الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الغاز العالمية تعاني المنافسة وانخفاض الطلب

صناعة الغاز العالمية تعاني المنافسة وانخفاض الطلب
16 ابريل 2010 21:42
تعاني صناعة الغاز العالمية من المنافسة وانخفاض الطلب على الرغم من المشروعات العملاقة التي يجري تدشينها في أنحاء متفرقة من العالم. دشنت روسيا مؤخراً مشروع خط أنابيب نورد ستريم الذي ينقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق بحر البلطيق، وبدأت أعمال بناء هذا المشروع بعد أن أمنت مجموعة المساهمين مؤخراً تمويل 3.9 مليار يورو. وقد اكتملت الدراسات الهندسية لهذا المشروع وتصاريحه البيئية وتم تجهيز أنابيبه استعداداً لمدها. غير أن هناك علامات استفهام كبرى بشأن مصير عدد من مشاريع خطوط أنابيب أوروبية أخرى ذات أهمية سياسية خصوصاً عقب بداية الركود وانهيار سعر الغاز. ويقول بول كوركوران المدير المالي لشركة نورد ستريم إنها ميزة أن تكون الشركة في الصدارة رغم أن الشركة لا ينافسها أحد في ذلك المشروع. ويضيف أن تناقص إنتاج حقول الغاز الأوروبية الذي سيبلغ 200 مليار متر مكعب بحلول عام 2030 يعني أن هناك مجالاً للجميع. وتشكل نورد ستريم مع ساوث ستريم التي تهدف إلى نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عن طريق البحر الأسود وبلغاريا إحدى ركائز السياسة الروسية لتقليل اعتمادها على أوكرانيا وبيلاروسيا بصفتهما دولتي المرور من خلال إعادة توجيه الغاز الذي تبيعه إلى أوروبا عن طريق خطوط أقل عرضه للمخاطر. ورغم دعم روسيا لخطوط الأنابيب هذه يعتمد الاتحاد الأوروبي على خط أنابيب آخر لتأمين احتياجاته وتقليل اعتماده على الغاز الروسي. خط أنابيب نابوكو ويعتبر خط أنابيب نابوكو الرامي إلى نقل الغاز من منطقة القزوين إلى وسط أوروبا متجاوزاً روسيا إحدى ركائز سياسة الاتحاد الأوروبي في شأن الطاقة. ومع ذلك هناك بعض المحللين الذين يتشككون في بنائه. غير أن رينهارد ميتشيك مدير عام مشروع نابوكو يؤكد أن مشروعه سيرى النور محتجاً بضرورة هذا المشروع المؤلف من خط أنابيب سعته 31 مليار متر مكعب منها 8 - 10 مليارات متر مكعب الأولى ستأتي من العراق وأذربيجان وربما من تركمانستان. وبلغت ثقة رينهارد إلى درجة أنه يؤكد أنه عقب توقيع الاتفاقات الأولى ستتم زيادة سعة المشروع إلى 40 أو 45 مليار متر مكعب فيما بين عام 2020 و2022. ولكنه يقر أن عدد خطوط الأنابيب التي تحتاجها أوروبا قد انخفض نظراً لأن الأزمة قلصت الطلب مع توافر أحجام كبيرة من الغاز المستورد من دول مثل قطر. في الواقع يخشى أن تزيد في أوروبا بشكل مفرط الصهاريج المحملة بالغاز التي لم يعد لها لزوم حالياً في الولايات المتحدة التي توصلت فيها شركات، إلى طرق استخراج أحجام كبرى من الغاز الصخري. وكان الاعتقاد قبل الأزمة بوجود حاجة إلى خمسة أو ستة مشروعات خطوط أنابيب كبرى بالإضافة إلى مشاريع الغاز الطبيعي المسال، أما الآن وحتى في حال زيادة الغاز الطبيعي المسال لم تعد الحاجة إلا لثلاثة أو أربعة مشروعات بحسب رينهارد. استهلاك أوروبا في عام 2009 بلغ استهلاك أوروبا من الغاز نحو 460 - 470 مليار متر مكعب يعني أقل بنسبة 10 في المئة من استهلاك عام 2008، كما تم تقليص 100 مليار متر مكعب من توقعات استهلاك عامي 2025 و2030 لتبلغ 650 مليار متر مكعب. ومع ذلك تعتبر هذه زيادة ضخمة في المطلوب من الغاز في وقت ينتظر فيه أن يقل إنتاج أوروبا نحو 150 - 200 مليار متر مكعب، بحسب رينهارد. بيد أن وود ماكنزي، مجموعة بحوث واستشارات الطاقة على سبيل المثال تتوقع أن تفقد روسيا (أكبر مصدر غاز في أوروبا) حصة سوقية من 29 إلى 24 في المئة في النصف الثاني من هذا العقد. يذكر أن شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري ناشد هذا الشهر الدول المنتجة للغاز أن تشكل منظمة على غرار أوبك تعمل على استقرار أسعار الغاز، التي يقول محللون إنه يخشى أن تهبط إلى 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (بي بي يو) الذي يعد أدنى مستوياته في ثماني سنوات، وتعد الجزائر والنرويج وروسيا أكبر مصدري الغاز إلى أوروبا. وذلك في الوقت الذي اضطرت فيه جازبروم الشركة الروسية محتكرة تصدير الغاز والتي تفاخرت من سنتين بأنها ستصبح أكبر شركة في العالم بقيمة سوقية تبلغ تريليون دولار اضطرت إلى تأخير مشروعها العملاق الخاص بالغاز الطبيعي المسال في شتوكمان. بل إن الوضع سيزداد صعوبة على مصدري الغاز وشركات مد خطوط أنابيبه لو انتهجت أوروبا نهج استخراج الغاز الصخري في الولايات المتحدة رغم افتقار أوروبا إلى البنية التحتية وربما إلى الإرادة السياسية اللازمة لذلك. بيد أن يضع شركات كبرى تنفق بسخاء في مجال الغاز الصفحي في مساع ترى جدواها، إذ أعلنت إكسون موبل في ديسمبر أنها ستدفع 41 مليار دولار لشركة إكس تي أو المتمركزة في هيوستن والمتخصصة في الغاز الصخري لكي تستخدم تقنيتها وخبرتها في استغلال موارد الغاز الصخري في أوروبا. كما عقدت كل من بي بي وتوتال وستاتويل مجموعات الطاقة الأوروبية اتفاقات أصغر مع تشيزابيك اينرجي الشركة الأميركية الأخرى المتخصصة في الغاز الصخري. غير أن المنافسة ونقص الطلب ليسا العقبتين الوحيدتين فبالنسبة لمشروع نابوكو خصوصاً ستنطوي عملية تعهيد الغاز على صعوبة، بحسب جوناثان سثيرن مدير بحوث الغاز في معهد اكسفورد لدراسات الطاقة. ويضيف أنه بحلول عام 2020 لن تباح إلا 10 مليارات متر مكعب من الغاز مشيراً إلى أن مشروع نابوكو يشكل خط أنابيب سعته 30 مليار متر مكعب وأن حقل شاه دينيز في أذربيجان يعتبر مصدر الغاز الكافي الوحيد المتاح. عن “فايننشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©