يستعد معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا (MI)، التابع لمشروع مدينة مصدر، لتقديم 20 منحة دراسية كاملة في كل دفعة دراسية لاستيعاب الطلاب الذين توصي بهم الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، وستخصص نسبة معينة من هذه المنح للطلاب من البلدان النامية، بحسب العرض التقديمي الذي قدمته الدولة أمس لاستضافة الوكالة، وإضافة إلى ذلك، ستحصل «إيرينا» على حق استخدام أحدث المختبرات ومرافق البحوث المتوفرة في المعهد.
ويستقبل معهد مصدر، في سبتمبر المقبل، 100 من الطلبة المتميزين، الذين تم اختيارهم بعناية من بين أكثر من ألف طالب، ليكونوا بمواهبهم وبحوثهم جزءاً من تطوير مدينة «مصدر»، مما يجعل المعهد الذراع التعليمية والبحثية للمدينة، بحسب مدير المعهد الدكتور جون بيركنز. وقدر بيركنز أن تصل تكلفة بناء وتشغيل المعهد على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى 3.67 مليار درهم (مليار دولار)، على أن يتم إنجاز المبنى بنهاية العام الحالي. وسيبدأ الطلبة عامهم الدراسي في مبنى مؤقت خارج المعهد إلى حين إتمام عمليات الإنشاء، وتوقع بيركنز في تصريحات لـ»الاتحاد» أن يستقبل المعهد نحو 800 طالب خلال الأربع أو خمس سنوات المقبلة، على أن يشكل المواطنون 10 بالمئة من الدفعة الأولى، مع السعي إلى رفع تلك النسبة في السنوات المقبلة. ويعتبر «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا»، الذي تم تطويره بالتعاون مع «معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا» الأميركي، الحاضن المثالي لخريجي مدارس الدولة للانخراط في هذا المجال، كونه أول مؤسسة أكاديمية متخصصة على مستوى العالم تهتم وتركز على الأبحاث والدراسات العليا في مجال الطاقة المتجددة. وتعمل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» على إنشاء مشروع مدينة مصدر الأولى من نوعها على مستوى العالم، وهي مدينة على مساحة 6 كيلومترات مربعة خالية من الانبعاثات وأحادية الكربون، بتكلفة إجمالية تقدر بـ22 مليار دولار، وسيكون معهد مصدر أحد أبزر المعالم في قلب المدينة، بحسب الدكتور سلطان الجابر الرئيس التنفيذي للشركة. قال بيركنز إن فوز الإمارات باستضافة «إيرينا» يشكل «فرصة كبيرة لمعهد مصدر من خلال زيادة القدرة على الإبداع وبناء علاقات أقوى عالميا من خلالها»، إضافة إلى دعم أبوظبي في مجال الاقتصاد المعرفي، فضلا عن إطلاق منح «إيرينا» التي تستهدف الطلاب غير المقتدرين والمتميزين في الدول النامية لكي ينضموا إلى المعهد. وقال بيركنز إن المعهد استقطب 20 أكاديمياً برتبة «بروفيسور» من النخبة حول العالم، ليقوموا بتدريس خمسة برامج يقدمها المعهد، منها تكنولوجيا المعلومات والهندسة وجميع التخصصات المتعلقة بالطاقة المتجددة والاستدامة. وأضاف أن هؤلاء الأكاديميين هم من 10 جنسيات من مختلف دول العالم، نصفهم من الولايات المتحدة الأميركية، وآخرون من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وكندا. وشدد على أن «معهد مصدر سيسهم في بناء مدينة مصدر من خلال البحوث العلمية التي سيقدمها النخبة من الطلبة والأكاديميين». من جهته قال الأستاذ الدكتور مروان خريشة عميد الهندسة في المعهد إن انتقاء الطلبة المتميزين سيتم بعناية من خلال معايير قبول على مستوى عالمي، مشيراً إلى أنه يتم تقديم منح دراسية للطلبة المتميزين كأي جامعة مرموقة في العالم تغطي الرسوم الدراسية كاملة والسكن ومصروف الجيب، وأكد أن معايير القبول في معهد مصدر مطابقة لمعايير القبول في «معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا». وقال بيركينز «الباب مفتوح الآن لاستقطاب طلبات القبول لطلبة العام 2010»، سواء للمواطنين أو غيرهم، وأوضح أن لطلبة المعهد الفرصة الأكبر للعمل بعد التخرج في مدينة مصدر. وفيما يتعلق بتنظيم المعهد لبرامج تدريبية، قال بيركينز «كجزء من أجندتنا السنوية سنقوم بتنظيم برامج تدريبية مستمرة»، مشيرا إلى المبادرة التعليمية التي تم إطلاقها مؤخرا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي. وكانت «مصدر»، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة والبديلة المملوكة بالكامل لـ»شركة مبادلة للتنمية»، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي، وقعت مؤخرا مذكرة تفاهم مع «وزارة التربية والتعليم» و«مجلس أبوظبي للتعليم»، ليتم بموجبها تطوير برامج مختلفة لتشجيع دراسة علوم الاستدامة والطاقة المتجددة ونشر الوعي البيئي في جميع مدارس الدولة. وتحدد اتفاقية الشراكة الجديدة، إطار العمل المشترك الرامي إلى الاستفادة من خبرات شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في تطوير برامج تعليمية من شأنها تحفيز اهتمام طلبة المدارس بالجوانب العلمية بشكل عام، وتشجيعهم على دراسة علوم الاستدامة والطاقات المتجددة بشكل خاص. ويستطيع أي طالب في التخصصات العلمية المختلفة وتكنولوجيا المعلومات تقديم الطلب للدراسة في المعهد، بحسب بيركنز. ويتميز بناء المعهد بتصميم خاص قام به المصمم العالمي المشهور فوستر، وتتجاوز تكلفة بناء مبنى المعهد نصف مليار دولار، بينما تبلغ كلفة تشغيله لمدة 5 سنوات أكثر من نصف مليار دولار. وقال بيركنز «اخترت الانضمام إلى المعهد كون مبادرة «مصدر» متميزة عالميا وتتطلع إلى جميع جوانب الطاقة المتجددة بدءا من البحوث، مما يجعلها تحدث فرقا على مستوى العالم في مجال الطاقة، إضافة إلى تحدي بناء مدينة خالية من الكربون». وفيما يتعلق بتعاون المعهد مع مؤسسات تعليمية مرموقة، قال إنه بجانب الدعم الذي قدمته لنا جامعة «إم آي تي» في المعهد، فإنه من الضروري أن نبني علاقات وترابط مع العديد من المؤسسات التعليمية المرموقة، مشيرا إلى بناء علاقات قوية مع كلية «امبيريال» في لندن وجامعة يابانية أخرى إضافة إلى السعي لبناء علاقات قوية مع الشركات التي ستكون جزءا من «مصدر».
عدد اليوم
