السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة المزروعي: نظرة القارئ إلى منجزي الأدبي هي التي أهتم بها دوماً

فاطمة المزروعي: نظرة القارئ إلى منجزي الأدبي هي التي أهتم بها دوماً
2 مارس 2013 23:49
سلمان كاصد (أبوظبي)- أصدرت القاصة والروائية فاطمة المزروعي مؤخرا عملاً روائياً طويلاً بعنوان «كمائن العتمة»، وتعتبر هذه الرواية الثانية لها بعد رواية «زاوية حادة» وسبق لها أن اشتغلت إبداعياً على مجموعة من الأجناس الأدبية المختلفة، وبخاصة الشعر، حيث أصدرت مجموعتين شعريتين، كما كتبت المسرحية فانتجت عملين أيضاً. وحول روايتها «كمائن العتمة»، ومدى رضا فاطمة المزروعي عنها قالت «في الحقيقة لست راضية عن روايتي، كوني لست راضية عن أي من أعمالي الماضية، لأنني اتطلع دوما للقادم كي يكون أكثر إبداعاً وتميزا، فإذا وصلت لمرحلة الرضا عن أي من أعمالي فهذا يعني أن أتوقف، وهنا أنا لست بصدد الدفاع عن أي من أعمالي، ما لم تكن جديرة بأن تدافع عن نفسها، وتكون رسالتها واضحة مع القارئ، لذا فان مسألة الرضا غير واردة في قاموسي أبدا، وإذا قال أحدهم أن ديواني غير جيد. لن أدافع، بل سأقول حسنا القادم سيكون أفضل». الذكريات والمزاوجة وحول ما ذهبت اليه فاطمة المزروعي في روايتها إلى الذكريات والمزاوجة بين السرد والسيرة الذاتية وهل خدمت السيرة الرواية أم أضرتها؟ تقول «إطلاقاً.. لا أتفق مع من يؤكد جانب السيرة الذاتية فيها، وبالتالي لا أتفق أيضاً أن هناك مزاوجة تمت بين السرد والسيرة.. لكنني لا أخفي أنني سعدت بأن يطرح هكذا موضوع حول روايتي. لماذا؟ لأني أدركت أن حجم التقمص الذي حاولت أن أغذي به أحداث الرواية بات مقنعا لدرجة أن هناك مسلمة بأنها سيرة ذاتية، وهذا نجاح يجب أن احتفي به». وحول رؤيتها الفلسفية في موضوعة علاقة الموت والحب في رواية «كمائن العتمة» حيث سيطرت هاتان الموضوعتان على مجمل الرواية؟ تقول المزروعي «صحيح، كانت علاقة الموت والحب واضحة في الرواية، ولم أحب أن تكون بهذا الوضوح، لكن هذا ما خرجت به الرواية كمنجز نهائي. لكنني أود أن أوضح أن القارئ قد ينظر لهذا المنجز نظرة مختلفة تماما عن نظرة الناقد، وفي الحقيقة هي النظرة التي أهتم بها دوما، وأتمنى أن أنجح في الوصول لها». وحول نتاج المزروعي المتعدد وأين تجد نفسها في الشعر، أم القصة القصيرة أم المسرح أم السيناريو أم في الرواية أم في الكتابة للأطفال، كونها قد كتبت في هذه الأجناس الأدبية وأصدرت أعمالاً بها؟ تقول «إن جميع ما يصدر لي أعتبره جزءاً من كياني وأنفاسي، وله الأهمية، لكن سأكشف سرا، هو أنني عندما أبدأ الكتابة لا أعلم ما الذي اكتبه!! فعلاً لا أعرف هل هي قصة قصيرة أم تطول لتصبح رواية، أم أن النص بقدرة قادر يتحول لشعر، أم أدحرجه حتى يكون مقالة أو سيناريو وحوارات، لعلي من خلال هذه الجزئية أوضح أن المهم أنني أكتب، لا زلت أتنفس بمعنى أصح، بغض النظر عن التصنيف والتلوين». ومن يقرأ بناء شخصيات «كمائن العتمة» يجد تضمينات قد تكون كلاسيكية أي ليس فيها بريق كما في قصة الطبيب عبدالرحمن وزوجته وعلاقته بسارة وشخصية حمود العابرة، بينما تألقت فاطمة المزروعي في بناء شخصية «أم عمر»؟ وحول هذه الجزئية تقول «إنني متأكدة من نقطة أساسية، وهي أنني كتبت بألم ومحاولة وضع نفسي كروح وعقل في نفس منطق بطل الحدث وحاولت بكل جهد أن أكون هو، أنا، بكل التفاصيل، وقد أكون نجحت في مكان واخفقت في موقع آخر، وهذا شيء يؤلمني جدا». ولأن رواية «كمائن العتمة» قد بنيت على موضوعة «التذكر» وفعل الماضي «كان» والتنويع عليهما، فإن قارئ العمل يتساءل لماذا لم تتناول المزروعي بنية حاضر السرد ومواجهات الساردة لعلاقاتها الآن؟ وهل العودة إلى ماضي الشخصية هو بمثابة البحث عن بنية الجذور في مكونات الشخصية العميقة؟ وفي هذا الصدد تقول المزروعي «لا، إطلاقاً إذ أن ما ذهبت له كان معولي النقدي للرواية بعد نشرها بنحو شهر، وأن هذه الجزئية غابت عن الرواية، لكن هذه الآلية حققت لي فائدة قصوى ومهمة، فقد تمكنت من أن أعيش ماضي الشخوص ومحاولة التفكير بمنطقهم نفسه، ثم أن هيكل الرواية الذي بدأ يتضح ويأخذني كان يسير بمحاذاة الماضي والاسترجاع، لذا غلب هذا الجانب، لم يكن هناك شيء يدعو للمستقبل، لا آمال ولا طموحات، إذ أنها ثنائية الموت والحب». المستقبل القريب والتساؤل الملح حال قراءة هذه الرواية وهو هل استطاعت فاطمة المزروعي أن تضيف شيئاً جديداً لروايتها الأولى «زاوية حادة»؟ ترد المزروعي وتقول»بكل صدق حاولت، لكنني اليوم اكتشفت أن محاولتي ليست بالضرورة تكون ناجحة، فأنا مطمئنة تماما للخط الذي أسير عليه، وعلى طريقة إنتاجي وتقديم المنجز، بعد ذلك تأتي مهام النقاد، وتأتي مهمة القارئ، وهو الذي سيحدد إذا كانت كمائن العتمة مختلفة وفيها إضافة أم لا وقد أتعاطف مع نفسي، ومع الشخوص التي شاركتني ليالي طويلة فأقول إنها مختلفة، لكنني لا أستطيع، ساترك الإجابة للقارئ». واخيراً تقول فاطمة المزروعي حول نتاجها المتوقع وعلى أي حقل إبداعي تشتغل الآن أو على الأقل في المستقبل القريب؟ «ما دمت أكتب فأنا لازلت أتنفس وما دمت أتنفس، فأنا أكتب، والذي سينتج عن هذه الثنائية، سيكون بالنسبة لي إعلانا عن وجودي بأي صنف، كتاب نقدي، شعر، رواية، قصة قصيرة، قصص للأطفال، أي شيء ،أي شيء، يقول بأنني لا زلت أتنفس».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©