الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن الظن

5 مارس 2011 20:23
حسن الظن من العوامل القوية التي تساعد الإنسان على بناء العلاقات الاجتماعية وحصوله على التقدير والاحترام وحب الناس له، أما سوء الظن فهو من أخطر الآفات التي تهدم العلاقات بكل أنواعها، وتهدم البيوت والشراكات والتعاملات والبيع والشراء، وتشحن القلوب بما لا يفيد. وكم من المواقف التي مرت علينا في حياتنا تبين لنا بعد مدة أننا كنا مخطئين، وأن ما كنا نظنه لم يكن صحيحاً وندمنا على ذلك، وربما أضعنا بسببه ما لا يقدر بثمن. فكيف هو حال زوجة تسيء الظن بزوجها؟ كيف تكون نفسيتها في كل لحظة وكيف يكون سلوكها معه ومعاملتها له ولأبنائها؟ وكيف يكون نومها وأكلها وشربها وعيشتها؟، وكيف يكون حال زوج يسيء الظن بزوجته؟ فكيف يكون كلامه معها وكلماته وعباراته؟ وكيف تكون طريقة معاملته لها؟ وكيف يكون إنتاجه في العمل؟ وكيف هو حال سوء ظن الأم بابنتها؟ وكيف هو حال سوء ظن الأب بولده؟ وكيف هو حال سوء ظن أخ بأخته أو أمه؟ وكيف هو حال الأسرة إذا أخذ سوء الظن مجراه لأفرادها؟ وقس على ذلك حال الأصدقاء، والأقارب، والجيران، والزملاء، والتجار، والزبائن وغيرهم. بعض الناس يعتقدون أن سوء الظن يدل على الذكاء والفطنة، فهناك من يعيش حياته على الشك وسوء الظن ويرى أنه يعرف الناس ويفهمهم دون أن يتفوهوا بكلمة، وهو لا يدري أنه بصنيعه هذا إنما يبحث عن سلبيات الناس. قال الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ). ويقدم لنا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حكمة من ذهب كمنهاج لحسن الظن يقول فيها: “لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً”. والتماس الأعذار يقي الإنسان من الوقوع في سوء الظن، حيث يقول ابن سيرين: “إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه”. ويعلمنا الإمام الشافعي حكمة جميلة أطلقها عندما زاره صديق في مرضه وقال له: قوى الله ضعفك، فقال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال الرجل: والله ما أردت إلا الخير، فقال الشافعي: “أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير”. لعل من الأسباب التي قادت بعض الناس وساقت تصرفاتهم وعقولهم لسوء الظن بمن حولهم أو ببعض الأشخاص هو ما تحمله النفوس من إيلام والذاكرة من الفهم الخطأ للناس ولأفكارهم بسبب المواقف الحياتية. ولذا علينا أن نسعى قدر المستطاع أن نصفي ونفضي المخزون النفسي والذهني من كل ما يمكن أن يعوق عندنا نمو “حسن الظن” لترتاح النفوس وتهدأ العقول وتعود العلاقات الإنسانية والاجتماعية والأسرية والتجارية إلى طبيعتها الجميلة، ونضع في أذهاننا قوله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء:36). dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©