الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الخط البياني للأجانب الدوليين يتراجع في «بورصة دورينا»

الخط البياني للأجانب الدوليين يتراجع في «بورصة دورينا»
5 مارس 2011 22:25
الأرقام تكشف دائماً عن ظواهر، قد تبدو جديدة أو غريبة، كما يراها البعض، لكن حقيقة الأمر إنها لا تحمل هذه الصفة، فهي تختفي خلف أسوار من تجاهلها، وفي أوقات كثيرة يبدو التجاهل متعمداً لقصور في جزئية ما أو دون قصد في أوقات أقل. الإعلام بصفته المرآة العاكسة للمجتمع ولهذه الظواهر سواء كانت إيجابية أو سلبية مطالب دائماً بالكشف عنها، فالإيجابية منها يظهرها لنشرها بشكل إيجابي، والسلبية بهدف علاجها والحد منها. كرة القدم عالم مليء بالكثير من الظواهر بشكل عام، وفي وسطنا الكروي اعتدنا دائماً العمل في خطين متوازيين لمدح الإيجابيات وعلاج السلبيات، ولعل دخول كرة الإمارات عالم الاحتراف للموسم الثالث على التوالي ولد الكثير من الظواهر التي يجب التوقف عندها، وعلى رأسها المحترفون في دورينا الذين أصبحوا صداعاً في رأس الجميع، سواء مسؤولين في الأندية أو اتحاد كرة ورابطة المحترفين أو حتى المشجع العادي. الأحاديث عن اللاعبين الأجانب كثيرة، مرة عن أسعارهم، وأخرى لتقييم نجاحهم وفشلهم، وثالثة عن أسس اختيارهم. وكعادتها “الاتحاد” قررت التطرق لجانب آخر عن أجانب دورينا، وبالبحث والتدقيق وجدنا أن نسبة اللاعبين “الأجانب” الدوليين بأنديتنا لم يتجاوز 11%، فمن بين 36 لاعباً يلعبون في 12 نادياً بدوري المحترفين، بواقع ثلاثة لاعبين لكل نادٍ، وجدنا أربعة فقط، هم الدوليون، وثلاثة منهم من اللاعبين العرب، وهم العُماني فوزي بشير الذي يلعب لبني ياس، والعراقي مصطفى كريم الوافد الجديد لنفس النادي، والعُماني محمد الشيبة الذي يلعب للوصل، ولاعب واحد فقط من قارة أفريقيا، هو الغيني إسماعيل بانجورا، لاعب النصر، وبعقد مقارنة بين مواسم الاحتراف الثلاثة، نجد أن هذا الموسم، هو الأقل، فالموسم الماضي تواجد 14 لاعباً دولياً من بين الأجانب بنسبة 38% من العدد الإجمالي، أما الموسم الأول للاحتراف، فتواجد فيه سبعة لاعبين من أصل 36 بنسبة 19% من المجموع العام. ولأن شهرة اللاعب المحترف، تعتبر دائماً المرآة العاكسة، لأي دوري على مستوى العالم، وتحدد الكثير من الأمور الفنية والتسويقية والجماهيرية، كان لابد من وقفة عند تلك الظاهرة سواء بتحليلها ومعرفة مدى تأثيرها على المسابقات المحلية، ووضع أطروحات للعمل على زيادة اللاعبين الكبار بدورينا. “الاتحاد” بدورها حرصت على الغوص في أعماق هذه الظاهرة من خلال آراء المتخصصين، الذين تم طرح بعض الحلول عليهم في مقدمتها، وضع قيود من جانب الجهات المسؤولة على الأندية في مسألة اختيار اللاعبين الأجانب، والسير على نهج العديد من الدول الكبرى مثل انجلترا مثلاً أو حتى التلويح بخوض تجربة شبيهة بما حدث في الدوري القطري بتوحيد جهة الصرف التي تتعاقد مع الأجانب من خلال شروط محددة، وتقييم اللاعب على أساس سيرته الذاتية. المثير أنه عند طرح القضية على المتخصصين اتفقوا جميعهم على رفض وضع قيود في الوقت الراهن على الأندية عند التعاقد مع اللاعبين الأجانب، وبرروا ذلك بضرورة السعي وراء الاهتمام بأمور تطويرية أخرى، خاصة بمسابقة الدوري، وإن هذه الخطوة يجب أن تأتي في نهاية مراحل التطوير لا في بدايتها، ورفضوا جميعهم التقليد الأعمى لتجارب أجنبية مثل الدوري الإنجليزي الذي انتهج هذه الطريقة بعد مرور سنوات طويلة من تطبيق الاحتراف. كما أكدت بعض الآراء على أن التجربة القطرية تختلف شكلاً ومضموناً عن تجربة دورينا، نظراً لسهولة توحيد الجهة التي تتولى التعاقد مع الأجانب هناك، في حين أن توحيدها بدورينا، أمر صعب. وقالت نفس الآراء إن العامل المادي له أثر كبير في عدم القدرة على استقدام لاعب أجنبي من العيار الثقيل، فسعر لاعب واحد ربما يساوي ميزانية نادٍ، وقالت آراء أخرى إن دورينا ضعيف فنياً وتسويقياً للدرجة التي لا يمكنه أن يجذب النجوم نحوه، ورأى آخرون أن المحترفين غير الدوليين هم أكثر فائدة للمسابقة من النجوم الكبار في الوقت الراهن، كل ذلك تمت مناقشته من خلال عرض الظاهرة والحصول على الآراء التالية، فضلاً عن سرد التجربتين الإنجليزية والقطرية. وأكد محمد مطر غراب عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم وعضو اللجنة الفنية في النادي الأهلي، أن مسألة اختيار اللاعبين الأجانب في حاجة إلى إعادة نظر من كل النواحي، لكنه في الوقت نفسه نفى إمكانية وضع شروط أمام الأجانب للتواجد في دورينا. وشدد غراب على أن الأندية هي التي تتحمل اختياراتها ونوعيات اللاعبين دون أي تدخل من اتحاد كرة القدم، وقال: هناك أمور لا يمكن للاتحاد التدخل فيها على الأقل حالياً، ولكن يبقى أملنا في تطوير الأندية لنفسها من خلال اختيار أجنبي متميز. وعن مسألة حتمية اختيار لاعب دولي من عدمها، فيؤكد أنه لربما تكون ضرورية في بعض الدوريات، أو بمعنى أدق في بعض المراحل، فمن المبكر جداً الحديث عنها، فليس منطقي على الإطلاق أن أفرض شروطاً باستقدام لاعب دولي من دولة كبرى مثلاً والدوري ما زال بهذا الضعف، فالمسابقة إلى الآن طاردة للاعبين الكبار باستثناء الذين ينتهي عمرهم الافتراضي في الملاعب الأوروبية. وطالب غراب بضرورة تطوير المسابقة في البداية، والعمل وفق تطور مرحلي، ننتهي فيه من مرحلة، لنبدأ الأخرى، منوهاً إلى أن الحديث عن وضع شروط أمام اختيار اللاعب الأجنبي، يأتي في المراحل النهائية، بعد الانتهاء من كل مراحل التطوير، سواء على المستوى الفني أو الجماهيري أو التسويقي. وقال: نحن نختلف عن دوريات أخرى كثيرة سواء في المنطقة أو خارجها، وضرب مثالاً بالدوري القطري الذي يفرض بعض الشروط على الأندية من قبل اللجنة الفنية، لكنه أكد أن اللجنة، هي التي تدفع للاعب الجديد، دون أن تتكلف الأندية أي أعباء مادية، لذلك فمن حقها وضع أي شروط، لكن في وضع دورينا الأندية هي التي تدفع وليس اتحاد الكرة مثلاً، ويجب أن نعرف أن كل إمارة مسؤولة عن أنديتها وهو أمر يختلف عن ما يحدث في قطر أيضاً. دوجلاس ممثل منتخب «السامبا» دبي (الاتحاد) - يعتبر البرازيلي دوجلاس دوس سانتوس لاعب الوصل، الذي ارتدى قميص “الفهود” من يوليو 2009 إلى يناير 2010، الوحيد الذي لعب في دورينا، ثم ارتدى قميص منتخب السامبا، وإن كانت مشاركته مع الوصل ليست سبباً وراء انضمامه، حيث تم اختياره، بعد رحيله إلى جريميو، وكان دوجلاس قد تعاقد مع الوصل قادماً من كورينثيانز، ولكنه لم يستمر طويلاً في “قلعة الفهود”. الأندية تأمر و«الأولمبية» تدفع في قطر دبي (الاتحاد) - تعتبر التجربة القطرية، الأبرز في المنطقة الخليجية، في مسألة استقدام الأجانب، وطالب البعض بالسير على نهجها، على الرغم من فشلها، من وجهة نظر الكثيرين، فالدوري لا يزال ضعيفاً، وتكاد مدرجاته تكون “خاوية” في معظم المباريات، إلا في القليل جداً منها، والتي لا تمتلئ مدرجاتها أيضاً. ومن باب المعرفة لا التقليد في الفشل نعرض التجربة القطرية، ففي دوري النجوم تغيرت الأوضاع أكثر من مرة، بشأن عدد المحترفين الأجانب، بصفوف كل نادٍ، ولكن لم تتغير جهة الصرف التي تتولى الأمور المادية في التعاقد مع اللاعبين. أندية قطر مدللة بدرجة كبيرة، فما عليها إلا أن تشاهد وتتابع لاعباً بعينه، وتأمر حتى يتم التعاقد معه من اللجنة الأولمبية التي تتولى عملية التفاوض وتوقيع العقود، بعد دراسة السيرة الذاتية للاعب التي تحدد على أثرها السعر المحدد له، فهناك فئات للاعبين، حيث تختلف قيمة اللاعب الدولي عن غيره، ويمكن للجنة أن تتخذ قرارها بتنقل اللاعب بين أكثر من نادٍ في الدوري حسب رغبتها والاتفاق مع النادي الذي طلب التعاقد معه منذ البداية، ويعتبر البرازيلي جونينيو لاعب الغرافة الأشهر حالياً في الدوري القطري، وعلى الرغم من القيود التي وضعتها اللجنة الأولمبية، إلا أنها لم تعد بالفائدة على الدوري.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©