السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوناطراك الجزائرية تزاحم في سوق الطاقة الإسبانية

سوناطراك الجزائرية تزاحم في سوق الطاقة الإسبانية
16 مايو 2008 22:49
ظل الجدل الدائر بشأن أمن الطاقة الأوروبي ينصب في السابق على مسألة اعتماد شمال القارة العجوز على الغاز الروسي، بينما يتمحور أيضاً على اعتماد جنوب القارة المكثف على الغاز الجزائري· إلا أن هذا الأمر أصبح في طريقه إلى التغير· وأصبحت الجزائر في الشمال الأفريقي أحد أكبر مزودي الغاز إلى ايطاليا واسبانيا وفرنسا والبرتغال وتركيا· ويبدو أنها سوف تكتسب المزيد من الأهمية عندما يتم اكتمال تمديد خطين جديدين للأنابيب - أحدهما الى إسبانيا وفرنسا والآخر إلى ايطاليا في خلال فترة الثمانية عشر شهراً المقبلة· وبمجرد ان يدخل هذان الخطان مرحلة الخدمة فإن شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية للنفط والغاز سوف تتمكن لأول مرة من تسويق الغاز في جنوب أوروبا بدلا عن تزويده فقط· وهو الأمر الذي سيضعها في منافسة مباشرة مع كبار المزودين المحليين مثل شركة غاز ناتشورال الإسبانية· وحتى الآن، فإن إيطاليا لم تعمد الى وضع العراقيل والمعوقات أمام دخول شركة سوناطراك الى سوقها المحلية للغاز· إلا أن الشركات الإسبانية الموزعة للغاز حاولت جاهدة -ولكنها فشلت حتى الآن- العمل على ابعاد الشركة الجزائرية من داخل حدودها الاقليمية· وأدى هذا الخلاف الى توتير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل ان يتم التوصل الى حل لمصلحة الجزائر عندما هددت شركة سوناطراك بإلغاء مشروع خط أنابيب ''ميدجاز'' إلى إسبانيا· علماً بأن اسبانيا استوردت 37 في المئة من احتياجاتها للغاز في العام الماضي من الجزائر ولكن الخلافات بين الجزائر وإسبانيا شهدت المزيد من التوتر -بالاضافة إلى مسألة النزاع بشأن عملية التسويق- حيث عمدت الجزائر الى إلغاء عقدين يختصان بمشاريع تطوير الغاز في سبتمبر الماضي· كما دخلت شركة سوناطراك أيضاً في نزاع مع شركة جاز ناتشورال المستوردة الأكبر للغاز في اسبانيا حول الأسعار وبشكل يمكن ان يؤثر على الامدادات الطويلة المدى، وتدعي جاز ناتشورال أن الجزائر أصبحت تستغل اعتماد إسبانيا عليها في واردات الطاقة عبر الحصول على مزايا تنافسية غير عادلة· بل إن بعض التنفيذيين في قطاع الطاقة الاسباني ذهبوا الى أبعد من ذلك عندما وصفوا شركة سوناطراك بأنها ''جاز بروم الشرق الأوسط'' لأنها تتبنى نفس التكتيكات الاستغلالية والمجحفة التي تنتهجها الشركة الروسية المنتجة للغاز· ولكن الحكومة الاسبانية فيما يبدو لا تتقاسم هذه المخاوف مع الشركات، اذ يقول أحد كبار الدبلوماسيين ''إن الجزائر تعتبر شريك يتمتع بكامل المصداقية ولا أعتقد أن هذه الدولة سوف تلجأ في أي وقت من الأوقات لاستخدام الطاقة كسلاح جيوسياسي أو تهدد بقطع الامدادات الى دول بأكملها كما فعلت شركة جاز بروم''· ويعتقد محللون مستقلون أيضاً أن إسهام شركة سوناطراك في السوق الاسبانية يعتبر خطوة جيدة من شأنها أن ''تسمح لشركة سوناطراك بتوزيع الغاز في اسبانيا وبشكل لن يقلل من أمن الطاقة الاسباني ويزيل المخاوف من أي قطع للإمدادات في المستقبل لدواع سياسية''، كما يقول بول ازبيل محلل الطاقة في معهد ريال ايلكانو في مدريد· أما شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري، فقد أكد من جانبه أن اعتماد جنوب أوروبا على الطاقة الجزائرية أمر لا يخلو من الحساسية، مشيراً في أحد اللقاءات الصحفية الى ان المشكلة الروسية مع أوكرانيا قد نجمت عنها الكثير من المخاوف من ان جميع الشركات في الدول المنتجة سوف تتجه للسيطرة على الموارد والاسواق الأخرى· ولكن الوزير أعرب أيضاً عن اعتقاده بأن الشركات المهيمنة على الاسواق في دولها مثل شركة جاز ناتشورال هي التي تتعمد اثارة هذه المخاوف لأنها لا ترغب في فقدان موقعها المتميز في السوق، ومضى يقول ''من الواضح أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إبعادنا من السوق الاسبانية''· وفيما يختص بالنزاع على الأسعار مع شركة جاز ناتشورال، ذكر خليل أن الشركة الاسبانية فشلت في الالتزام بشروط العقد الطويل المدى الموقع في عام ،1995 أي عندما كانت الأسعار في مستوى 15 دولاراً للبرميل مقارنة بسعر يزيد الآن على 125 دولاراً· ومضى يشير إلى أن الشركة الاسبانية رفضت الانصياع الى أحد الشروط في العقد والذي يسمح بوضوح الى امكانية اعادة التفاوض على أسعار الغاز متى ما شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً· علماً بأن هذا النزاع تم رفعه الى احدى المؤسسات التحكيمية الدولية· وذكر الوزير الجزائري أيضاً بأن طرد شركتي ريبسول وجاز ناتشورال مجموعتي الطاقة الاسبانيتين من مشروع غاز الطويل في العام الماضي تم لأسباب تتعلق بالتأخيرات وازدياد التكاليف وليس لأسباب سياسية أو وطنية ضد اسبانيا· أما عن المخاوف بشأن إمدادات الطاقة، فقد ذكر خليل أن قطع الامدات متى ما حدث يمكن ان يؤثر على الطرفين، إذ إن الجزائر تعتمد على أوروبا بقدر أكبر من اعتماد أوروبا عليها، حيث إن 90 في المئة من صادرات الجزائر من الغاز تذهب الى أوروبا· نقلاً عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©