الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كوبا تحارب الفساد بجيش من مدققي الحسابات

16 ابريل 2010 21:44
يتوقع أن تنشر الحكومة الكوبية برئاسة راوول كاسترو الاثنين المقبل جيشاً من مدققي الحسابات في الشركات لمكافحة الفساد الذي ينخر في كل مفاصل الجزيرة الشيوعية من بائع الحليب البسيط في الشارع إلى كبار الموظفين في الإدارة العامة. وعلى مدى شهر، سيقوم آلاف الموظفين في المديرية العامة للتفتيش المالي التي انشأها أخيراً الرئيس الكوبي، بعمليات تفتيش مباغتة في 750 شركة. وأعلن أحد كوادر شركة عامة لوكالة "فرانس برس" أن "الجميع يعيشون على أعصابهم بسبب ذلك لأنك لا تعلم بالأمر إلا عندما يطرق مدققو الحسابات باب شركتك. والمشكلة تكمن في أنهم سيجدون (مخالفات) إذا ما قاموا بعمليات تفتيش دقيقة". وقد أثارت وفاة المقاول التشيلي روبرتو بودرا، الذي عثر عليه ميتاً الثلاثاء الماضي في هافانا في ظروف لا تزال غامضة، الإشاعات حول تحقيق بالفساد قد يتجه نحو شركات وموظفين رسميين كبار. وهذا العنصر السابق في الحرس القديم للرئيس التشيلي الاشتراكي السابق سلفادور الليندي، كان يشارك في إدارة شركة تعنى بشؤون التغذية أسستها الحكومة الكوبية مع التشيلي ماكس مارامبيو، وهي شركة ستكون موضع تحقيق تجريه وزارة العدل الكوبية، بحسب الصحافة التشيلية. وستبدي النيابة العامة اهتمامها أيضاً بوكالة سياحية يملكها أحد أشقاء ماكس مارامبيو، إضافة إلى عدة شركات كوبية. والفساد المتجذر منذ سنوات، أصبح مصدر قلق للحكومة وللجامعيين الكوبيين الذين يرون فيه خطراً على استقرار (الثورة). واعتبر أستاذ علم السياسة استيبان موراليس "أن الفساد أكثر خطورة بكثير مما ندعوه الانشقاق الداخلي". ورأى أن الأمر يتعلق بـ"الثورة المضادة" الحقيقية التي "تتقدم رويداً رويداً في بعض مستويات الدولة والحكومة". ولاحظت النيابة العامة من جهتها ميلاً لنمو الفساد في السنتين الأخيرتين، بحسب المدعي العام كاريداد سابو الذي لفت إلى "المشاركة المتزايدة لقادة وموظفين" في الفساد. وأضاف موراليس "هناك أناس يعملون لحساب الحكومة والدولة يهيئون أساساً مالياً يستخدمونه يوم تنهار الثورة، في حين بات آخرون شبه مستعدين لنقل أملاك الدولة إلى أيادي أفراد في القطاع الخاص كما حصل في الاتحاد السوفييتي السابق". ويشير بذلك إلى عمليات التخصيص الواسعة المثيرة للجدل التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات ما أسهم في إثراء مجموعة من رجال الأعمال الروس الذين أطلق عليهم اسم "مجموعة النفوذ". ومنذ أن سلمه شقيقه فيدل كاترو السلطة إثر مشاكل صحية خطيرة ألمت به قبل أربعة أعوام، انطلق راوول كاسترو في حملة ضد السرقات في شركات الدولة التي تغذي سوقاً سوداء هائلة. وهكذا تخرج ملايين الليترات من المحروقات والحليب والزيت وأطنان من الدجاج والأرز والسكر والبن من مخازن ومستودعات الحكومة لتباع في هذه السوق الموازية حيث يشتري الكوبيون منتجات مفقودة في حركة السوق القانونية أو بأسعار تقل عما هي عليه في المخازن التي تعمل خارج نظام سعر العملات.
المصدر: هافانا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©