الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في يوم المرأة العالمي

10 مارس 2014 23:37
إنها لمفارقة عجيبة أن نرى حجم التغريدات حول يوم المرأة العالمي في تويتر، تغريدات ترينا حجم تقدير المرأة في المجتمع، لكن أحقاً تلك هي الحقيقة، أحقاً المرأة في مجتمعنا تلقى هذا الحجم من التقدير من قبل هؤلاء؟. هدفي من الكتابة ليس التشكيك في مصداقية بعض المغردين وغيرهم، لكن رأيت وتعايشت مع تجربة أثبتت لي أن تويتر أصبح منصة للمثالية للكثيرين، منهم من يصنع لنفسه شخصية ملائكية عكس واقعه تماماً ويتمثل بها، فقد يغرد عن حب الأب لأبنائه، وبعدها بدقائق تجده يصرخ على أبنائه بلهجة مشينة. دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة بنيت على تقدير المرأة وأتى الاتحاد ليدعم دورها في المجتمع باعتبارها لبنة أساسية في بناء مستقبل مشرق للدولة، وتحققت فعلاً رؤية الشيخ زايد ومن خلفوه بالحكمة والحكم على مستوى دولة الإمارات. وللأسف بعض العائلات في هذا المجتمع تبني أركانها على “هذا ما يحب أن يراه الناس، وهذا ما لا يحب أن يراه الناس” وتبنى عقول أفراد بعض الأسر على كابوس يسمى “كلام الناس” وهذه آفة عظيمة، لا أعلم متى لها أن ُتستأصل من هذا المجتمع كافة، يترعرع الطفل وهو يخاف من العيب “كلام الناس” ولا يخاف من مبدأ هذا حرام أو لا يرضي الله ورسوله، فتجده ذا وازع ديني مختل أمام الناس هو ملاك مدعم بالمثالية، ومع نفسه لا يستحضر مراقبة الله له، فينتج منه شخص غير صالح وذو فكر مختل والضحية الأساسية في ذلك الفتاة. سمعت من إحدى الأمهات أنها لا تعطي فرصة لابنتها بالحديث وإنها تقابل أي خطأ تفعله الفتاة مهما صغر بالتوبيخ وأحياناً الضرب الشديد، تتحدث وهي مفتخرة بذلك حتى لا تصاب الفتاة بنوع من الدلال المفرط يغويها عن الدرب الصحيح وتصبح كفتيات الأسواق، صدمت جداً من هذه العقلية المتخلفة فعلاً عن الإسلام وعن المنطق وعن التحضر، والمصيبة لطالما أسمع تلك الأم وهي متعلمة، ومعلمة لأجيال تتحدث عن الأخلاق وحسن التصرف. بعض العائلات تنشئ الفتاة على أنها أداة للزواج فقط، وأن كل ما تريده ستجده في بيت زوجها وكأن الزوج المسكين يملك مصباح علاء الدين السحري لتحقيق الأمنيات، متجاهلين تماماً أن الزواج مبدأ للتكامل بين الأرواح لتحقيق الهدف منه وهو استقرار الأرواح وإعمار الأرض بالصلاح من الجوانب العديدة الصلاح الفكري والخلقي والديني والنفسي والدليل على ذلك هو قوله تعالى “الطيبون للطيبات”. من الجميل أن تنشأ الفتاة على أنها يوما ما قد تنتقل لبيت عائلة جديدة بالكامل تكون فيه هي سفيرة لعائلتها وإضافة “تضيف” لهم مزيداً من الجمال الروحي والعقلي والخلقي، وتصبح حلقة جديدة وصالحة لاستمرارية أجيال هذه العائلة، أي أن تلك العائلة هي من تحتاج منها أخلاقها وطيبها وصلاحها، وهي من ستضيف لهم وليسوا هم من سيضيفون لها. إذا كل فتاة أيقنت هذه الفكرة واستشعرتها ستزيد ثقتها بنفسها، وستعلم كل العلم أنها لا تريد زوجاً ليسد حاجياتها بل تريد زوجاً لتكمل له حاجياته من نواحٍ عدة وليتمم استقراره. وعلاوة على ذلك تلك الثقه ستمنحها نوعاً من التقدير الذي يجعلها مميزة في مجالات شتى في العلم والعمل والمنزل ولا عجب أن تتميز المرأة على الرجل في أمور عديدة و كثيرة، بالرغم أن المقارنة بين الجنسين باطلة فهما وجهان لعملة واحدة يكملان بعضهما لذلك تبطل المقارنة. المرأة عنصر مكرم كل التكريم في الإسلام، لكن الخوف من كلام الناس طمس ذلك التكريم، لذلك في ختام حديثي أنصحك بأن لا تخاف من كلام الناس في تربيتك لابنتك، بل اسأل نفسك ماذا يريد الله أن يرى في ابنتك من أخلاق واستودع حياتها له وحده سبحانه. قيل إن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وأتمم أنا ذلك القول وأقول وراء كل امرأة عظيمه أبٌ عظيم. الشمس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©