شركات الاتصالات الهندية تراهن على خدمات الجيل الثالث للهاتف المحمول

تعلق شركات الاتصالات الهندية آمالا كبيرة على خدمات الجيل الثالث للهاتف المحمول لزيادة عائداتها، في الوقت الذي تعاني فيه شركات من التراجع في عائدات خدمات المكالمات الصوتية العادية. وأطلقت الهند في الأسبوع المنصرم واحدا من آخر مزادات الجيل الثالث للهواتف المحمولة في العالم معلنة بداية عصر التطبيقات الأكثر تعقيداً للهواتف المحمولة في الهند. وجذب هذا المزاد كبريات شركات الاتصالات في الهند مثل بهارتي أيرتيل، وريلايانس للاتصالات، وفودافون إيسار وغيرها. وتقدر مؤسسة بي دي أيه العاملة في مجال استشارات الاتصالات أن يبلغ عدد المشتركين في خدمة هواتف الجيل الثالث في الهند، نحو 89.9 مليون بحلول عام 2013. ويمثل هذا العدد 12% من عدد عملاء الخدمات اللاسلكية وبعائد يقارب 16 مليار دولار. كما تتوقع مؤسسة بي دي أيه أن تساهم هواتف الجيل الثالث في زيادة دخل خدمات الهواتف المحمولة عموماً من 9% إلى 23% بحلول 2013. وتعتبر هذه دفعة مبشرة في قطاع انخفض فيه سعر المكالمات الصوتية لأقل من سنت واحد للدقيقة. ويقول نيراج روي المدير التنفيذي لهونجاما وهي شركة ترفيهية تستحوذ على 70% من توزيع المحتوى الخاص ببوليوود عبر الهواتف النقالة “عمل الجيل الثالث على تقسيم السوق، حيث وفر نوع من العملاء الذين لا يمانعون في الدفع بغرض الحصول على تطبيقات ومضامين أكثر ثراءً”. وتعتبر سوق الهواتف المحمولة في الهند، أكثر الأسواق نمواً في العالم حيث تضيف نحو 20 مليون مستخدم شهرياً ليبلغ عدد المشتركين في تلك البلاد نحو 600 مليون مشترك. وبالرغم من تطور الهند في هذا الصعيد، فإنها متخلفة على صعيد استخدامات الإنترنت والتي لا يزيد مستخدميها عن 70 مليون فقط. وبطرح الجيل الثالث من الهواتف النقالة، تبدأ حقبة جديدة من حقب الإنترنت في الهند. وتتنافس تسع شركات في الحصول على حيز في دوائر الاتصال البالغ عددها 22 في الهند، مع توفر ثلاثة مواقع في عموم الهند. ومع انتهاء المزاد، ستقوم الحكومة بفتح المزاد على مواقع طيف ترددات الموجات اللاسلكية الثلاثة. ومن المتوقع أن تدفع الشركات حتى 3 مليارات دولار للجيل الثالث من الهواتف النقالة وللمواقع الثلاثة. وبالرغم من ذلك، يحذر العاملون في هذا القطاع في الهند من بطء الإقبال على استخدامات هواتف الجيل الثالث المعقدة في بدايتها. وتعاني شركات التشغيل الكبيرة بالفعل من نقص تقنية الطيف ما يدفعها لاستخدام الموجات الهوائية الجديدة التي تحصل عليها من المزاد لتحسين خدماتها الحالية. وربما ينحصر معظم استخدام خدمات هواتف الجيل الثالث في البداية، في القضاء على مشاكل الاتصال الموجودة حالياً. ومن المشاكل الأخرى التي تواجه هذا النوع من الهواتف في الهند، أن الذين يستطيعون شراءها هم من التجار متوسطي العمر الذين ربما لا يميلون للاستخدامات الاجتماعية من فيديو وإنترنت وغيرها من التطبيقات المتقدمة. ومن التحديات الأخرى، صعوبة الدفع عبر شبكة الإنترنت في الهند، وهي سوق لم تطرقه بعد بطاقات الائتمان، وثقافة الدفع عبر الشبكة. ومع هذا، تدرك العديد من الشركات المشغلة، أن الحصول على نسبة قليلة من المجموع الكلي لمستخدمي الهواتف النقالة في الهند، تعتبر كافية لتكوين سوق بحجم معتبر. وبعكس الغرب، تساعد البرامج الترفيهية التي تنتجها بوليوود، في دفع عجلة نمو هذا النوع من الهواتف في الهند. ويقول روني إسكروفالا مدير يو تي في، وهي محطة إرسال تلفزيوني: “أتوقع سوقاً رائجة للأفلام القصيرة ولمقاطع من الأفلام تتراوح مدتها بين 3 إلى 5 دقائق. ويعني الحصول على 10% من مجموع مستخدمي الهواتف في الهند 50 مليون شخص، والذي يعتبر عددا كافيا للحصول على عائدات كبيرة”. عن “فاينانشيال تايمز”