العام يشهد مشاركة نخبة من الخبراء العالميين المتخصصين، كما أنه للمرة الأولى يصل عدد المشاركين من مؤسسات محلية في أبوظبي إلى 300 شخص، مشيرة إلى أن جميع المشاركين لديهم تجارب سيقومون بعرضها ضمن جلسات المؤتمر الذي يعرض تجارب قيادية ناجحة أثرت في مجتمعاتها. وتلفت القبيسي إلى أن المؤتمرات التي تنظمها مؤسسة زايد العليا تصب في تأهيل الكوادر المواطنة بالمؤسسة، لتكون عنصراً فاعلاً لخدمة تلك الفئات، وأن نسبة توطين الكوادر التربوية العاملة بالتدريس لذوي الإعاقة بالمؤسسة تصل في الوقت الراهن إلى 88%، وهي نسبة جيدة جدا. مشاركة متميزة يشهد المؤتمر مشاركة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث يقدم ورقة عمل في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، كما تلقي معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية ورقة عمل أخرى خلال نفس الجلسة. ويشارك في المؤتمر بتقديم ورقة عمل العديد من الخبراء على رأسهم الدوقة البروفيسورة سوزان جرينفيلد، مدير مؤسسة مستقبل الدماغ، وبروفيسورة في علم الصيدلة بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة. وتتمحور القضايا التي يناقشها المؤتمر حول مواضيع عدة منها: إلهام قادة المستقبل، وتمكين نجاح القادة، والأنماط القيادية، والتدريب على القيادة، والمهارات القيادية، والانسجام والاختلاف، وتعزيز تبني المعايير العالمية في أنماط القيادة، ونظام التعليم بالعمل، ودور الذكاء الاجتماعي في تفعيل القيادة، وبناء شبكات العلاقات المهنية والاجتماعية الفاعلة، وكذلك الفاعلية الشخصية وتحقيق الرفاه. كما يطرح المؤتمر العديد من القضايا للنقاش من خلال أوراق العمل التي يقدمها خبراء متخصصون من مختلف دول العالم ، منها ما يتعلق بالمهارات القيادية المطلوبة في أسواق العمل العالمية، والفرق القيادية الفاعلة، واستراتيجيات القائد في التوظيف وقدرته استبقاء الموظفين، وكذاك المسؤولية المجتمعية المشتركة، وتأثير ظروف العمل في مستوى فاعلية القيادة. إلى ذلك، أشاد شركاء المؤسسة بدور مؤسسة زايد العليا في منحهم فرصة دعم فئة المعاقين، حيث أكد حارب مبارك المهيري نائب رئيس الشؤون التجارية للمبيعات بشركة طيران “الاتحاد” على الشراكة المجتمعية الناجحة بين الشركة والمؤسسة، كاشفاً عن وجود اتفاق بين الجانبين سوف تتم بلورته في صورة اتفاقية مشتركة يعلن عنها في وقت قريب وهي تتعلق بتوظيف ذوي الإعاقة بالشركة ودعم الأنشطة لمؤسسة زايد من قبل طيران “الاتحاد”. كما أشار العقيد صلاح سالم، مدير عام نادي ضباط القوات المسلحة، إلى أن النادي من الشركاء الرئيسيين لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، حيث توجد توجيهات بضرورة تقديم كافة التسهيلات والدعم الكامل لأنشطة مؤسسة زايد، واستضافة أنشطتها كجزء أساسي من دعم الأنشطة المجتمعية.