الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تغرود» الخيول في عُمان.. تعددت أسماؤه والفرح واحد

«تغرود» الخيول في عُمان.. تعددت أسماؤه والفرح واحد
30 يونيو 2009 00:13
مسقط - يحرص العمانيون على تربية الخيول واستخدامها في المناسبات الاجتماعية والوطنية، وأصبحت الحياة البدوية في السلطنة تتميز بوجود مجموعة من الخيول والإبل في كل بيت، وتشارك في مختلف العروض والفنون في المناسبات الرسمية والوطنية وغيرها، حيث تزخر البادية بالعديد من العادات العربية الأصيلة، ومن أهمها الاهتمام بالخيول كواحد من تلك الملامح الجميلة التي يعتزون بها لما ترمز له الخيل من أصالة وعز وافتخار يميزه على مر العصور. ومن الفنون المعروفة بالسلطنة ويستخدم فيها الخيل هو «فن التغرود» أي الغناء على ظهر الخيل لتحميسها وكذلك تحميس راكبها. وهو غناء جماعي في شكل نغمي ثابت لا يتغير مع تغير المكان ويتميز هذا الشكل النغمي باستطالة حروف المد في موجه نغمية متميزة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب. زاد الراكب يولع العمانيون بالخيول من زمن بعيد مما ساهم في تفننهم في أساليب تربية الخيول وترويضها وتدريبها على شتى أنواع السباقات ورياضة الفروسية حيث يوجد في السلطنة أكثر من 2000 من أنواع الخيول، منها حوالي 350 من الخيول العربية الأصيلة، و150 من الخيول المهجنة، و1500 من الخيول العمانية الأصيلة، وهناك أشهر نوع في عمان يسمى «زاد الراكب» وهو منتشر في الخليج أيضا، ويستخدم في أداء فن التفرود التراثي. كما يوجد في عمان 14 مضماراً لسباق الخيول في مختلق مناطقها، وفي سنة 2000 دخلت عمان موسوعة جينز للأرقام القياسية بفضل مهرجان الفروسية الذي يقام كل خمس سنوات والذي يعد أضخم مهرجان بالعالم ويشترك به 450 خيلا بين فرس وحصان و250 من الإبل بين جمل وناقة. أسماء عديدة يتخلل غناء «تغرود الخيل» صيحات لتنشيط الخيل ومدحها بشعر يعدد مناقبها ومحاسنها، وعادة ما يؤدي الفرسان «التغرود» تهيئة لها للمشاركة في السباق، وتتميز أشعاره بمعاني الشجاعة والإقدام والمبادرة إلى نجدة الضعيف. وهناك أسماء عديدة يطلقونها على «التغرود» من بينها اسم «شلة الركاب» كما يسمى في مناطق أخرى من عمان «همبل الركاب» والمعنى في الحالتين واحد فهو مسيرة الرجال. إذاً، تتنوع التسمية بحسب الولايات بالسلطنة فكل ولاية تطلق عليه تسمية خاصة بها، فهناك (الغيروز، والغارود، والتغريدة، والتغرودة، والغرودة، والغرود، والغارودة). رعاية واهتمام يرجع أصل هذا الفن -بحسب ما يشاع- إلى أن مجموعة من الرجال كانت تؤديه قديما خلال ركوبهم الخيل، سواء وهم متجهون إلى معركة أو عائدين منها منتصرين. كما كان يؤدى أيضا للسمر والترويح عن النفس أثناء جلوس البدو في مضارب خيامهم. فيما يحرص مربو الخيول في عمان على الاهتمام بها ومراعاتها، والتنبه إلى تأثرها بتقلبات الطقس كباقي مثيلاتها من الحيوانات، فلكل نوع من الخيول خاصيته وقدرته التي أوجدها الله به حسب جغرافية الموطن الأصلي لها حيث يقوم المربي أو السائس أو الفارس أو الهاوي لرياضة الفروسية بدراسة طبيعة خيله بما يتناسب وموطنها التي نشأت فيها فمثلا الخيول ذات الطبيعة الجبلية والصحراوية يجب أن لا تكون أماكن إيوائها في فترة الصيف بالقرب من البحر حيث تكون الرطوبة في أعلى مستوياتها مما يخلق مشكلة في التنفس لديها، وكذلك في حال الإجهاد ربما يحصل مالا تحمد عقباه. من هنا يسعى أصحاب الخيول التي تشارك في أداء عرض «التغرود» الجماعي، إلى توفير كميات من المياه النقية والمناسبة لخيولهم لتعويض النقص الذي يعانونه بسبب التعرق، كما يجب أن تكون حرارة الماء مناسبة ووضعه في الظل خلال استراحته، مع التشديد على إخراج الخيل قدر الإمكان في فترات المساء من الغروب حتى الصباح في الحلبة المفتوحة وتحت الظل كذلك في أوقات النهار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©