قطاع السيارات الأميركي يستعيد جزءاً من عافيته

شهد شهر فبراير الماضي نشاطاً ملحوظاً في حركة مبيعات السيارات في أميركا، وذلك بعودة قوة الطلب لمعارض السيارات بعد عامين من الكساد. وحققت “جنرال موتورز” أفضل نتائج لها في ذلك الشهر، حيث ارتفعت مبيعات موديلاتها الأربعة بنسبة قدرها 49%، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي. وارتفعت مبيعات الأفراد بنسبة 70% لتسجل أعلى معدل ارتفاع شهدته الشركة في تاريخها. وفي غضون ذلك، ارتفعت أيضاً مبيعات كل من “تويوتا” و”كرايزلر” وشركة “فورد”. ويقول دون جونسون نائب مدير عمليات المبيعات الأميركية في “جنرال موتورز”: “يعود الفضل في النجاح الذي حققناه في أول شهرين من العام الحالي، إلى وجود السيارات المناسبة وقوة الإعلان والتسويق الذي يستهدف المستهلك”. وأعلنت “جنرال موتورز” عن أعلى معدل طلب لها على سياراتها الجديدة التي تتضمن: “شيفروليه إيكونوكس”، و“سيلفرادو أتش دي”، و“كروز”، و“فولت”. كما ارتفعت في فبراير أيضاً مبيعات السيارات التي تجمع بين العائلية والرياضية والتي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود. وجاءت زيادة المبيعات مع ارتفاع آمال المستهلك الأميركي، فيما يتعلق باقتصاد بلاده بالرغم من ارتفاع أسعار النفط. وبلغ معدل سعر جالون البنزين مؤخراً 3,15 دولار، وهو أعلى معدل له منذ عام 2008. كما ارتفعت أسعار البنزين خلال السنة الماضية بنحو 13,4%، وذلك وفقاً لآخر البيانات الواردة عن مؤشر أسعار المستهلك. ويقول دان شينج، المسؤول عن نشاط السيارات في مؤسسة “أيه تي كيرني” الاستشارية، “يحتاج الناس لشراء السيارات نسبة للانخفاض الشديد في سعر الاستبدال خلال السنوات القليلة الماضية. وشهد طلب السيارات الجديدة إقبالاً كبيراً نتيجة لزيادة أسعار السيارات المستعملة بشكل كبير”. وارتفعت مبيعات “تويوتا” السنوية بنسبة قدرها 42% بالرغم من ضعف الطلب في قسم “لكزس” نسبة للتراجع العام على سيارات الركاب الصغيرة. ويذكر أن مبيعات “فورد” ارتفعت بنسبة قدرها 14% في ظل ارتفاع الطلب على السيارات الصغيرة بأكثر من الضعف مقارنة بالسنة الماضية. وبذلك تتفوق على “كرايزلر” التي أعلنت عن ارتفاع قدره 13% في مبيعات موديل نصف النقل المعروف باسم “رام”. ويقول كين كوزوباي نائب مدير التسويق والمبيعات والخدمات في أميركا “عاد اهتمام المستهلك بالسيارات التي تتمتع بكفاءة الوقود مرة أخرى، وذلك في أعقاب ارتفاع سعر النفط، واستمرار ارتفاع أسعار الجازولين”. وتتوقع مؤسسة “جي دي بور” أن يشهد العام الحالي مبيعات قوية بالنسبة لقطاع السيارات في أميركا بنسبة ربما ترتفع بنحو 15% مقارنة بالعام الماضي. ويقول جون هيمفري نائب مدير عمليات السيارات في المؤسسة “تعتبر بيئة البيع بالتجزئة المدفوعة بالنموذج التجاري الجديد والذي ينتهجه قطاع السيارات حالياً، من البوادر التي تشير إلى عام مبشر”. نقلاً عن: “فاينانشيال تايمز” ترجمة: حسونة الطيب