السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراءة الذكية

16 مايو 2008 22:40
خرجت خلسة لأراقب أبني البالغ من العمر 14 عاما، ليس تشكيكا فيه أو بأخلاقه، بل على العكس للاطمئنان عليه وعلى مذاكرته لدروسه· فكما يعلم الجميع أن الامتحانات بدأت، وكان هدفي هو الاطئمنان عليه· وبالفعل رأيته مشغولا بشيء أخر غير الدراسة، لكن هذا الانشغال لم يزعجني بتاتا، لأني عندما دنوت منه رأيته يقرأ ديوان شعر لأنه مهووس بالشعر والشعراء وهوايته قراءة الشعر· وسرعان ما تفادى أبني الموقف وقال لي: ''أمي·· لا تغضبي فانا اعتبر قراءة الشعر تسلية لي لتريحني قليلا من الدراسة، وبالفعل الآن أشعر بالسعادة والراحة ولدي الطاقة للمذاكرة من جديد''· فالقراءة من أهم المهارات الضرورية واللازمة للفرد كي ينجح في حياته الخاصة والعامة· وهذه الأهمية تنبع من كون القراءة وسيلة من الوسائل الأساسية للتفاهم، والاتصال، والتواصل بين أبناء الجنس البشري، وهي سبيل لا غنى عنه من أجل توسيع آفاق الفرد العلمية والمعرفية، وإتاحة الفرص أمامه للاستفادة من المعارف الإنسانية، وذلك كله يؤمن له العوامل الأساسية للنمو العقلي والاجتماعي والانفعالي· وقد أصبحت القراءة في الوقت الحاضر معياراً من المعايير التي يبعث بها تطور أي مجتمع علمي ومعرفي، كذلك القراءة تصنع الإنسان الكامل، وذهب الشاعر الفرنسي ''فولتير'' إلى أبعد من ذلك، حين رأى أن الذين يقودون الجنس البشري، هم الذين يعرفون كيف يقرأون وكيف يكتبون· ولا شك أن في ذلك تاكيداً واضحاً على أهمية القراءة وضرورة الاهتمام بها منذ المراحل الأولى لتعلمها، والقراءة المقصودة هنا هي القراءة الواعية الذكية الناقدة التي تنفذ إلى ما وراء الظواهر المكتوبة· وبدأ يسرد لي ابني القصص والحكايات، حتى قلت له: ''كفى ذلك أدرس وأقرأ كما تشاء·· أريدك فقط أن تثبت نجاحك وتفوقك بنسبة تُشرف الجميع''· فقال لي ''أعدك يا أمي''·· وبعدها لم أذهب مرة أخرى لمراقبته أو للاطمئنان عليه، خاصة بعدما اتخذ القراءة وسيلة للتسلية وتوسيع المدارك، ولا ضير في ذلك· سهام عبدالله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©