السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«رجل يبتسم للعصافير» جديد مبارك وساط

«رجل يبتسم للعصافير» جديد مبارك وساط
5 مارس 2011 21:09
أصدر الشاعر المغربي مبارك وساط ديواناً جديداً بعنوان “رجل يبتسم للعصافير”، ويضم أربعاً وعشرين قصيدة شعرية، وقد قسم الشاعر مبارك وساط ديوانه هذا الى قسمين: القسم الأول “أحقن الدراجة بالنيكوتين”، وفيه 12 قصيدة، بينما جاء القسم الثاني والذي يضم 12 قصيدة باسم “ناي مسحور”. ويأتي ديوان مبارك وساط “رجل يبتسم للعصافير” الصادر عن دار الجمل (بغداد – بيروت)، بعد أعمال شعرية أخرى صدرت عن دور نشر عريقة. من فضاء الديوان نقرأ قصيدة بعنوان “جَدّ “: في الحديقة المهملة، تَرْفُو الجدّة جواربَ وذكريات. من بين أهداب الحفيد، تنداح فراشاتُ القلق. الشّمس توشِك على الغروب. يتذكَّر الطّفل جدَّه الذي جُنّ على ظهر ناقة، فتمتلئ عظامُه بالرّمل وبالحُداء. الطّفل قضى ساعاتِ الصّباح متأمِّلا ما تبقّى من بيتٍ قديم كان للجدّ الذي شرع في هَدْمِه ذاتَ فَجر، عازما أن يُقيم مكانه خيمة كبيرة من أسمنت. لكن، بعد أن خرَّب مُعظمه، حلّت به لعنةُ السّراب، فمضى لِيَتيهَ في الصّحراء. الطّفل قضى ما بعد الظهيرة حالِمًا بأنَّ الجدران الهاربة والخزانة التي كانت تُعابثه بتضييق خياشيمها، والأكْواريُوم والآرائك المحشوّة بالقُطن والبروق وبغمغمات الجنِّيات، كلّها ستعود في ذلك اليوم، بل فكّر أن الجدّ نفسه قد يَؤوب، تاركاً جنونه وناقته والبِيد التي يبحثُ فيها عن واحاتِ طفولته، لكنَّ شيئاً من ذلك لم يحدث، بل هاهي لَكَماتُ الرَّعد تتوالى عنيفةً وتُهشّم أسنانَ الغسق، وها الحديقة المُهملة قد اكتظّت جنباتُها بالخوف وبالشّظايا. كما نقرأ أيضا من ديوان “ رجل يبتسم للعصافير”: هجرة نمشي ونمشي نمشي بخطى بيضاء لا توقظ شجرة لا تقضّ مضجع بئر نستريح بعض الوقت جنب نهر صغير شجاع لا يُجَنُّ إذ يصيرُ ضحل المياه لا يرمي أحدا منا بحجر نعرف أن قمر هذه الأيام سيكون من ثلج فالشتاء قد جاءنا معصوبَ العينين نمضي في طريقنا الممتدّة من النّقطة المسمّاة بسمة السّنجاب نتّجه إلى حيثُ تقرفص الحمامة في ريح مدينة مهجورة أو، رُبَّما، إلى حيّ خلفي في مدينة نخر اليأس جدرانها نمضي تحت سيول الماء مخلصين للمطر لهواء مُسِنّ تاركين للعواصف أن تهبّ من القفص الصدري لأمّ، لِلْبرقِ أن ينداح من عَينَي رضيعها نغذُّ السَّيْر أحرارا ما من شيء يُخيفنا نحدّق إلى عين الحلزون نعالج بلاهة الطّقس بمرهم من مخّ الغراب وإذ يتَخَفّى القمر في كبِد طائر ويَدْمى أخمصُ قدم الليل الواهن يدوّن الفلكيون من بيننا مذكّرات السّماك الرّامح الذي يتدبّر، دوما، أمر إنارة طريقنا
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©