السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعدي الحديثي يحاضر عن مكانة الأغنية عند العرب في أبوظبي

سعدي الحديثي يحاضر عن مكانة الأغنية عند العرب في أبوظبي
30 يونيو 2009 00:50
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي بالتعاون مع مجلس العمل العراقي في أبوظبي مساء أمس الأول في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني بأبوظبي، الباحث الفلكلوري العراقي الدكتور سعدي الحديثي في محاضرة بعنوان «مكانة الغناء في الثقافة العربية». وأشار الباحث العراقي الدكتور رضا الشهرستاني مقدم المحاضرة إلى أهمية المنتج الثقافي مؤكدا على أن حضارة الأمم تقاس بمدى غزارة إنتاج مثقفيها، كما تحدث عن أهمية الغناء الشعبي والبدوي، في تأصيل الجذر العربي، ونوّه إلى ثقافة الباحث الدكتور الحديثي وغزارتها في هذا الحقل المعرفي الذي لا غنى عنه في معرفة حركة الثقافة وارتباطها بجانب مهم وهو الغناء. ثم استهل الدكتور سعدي الحديثي محاضرته بالحديث عن أصول كلمة «الثقافة» وأشار إلى أن ارتباطها بالغناء قضية قديمة، وتساءل هل يمكن اعتبار الأغنية ذات هدف ثقافي وعبر هذه التساؤلات انطلق في رسم ملامح محاضرته وموضوعها. وقال الباحث «إن اللغة من أهم عناصر الثقافة»، وطرح مجموعة من التساؤلات حول نشأة اللغة، وحاول قراءة علاقة اللغة بالفكر والأسطورة والحكاية وشدد على ترابط اللغة والتفكير. كما شدد الحديثي على أن الأغنية سلوك لغوي وتحدث عن نظرية «بيريز» العالمة اللغوية في جامعة مونتريال في كندا التي أشارت إلى وجود منظومة دماغي محددة مسؤولة عن الإيقاع في عقل الإنسان متخصصة بإنتاج الموسيقى. ثم تطرق الباحث استكمالاً لمحاضرته إلى تجربته الشخصية، مستذكراً مدينته «حديثة» في غرب العراق ووصف دروبها وأزقتها وليلها المخيف الذي كان يبدد خوفه منه - وهو طفل - بالغناء وإطلاق الصوت مستخدماً كل طاقته الصوتية لكي يمتلئ المكان صوتياً من أجل أن يشعر بالأمان عبر هذا الترداد. وأشار الباحث إلى حكايات وردت في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني عن مكانة المغنين عند العرب وتحدث عن الفارق بين الشعر والغناء باعتبار الغناء رافداً ثقافياً مستقلاً عن الشعر. وقال «إن الثقافة الغنائية لدينا قد تأخرت وهي تسير على خطى التقدم حيث لم تنفع المحاولات الفردية في تشكيل تيار ثقافي غنائي متميز». حاول الحديثي جاهداً أن يقدم الغناء البدوي لفظاً وصوتاً حيث أنشد إلى الجمهور غناءً بصوت رخيم حاول من خلاله أن يجسد معنى القصيد الذي يمثل البداوة وحياة الترحال، فتفاعل معه الجمهور بشكل واضح. وغنى في هذه الأمسية صوت «أهل الحي» في العراق ثم عرج على غناء «الحداء» البدوي الذي كان يعبر عن الحس التعبوي في الحرب، وقدّم تفسيراً لقيمة هذا النمط عند البدوي الذي مزج فيه الغزل والوصف والشجاعة، ثم تطرق إلى شكل شعري مختلف وهو «الهجيني» المرتبط بالهجن والعيس واستشهد به وأنشد بصوته نموذجاً منه. والدكتور سعدي الحديثي تخصص في الفولكلور الشعبي وسر الأدب الإنجليزي في جامعة بغداد عام 1970، ونال الماجستير عام 1972 في امعة ليدز في بريطانيا، والدكتوراه عام 1984 في اللغة العربية، وهو حالياً استاذ في الجامعة الأميركية بالشارقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©