الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«زمالة» الأزواج في العمل تشعل نار الغيرة وتزيد الخلافات

«زمالة» الأزواج في العمل تشعل نار الغيرة وتزيد الخلافات
3 مارس 2012
عندما يكون زوجك زميلك في العمل، يمكن أن يكون ذلك سببا في تسهيل سير الأمور المهنية والأسرية بالنسبة لبعض النساء، ويمكن أن يشكّل حرجا بالنسبة لأخريات، وقد تحدث خلافات بين الزوجين وتنتهي، دون أن يؤثر ذلك على الحياة الخاصة. وهناك من ينسى تلك الخلافات بمجرد الخروج من العمل بعد ساعات الدوام، لكن حين يعمل أزواجهن في المكان نفسه، وتحدث المقارنة بينهما في أدائهما الوظيفي أو علاقاتهما مع بعض الزملاء والزميلات، نجد بعض الزوجات يرفضن أن يعملن في المكان الذي يعمل فيه زوجها، في الوقت الذي أكد فيه أزواج أن عمل الزوجين في المكان نفسه قد يكون الشرارة الأولى لكثير من الخلافات الزوجية ونار الغيرة التي قد تستمر حتى عند العودة إلى المنزل. تتطلب الزمالة بين الزوجين في العمل، استمرار الاحترام المتبادل بينهما، ‏مع ضرورة المحافظة على المشاعر، بعدم إبداء أي تصرفات غير لائقة سواء بالقول أو الفعل في أثناء التحاور في مكان العمل‏، ولا داعي أبدا لإظهار الخلافات الزوجية أمام زملاء العمل‏،‏ لأن ذلك قد يؤدي إلى تدخل بعض الزملاء بدافع الفضول‏،‏ فتتفاقم الخلافات وتزداد المشاحنات‏. إلى ذلك، قال شريف زيتون موظف، إن زمالة زوجته له في العمل، دافعاً للمزيد من الالتزام وحسن المعاملة وزيادة احترام النفس، لترى منه دائما الوجه المفضل لها، داخل محيط عمله، بالإضافة إلى أنه يتعامل معها بالطريقة نفسها داخل البيت، وبالتالي وجد منها كل الاحترام والتقدير، مشيرة إلى أنه يتناسى تماماً أنه زوجته داخل محيط عمله، ويترك الأمر على طبيعته، لدرجة أن المقربين منه فقط، هم من يعرفون أن من تجلس في المكتب المقابل أمامه هي زوجته، لذلك تسير الحياة العملية بشكل طبيعي، دون أن يعكز صفوها، ما قد يحدث بين آخرين، حكمت عليهم ظروف حياتهم أن يتزاملا في العمل، ويعيشان تحت سقف واحد كأزواج. تبدل الحال في حين يختلف في الرأي عن السابق، محمد سالم الذي أكد أنه يسعى جاهداً للنقل من مقر عمله إلى آخر، وإلا سيضطر إلى البحث عن فرصة عمله أخرى، حيث ارتبط بإحدى زميلاته في العمل، وكان بينهما كل تقدير ومشاعر رقيقة، وهو ما دفعه إلى التقدم لخطبتها، ثم سارع إلى الزواج بها، حتى يجمعهما عش الزوجية، الذي تعاهدا على تكوينه، حسب اتفاقات شهد عليها حب عفيف عبر نظرات بريئة. وحسب ما أفاد حسين جابر الذي وصف نفسه بالزوج التعيس، أنه بعد عرف بعد زواجها أن للمرأة وجهين، أجملها يظهر خلال فترة الخطوبة، وتكثر فيه الوعود المعسولة، أم الثاني فهو نسبي، حيث تتغير فيه المعاملة، وتأخذ طريقها نحو الجدية، بعيداً عن الجوانب العاطفية، موضحاً أن زوجته لا تطيق أن تراه يتعامل مع غيرها في محيط عمله، حتى لو كانت هناك معاملات تتطلب منه الحديث مع زميلة كبيرة في السن، بدت عليها ملامح الزمن، والكل يعرف أنها متزوجة ولديها أبناء في عمره، وقد كانت أولى المدعوات على عرسهما، وقد حضرت ومعها أفراد أسرتها الكبيرة. كما يجد سالم سليمان أن وجود زوجته في المؤسسة نفسها التي يعمل فيها سبب له الكثير من المشاكل والخلافات الزوجية التي تصل حدوها حتى خارج ساعات الدوام، حيث يقول عن ذلك بغضب: مقارنة المدير بتميز زوجتي وأدائها الوظيفي وتفوقها بعملها شكل لدي الكثير من الكره للمكان الذي أعمل به، حيث تنجز زوجتي قدر الإمكان خلال عملها ما يُطلب منها ليس بغرض مقارنتها بي، بل حسب ما تؤكده هو عمل ولابد من إنجازه في الوقت المحدد. وأرجع سالم سبب المبالغة في شعوره بالضيق أن الرجل في المجتمعات العربية يشعر بالأفضلية والتفوق على المرأة، بدليل أن معظم مديري الشركات والوزارات والمؤسسات من الرجال، وذلك بسبب الثقافة الذكورية التي تمجد عمل الرجل وتعتبره الأفضل. غيرة زوج إن كان سالم يشعر بالضيق من وجود زوجته في مقر عمله نفسه، فإن سامي عبد الغفور تنتابه الغيرة من اقتراب أحد من زملاء العمل من زوجته، ولا إراديا تتفاقم المشكلة في بعض الأحيان مع زوجته، وقد تتعالى أصوات المشاجرة فيما بينهما. وأشار سامي إلى أن إحدى الزميلات اضطرت للتدخل فيما بيننا، بغرض التهدئة، ونصحتهما بمناقشة تلك الأمور، وحل هذه المشاكل داخل أسوار البيت، لا خارجه، لأن مقر العمل يجب أن يكون للعمل فقط، وعليهما نسيان خلافاتهما، ويستحسن أن يتعاملا كزملاء وليس أزواج، حتى يستطيعان المحافظة على فرصة عملهما، وكذلك حياتهما الأسرية. وتلتقط زوجة سامي دفة الحوار: أحاول بشتى الطرق أتجنب هذه المواقف من اقتراب زميل لي في العمل، أن تعامله معي بشأن تخليص المعاملات، إلا في حالة الضرورة، مشيرة إلى أن زوجها، يغلب عليه طابع الغيرة الشديدة، لدرجة تنسيه أنه في محيط عمل وليس داخل بيت الزوجية، وتحاشياً لأي خلاف يقع مع زوجها طلبت الانتقال إلى قسم آخر مراعاة لمشاعره وحتى لا تتسبب له بمشاكل تؤثر على مسيرة عملها، وقد يمتد تأثيرها إلى داخل الأسرة. وقالت الدكتورة شيماء جاسم، تخصص أطفال إنها تعمل في العيادة الطبية نفسها مع زوجها، وكل منهما يقوم بدوره لا يلتقيان إلا في نهاية الدوام، وعلى الرغم من ذلك فهي سعيدة في عملها مع زوجها في المهنة نفسها. وقد يقول البعض إن وجود أزواج في المهنة أو العمل نفسه يسبب الكثير من المشاكل وتصاب العلاقة بالملل والفتور لكن ذلك الأمر كما تؤكده شيماء ليس له أساس من الصحة بقولها: أنا في قمة سعادتي ولا أجعل مثل هذه الأمور تؤثر على علاقتي بزوجتي، ففي النهاية نحن أبناء المهنة الواحدة نتفهم المصاعب التي تتضمننا، كما أن ارتباط الزوجين في المهنة نفسها، من أهم العوامل المساعدة على إنجاح الزواج بحسب ما شعرت به مع زوجي طوال فترة وجودنا في نفس العيادة منذ أكثر من 7 سنوات. تنازل الزوجة واتفقت الصيدلانية هبة محمود الحجار أن يكون زوجها الصيدلاني بمثابة زميل لها في العمل حتى لا يؤثر ذلك في علاقتهما الزوجية: اتفقنا على أن نكون زميلين في العمل وزوجين في البيت وكل منا يقوم بعمله من دون التعامل مع الآخر، ولكل منا وظيفته المستقلة لنحمي أنفسنا من كثرة كلام المحيطين بنا، كما اتفقنا على أن نفرق بين حياتنا وما قد تتعرض له من مصاعب وخلاف في وجهات النظر داخل محيط العمل، وألا يمتد ذلك إلى الأسرة، أو أن يستغله طرف ضد الآخر، إيماناً من كل منا أن الحياة تقوم على التعاون والمشاركة، حتى تنجح وتصل إلى بر الأمان، في إطار من الحب والسعادة بعيداً عن الشعور بالملل. ويشارك أمجد ديب الزوج بقوله: نحن نفصل بين البيت والعمل بشكل كبير، إلا إذا كانت هناك مشكلة، مؤكداً أن راحة زوجته من راحته، وأن بعض الرجال الشرقيين يرى أن وجود الزوجة في مقر العمل نفسه سبب يفرقهما، فإمّا أن يتنازل أحدهما عن وظيفته أو لا تستمر الحياة، وغالباً ما تتنازل الزوجة، إلا أنه لا ينفي حقيقة أن التنافس في الوظيفة وارد ومطلوب، ويرى أنه يجب أن يكون هناك تعاون ومشاركة. وعلى الرغم من رأيه، لا يحبّذ أمجد ديب أن يكون الأزواج في المهنة الواحدة، لأن ذلك يؤثر سلباً في حياة الزوجين. خلافات أسرية وتقول فاطمة الريامي التي تعمل مع زوجها في المكتب نفسه: كل منا يقوم بعمله على أكمل وجه، ونحن زوجان في المنزل، لكن في العمل نتبع مبدأ الزمالة، ونعطيها حقوقها هي فقط، بعيداً عن أننا أزواج، حيث يحاول كل منا الابتعاد عما يعكر صفونا أو ما يثير المشاكل التي قد تحدث من حديث زميلة مع زوجي أو زميل معي، ولذلك كل زملاء العمل يحاولون قدر الأماكن تجنب ما قد يعكر صفو حياتنا الزوجية. ومن تجربتها المهنية تنصح فاطمة كل زوجه يعمل معها زوجها في نفس المؤسسة أن تحاول قدر المستطاع تجنب المشاكل في موقع العمل وتضع خطا واضحا لكل ما يريد أن يزرع البلبلة ويزعزع الثقة التي بينها مع زوجها وهذا هو الأفضل كنوع من استمرار العلاقة الزوجية نحو الأمان. جوانب سلبية في مقابل ذلك يؤكد الاستشاري النفسي محمد عمر أنه كلما كانت الزوجة بعيدة عن عمل زوجها كلما كان ذلك أفضل، لأن وجود الزوجة مع الزوج في مهنة نفسها، يقيّد الاثنين ويحدّ من حريتهما في التعامل مع الآخرين، ومن إبداء الرأي والتصرُّف بتلقائية. ويضيف: الوجود المستمر يُظهر الجوانب السلبية للآخر، حيث تربى الرجل على أن يكون الأفضل لأن له القوامة، ولو حدث العكس، سيشعر بانكسار الشخصية ويُسقط ذلك بأشكال أخرى، كأن يقول إن الزوجة غير مهتمة ببيتها، كما أن الرجل لا يحب أن يقارن نفسه بزوجته، عندما يعملان معاً، بينما المرأة لا تعاني هذا الإحساس. وقال: لا داعي أبداً لإظهار الخلافات الزوجية امام زملاء العمل، لان ذلك قد يؤدي إلى تدخل بعض الزملاء بدافع الفضول، فتتفاقم الخلافات وتزداد المشاحنات، ولكسب احترام زملاء العمل يجب المحافظة على الأسرار الأسرية وعدم ذكر عيوب الطرف الآخر أو التعبير عن الغيرة الشديدة نحوه لدرجة إساءة الظن فيه أمام الزملاء. وفي حالة إن كان أحد الزوجـين رئيسا للطرف الآخر في العمل، يلفت إنه من آداب السـلوك الوظيفي عدم تميز الطرف الآخر أو محاباته أو مجــاملته على حســاب المرؤوسـين الآخرين، ولا يجب التأثر بالخلافات الزوجية باستغلال المنصب كوسيلة للتحكم أو فرض السيطرة عليه، ولابد أن تكـون زمالة الزوجين في العمل دافعا لاستمرار ديناميكية العلاقة الزوجية التي يسودها الحب، لأن ذلك له تأثير إيجابي علي مستوى الأداء في العمل. علاقة تكاملية قدم الاستشاري النفسي محمد عمر، نصائحه لتجنب الخلافات الزوجية أو الغيرة التي تنتاب أحدهما على الآخر، بأن تكون العلاقة بين الزوجين علاقة تكاملية يسودها التضحية والعطاء، حيث تتطلب الزمالة في العمل استمرار الاحترام المتبادل بين الزوجين العاملين مع ضرورة المحافظة على المشاعر بعدم إبداء أي تصرفات غير لائقة. سواء بالقول أو الفعل في أثناء التحاور في مكان العمل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©