السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امتيازات ما بعد الطلاق

10 مارس 2014 23:36
لم تعد قصص الطلاق تؤخذ بتلك الحسرة أو الاستغراب حيث بات أمر الطلاق متداولاً، فهو خبر من الأخبار التي أصبحت تنتهي النقاشات فيها بوقتها، فالطلاق في هذا الزمن سهل جداً لا يردعه المجتمع، أو ترده العادات والتقاليد أو يفيد فيه تدخل كبار الأسرة لحل الإشكالية، بل أصبح الوصول للمحكمة كالوصول للاستراحة. لن نقول إن هيبة المحكمة قد قلت، بل بالعكس أصبح التعامل مع الطلاق في أروقة المحاكم أمراً سهلاً، فبعد عدة جلسات تنصلح حال بعض الأسر، ولكنها لن تمنع حدوث الطلاق في أسر أخرى، ولعل التمسك الكبير في فكرة الطلاق من البعض جاء من باب استسهال الحياة من بعد الطلاق، وأسهل الحلول عند أول مشكلة تصادف الطرفين، فأغلب النساء لا يشعرن بالخوف من الطلاق ويقلن « المطلقة حالتها أحسن من المتزوجة»، رسالة فحواها أن ما تحصل عليه المطلقة لا تحصل عليه الزوجة إلا بشق الأنفس، وأغلب الرجال يطلقون لأنهم لم يستوعبوا فكرة تحمل مسؤولية أسرة جديدة، أو أنهم غير جديرين بأن يكونوا أزواجا، وهناك أسباب أكثر غرابة وقسوة تدفع للطلاق. عند الحديث حول أسباب الطلاق، اتضح أن القصص التي تدعو الى الطلاق واهية وضعيفة للجيل الجديد من المتزوجين، فهل فعلاً أن بعض المواقف تستحق أن تصل للطلاق؟ وهل فعلاً أن ما تحصل عليه المطلقة من امتيازات، راتب الشؤون، النفقة، الحضانة، مجتمعة الى جانب السكن، سبب من أسباب التقدم لإصدار وثيقة الطلاق؟، لا أنكر هذه الحقوق على المطلقة، ولكن ألا يجب أن تكون هناك حلول أخرى للحد من الطلاق السريع، فطلاق الزوجين يعني بالمقابل خسارة خلية من خلايا المجتمع، ويعني وجود إشكاليات أخرى، هل ما نعاني منه هو فقدان لثقافة الحياة الزوجية المتلائمة مع تغيرات العصر؟ هل نحتاج الى تكثيف دور أسر الزوجين الى كيفية حل المشاكل التي تصادف الزوجين؟ لم يعد الشعور بهذا الحديث «إن أبغض الحلال عند الله الطلاق» شعوراً عميقاً، وفقدت هذه الآية الكريمة «وجعل بينكم مودة ورحمة» قيمتها ولكن العوض بالأحكام التي جاءت لتناسب كل زمان ومكان، ويمكن أن تعدل بما يتناسب مع الزمن الحالي، فأن يأتي زوجان حديثان في عمر العشرين ليطالبا بالطلاق يختلف تماماً عن زوجين أكملا ما يفوق الـ 6 أو عشر سنوات ليطالبا بالطلاق، فالحل في كليهما يختلف، وآليات الإصلاح بينهما تختلف، والأولى أن تكون للزواج امتيازات أكثر من امتيازات ما بعد الطلاق. فاخرة عبدالله بن داغر الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©