الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو عبد الله الفرياني.. إمام الشام

22 مارس 2018 21:04
أحمد مراد (القاهرة) يوصف بـ «شيخ الشام وإمامها»، ويعد أحد أبرز كبار رواة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لأزم أمير المؤمنين في الحديث، سفيان الثوري، فترة طويلة خلال إقامته بمدينة الكوفة، وكتب الإمام أحمد بن حنبل الحديث عنه في مكة، فضلاً عن أنه يعد من أكبر شيوخ الإمام البخاري. هو الإمام والعالم الجليل، أبو عبد الله محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي الفريابي، ولد سنة 120 هجرية، وعاش في مدينة «قيسارية» بفلسطين، وتنقل بين البلدان الإسلامية طلباً للعلم ومجالسة العلماء والفقهاء ورواة الحديث. روى الفرياني الأحاديث عن عدد كبير من كبار الأئمة والعلماء أمثال يونس بن أبي إسحاق، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وجرير بن حازم، وعيسى بن عبد الرحمن البجلي، وصبيح بن محرز المقرائي، وأبان بن عبدالله البجلي، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعبدالحميد بن بهرام، وفضيل بن مرزوق، وورقاء، ونافع بن عمر. احتل الإمام الفرياني منزلة علمية مرموقة جعلته واحدا من أعلام القرن الثاني الهجري، وقد أشاد المؤرخون بعلمه وفضله ودوره البارز في علم الحديث، حيث وصفه الإمام الذهبي في كتابه «سير النبلاء» بـ «الإمام الحافظ، وشيخ الإسلام»، وقال الإمام الداودي عنه: الثقة الحافظ العابد شيخ الشام، وقال الإمام البخاري: كان من أفضل أهل زمانه، وقال العجلي: الفريابي ثقة، وقال أبو حاتم الرازي: الفرياني ثقة وصدوق، وقال ابن زنجوية: ما رأيت أورع من الفريابي. نظرا لمنزلته العلمية ورفعة شأنه في علم الحديث، حرص العشرات والمئات من طلاب العلم على تلقي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من الإمام الفرياني، وقد صار هؤلاء التلاميذ فيما بعد من كبار أعلام الإسلام وأئمته، أمثال البخاري، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، وإسحاق الكوسج، وسلمة بن شبيب، وأبو بكر بن زنجوية، ومحمد بن سهل بن عسكر، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن عبدالله بن البرقي، ومؤمل بن يهاب، وحميد بن زنجوية، وعباس الترقفي، وعبدالله بن محمد بن أبي مريم، وعبدالوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان البيساني، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن مسلم بن وارة. ألف الفرياني بعض المؤلفات والمصنفات المهمة في علم الحديث والتفسير، حيث وضع كتاباً في تفسير القرآن الكريم ذكره الثعلبي، كما وضع مسنداً في الحديث النبوي، ولكنه لم يرتبه على مسانيد الصحابة كما هي عادة المسانيد. توفي الإمام الفرياني في مدينة «قيسارية» بفلسطين، سنة 212 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©