الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنود مجهولون في توصيل مساعدات دارفور

30 يونيو 2009 02:57
يمارس السائقون السودانيون واحدة من أخطر المهن في العالم مقابل أجر يقل عن الإعانة الاجتماعية في الدول الغربية، ويواجه هؤلاء الجنود المجهولون مخاطر الخطف والسرقة لنقل المؤن إلى ملايين النازحين في دارفور. ويروي سليم كيدوم ببساطة كيف تعرض للخطف ويقول «كنا قد انتهينا من تسليم المساعدات الغذائية إلى النازحين وبدأنا طريق العودة عندما اعترض مسلحون القافلة وسرقوا شاحنتين، وكنت السائق الذي يتقدم القافلة فاختطفوني». واختطف سليم، وهو من إقليم كردفان (وسط السودان) العام الماضي من قبل مجموعة مسلحة في مناواشي، على الطريق بين نيالا والفاشر إحدى أخطر الطرق في دارفور. ويضيف «بقينا 5 أيام في مكان ثم نقلنا إلى مكان آخر، حيث مكثنا 6 أسابيع. وبقينا طوال فترة احتجازنا تحت شجرة، وكان ذلك في موسم الأمطار، ثم أطلقوا سراحنا بعدما أخذوا كل ما نحمل من نقود ووقود، ولكنهم أعادوا لنا ترخيص القيادة». ويعتبر سائقو دارفور هدفاً مفضلاً للصوص والمتمردين؛ لأنهم يحملون في شاحناتهم مؤنا ووقوداً يتم بيعهما بسعر مرتفع في السوق السوداء. وإذا كانت عمليات الخطف النادرة للعاملين في منظمات الإغاثة تحظى بتغطية إعلامية واسعة، فإن خطف السائقين السودانيين لا يسمع به أحد في معظم الأحيان رغم أنه يحدث كثيرا. وطبقا للمعطيات المتوافرة لدى الأمم المتحدة، فإن 250 شاحنة تابعة لمنظمات غير حكومية والأمم المتحدة أو لأفراد متعاقدين مع وكالات الأمم المتحدة هوجمت خلال 2008 وخطف منها 200 شخص. ويتذكر موسى حامد موسي وهو ميكانيكي سيارات يعمل مع برنامج الغذاء العالمي أنه اختطف «وكان أحد الخاطفين يضربني بمقبض البندقية في ظهري لإجباري على عبور أحد الأودية، ولكنني غافلتهم وتمكنت من الفرار». ويتولى برنامج الغذاء العالمي، إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة، نقل المساعدات الغذائية من ميناء بورسودان (شرق) إلى دافور، حيث تقوم منظمات غير حكومية بتوزيعها. وخفت حدة النزاع بين الحكومة السودانية والمتمردين العام الماضي ولكن قطاع الطرق نشطون في دارفور، حيث يعيش 2,7 مليون نازح على المساعدات الغذائية. ويقول عيسى الذي يجلس مع بقية السائقين في أحد المقاهي بالقرب من الطريق الرئيسية المؤدية إلى نيالا «إن الطريق شمال نيالا هو الأخطر ولكننا لا نخاف». ويضيف بفخر «أنا أملك شاحنتي». ويقوم برنامج الغذاء العالمي بنقل جزء كبير من المساعدات عن طريق شركات سودانية للنقل، كما أنه يتعاقد مع سائقين عبر شركات توظيف لقيادة الشاحنات التي يملكها. ويقول محمود محمد على وهو سائق يعمل مع شركة تتولى التعاقد مع السائقين نيابة عن برنامج الغذاء العالمي «إنني أكسب 1200 جنيه سوداني شهريا تقريبا (500 دولار). ويضيف «إنه مرتب جيد مقارنة بما تدفعه شركات النقل الخاصة». ولكن العديد من السائقين يتمنون أن يتم توظيفهم مباشرة في برنامج الغذاء العالمي إذ يعتقدون أن شركات التوظيف تحقق أرباحاً طائلة من دون أن تواجه أي مخاطر.
المصدر: نيالا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©