الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جحيم «داعش».. مشـاهـد مروعة تطارد العائدين إلى الموصل

جحيم «داعش».. مشـاهـد مروعة تطارد العائدين إلى الموصل
22 مارس 2018 21:43
الموصل (رويترز) بالنسبة لسكان المدينة القديمة في الموصل تمثل العودة للمدينة تدريباً على محاولة النسيان. فشوارعها تحمل آثار الأهوال التي مروا بها، سواء خلال الحكم الوحشي لتنظيم «داعش»، أو على مدار تسعة أشهر من المعارك الشرسة التي خاضها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة المدينة من الإرهابيين. وقالت أم عبد الله، وهي تتجول في الحي الذي عادت إليه في يناير: «في هذه الزاوية جلد داعش أولادي لتحدثهم في غير دورهم، وفي هذه الزاوية قتلوا أبي عندما حاول منعهم». ويبعد الموقع كيلومترات قليلة عن منزلها في حي باب الجديد. ورغم خلع الباب الأمامي لم يهدم المنزل مثل غالبية المنازل الأخرى بالشارع. وفي حين كانت تعيش 40 أسرة سابقاً في ذلك الحي، لم يعد منها إلا ثلاث أسر فقط الآن. وتؤكد أم عبد الله أنها عادت على مضض إلى الحي الذي لا توجد به كهرباء ولا مياه جارية، لأن الوضع به أفضل حالاً من مخيم اللاجئين الذي كانت تعيش فيه من قبل. وعلى بعد بضعة شوارع، قالت «أم رسل» إنها عادت أيضاً في الآونة الأخيرة إلى الحي الذي أصيب فيه زوجها خلال غارة جوية. وأضافت: «بعض جيراننا لا يريدون العودة، فهم يقولون إنهم لا يزالون يعانون ذكريات أليمة مما مروا به ولا يمكنهم العودة». وتابعت: «لكن كان علينا أن نعود، فلم يكن لدينا خيار آخر». وقبل العودة كانت أم رسل تعيش في الجزء الشرقي من الموصل، المعقل الرئيس لـ«داعش» في العراق، الذي تعرض لأضرار بالغة جراء القصف والمعارك. وكان كثيرون من سكان المدينة القديمة من بين آخر من غادروا الموصل. ومع اشتداد القتال في ربيع 2017، تراجع الإرهابيون أكثر إلى الداخل، حيث المباني المتلاصقة في الحي التاريخي. واستولوا على منازل بأكملها وحولوها إلى قواعد مؤقتة، الأمر الذي أجبر الأهالي على اللجوء للمخابئ تحت الأرض. وقال مؤيد، البالغ من العمر 45 عاماً: «عشنا لمدة ثلاثة أشهر في القبو، قبل أن يحرروا مناطقنا في السابع من يوليو». وأجبر مقاتلون من «داعش» يتحدثون اللغة الروسية «مؤيد» على العيش مع والدته وأطفاله وأحفاده في القبو الصغير، حيث لا توجد نوافذ، وذلك بعدما استولوا على منزله في حي الزنجيلي في الربيع الماضي. ولفت مؤيد، الذي امتنع عن ذكر اسمه بالكامل، إلى أنه «كان لديهم كل ما يحتاجونه». وذكر أنه مع عدم وجود مياه شرب نظيفة أو طعام، عاشت أسرته على طحين مخلوط بمحلول ملحي سرقه من معدات طبية لمقاتلي «داعش». وعانى مؤيد من الجوع والهزال قبل أن تطهر قوات الأمن العراقية شارعه وتنجح في إجلاء المدنيين، الذين عاشوا لشهور تحت القصف المكثف. وقال مؤيد، وهو تاجر يبيع الملابس المستعملة: «في الواقع لم يتغير شيء في البداية، وكان بوسعنا التحرك والذهاب إلى السوق والسير في الشوارع وتبادل الحديث». وكان كثير من السكان يعتقدون أنهم ارتاحوا من قوات الحكومة، والتي يقولون إنها عاملتهم معاملة سيئة، بل كانوا سعداء بالتقاط أنفاسهم من تفجيرات السيارات الملغومة التي عانوا منها منذ شنّ تنظيم القاعدة، سلف «داعش»، تمرداً استمر أعواماً. لكن سرعان ما بدأ «داعش» في بناء نظامهم الوحشي بما في ذلك إنشاء حكومة محلية جديدة. وقال مؤيد: «كنت أعيش في خوف دائم من الوقوع في مشاكل مع الشرطة الدينية أو أي مقاتل كبير يمر بجانبي». وأضاف: «إن الجرائم قد تكون صغيرة مثل التدخين أو عدم الالتزام بالملابس الشرعية». ومع بدء الحرب واشتدادها لاحقاً، منع «داعش» سكان البلدة القديمة من مغادرتها، حيث استخدموهم دروعاً بشرية لحماية الأعداد المتضائلة من مقاتليهم. وأفاد مؤيد، مستذكراً المشهد: «قتلوا أربعة أشخاص حاولوا الهروب من الحي خارج منزلي مباشرة». وأضاف: «فعلوا ذلك علانية لإجبار الناس على البقاء، ولبث الرعب في قلوبنا ولم يسمحوا لنا بإزالة الجثث حتى بدأت تتحلل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©