السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من أطايب القرية اللبنانية «عروس» اللبنة والزعتر بزيت

من أطايب القرية اللبنانية «عروس» اللبنة والزعتر بزيت
30 يونيو 2009 21:24
لا تكاد قرية او بلدة في الجنوب والبقاع اللبنانيين تخلو من أدوات الخبز العتيقة، ومنها الصاج و«الكارة» وغرف الطين القديمة المجهزة خصيصاً للخبز اليدوي. فخبز الصاج في هذه القرى يحظى بمكانة رفيعة، ويعتبر الطعام الرئيسي الذي يعتمد عليه الناس في غذائهم اليومي، الى جانب خبز الأفران، وغالباً ما يمثل خبز الصاج ثنائياً رائعاً باتحاده مع القليل من اللبنة والزعتر بزيت، فيشكلان وجبة طعام خفيفة خارج البيت تسمى «عروساً» أي الزوادة. تقول أم إسماعيل وهي تصف أهمية الخبز العربي: -قديماً كانت كل أمهاتنا يخبزن على الصاج وعلى نار الحطب، وكانت رائحة الخبز الشهية التي تنتشر في كل أرجاء الحارة، تدفعك الى الركض نحو مطبخ الخبز لتناول الرغيف ساخناً. أما اليوم فلم يبق إلاّ عدد قليل ممن يستعملن نار الحطب في تحضير الخبز. الكثيرات تحولن لاستعمال النار الناتجة عن الغاز، عوضاً عن الحطب لعدة اعتبارات، أهمها: كون الغاز ليس بحاجة كالحطب الى مكان لتخزينه، ولا يترك «قشابير» بحاجة الى تنظيفها بعد الانتهاء من عملية الخبز، كذلك هو لا يتطلب مساعدة الآخرين لجلبه من البساتين أولاً، ومن ثم تقريبه الى مكان الخبز ثانياً، في المقابل هنالك فارق في السعر، فالحطب مجاني كونه من نتاج عملية تقليم الأشجار المنتشرة بكثرة في البساتين، أما الغاز فثمنه يزداد يومياً، ولا تنسى أم إسماعيل أن تشير الى اعتماد أفراد أسرتها، وعددهم 15 شخصاً، فضلاً عن أولادهم وأحفادهم على خبز الصاج، وعدم رغبتهم بخبز الفرن. وتختم بالقول: أخبز مرتين او ثلاث في الاسبوع، ويساعدني زوجي وبناتي في جمع الحطب وحمل العجين من والى الموقد، فهذه العادة القروية العفوية والتقليدية لا يجوز الاستغناء عنها، أو دفعها نحو الانقراض. من جهتها تقول أم حسين إنَّ خبز الصاج سهل التحضير، حيث كان أجدادنا يحضرونه يومياً على الصاج فوق النار، وهذه الطريقة قديمة جداً تعود الى مئات السنين. وتشرح أم حسين: يتم رق العجين على شكل دائري كبير، قد يصل قطره الى اكثر من نصف متر، ويتكون من طبقة واحدة رقيقة، ثم يخبز على قطعة معدنية كبيرة ساخنة تسمى الصاج، ويتميز بسهولة هضمه وطيب طعمه، ويسمى هذا النوع من الخبز بخبز الرقاق او «المرقوق»، حيث يجهز على شكل طري، فتوضع كل ثلاثة أو أربعة أرغفة فوق بعضها، وتطوى وتوضع في كيس نايلون، كما يمكن أن يترك كل رغيف على حاله، ليتيبس، وتوضع الأرغفة فوق بعضها، لحين الحاجة الى استخدامها، فيُرش بالماء ويُؤكل. يعتبر خبز الصاج من أنواع الخبز العربي، وهو يصنع من دقيق القمح الكامل الصحي، حيث يعجن طحين القمح مع الماء والملح، بعدها تبدأ عملية «الترويج» أي تقطيع العجين لأحجام صغيرة، كل قطعة هي مكونة لرغيف خبز واحد بعد خبزه، ويترك العجين للتخمير. عندما يكون العجين جاهزاً للخبز، تبدأ الخابزة بتحمية الموقدة لمباشرة العملية. فتأخذ قطعــــة عجين مختمرة، وتبدأ بـ«رقها» على اللوحة، وهي عبارة عن طاولة خشبية صغيرة، ثم تأخذ العجين المرقوق وتبدأ بـ«التلويح» فتنقله من يمينها الى يســــارها، وبالعكس بحركات لمرات عديدة، حتى يصبح العجين على شكل دائرة، قد يصل قطرها الى قطر الصاج المخبوز عليه، ويصبح رقيقاً مكوناً من طبقة واحدة فقط، هي أقرب إلى الشفافية، بعدما يوضع على «الكارة» قبل إلقائه على الصاج، ريثما ينزع سلفه الرغيف الطازج عنها بعد أن يتغير لون العجين إلى الأسمر، نتيجة الحرارة العالية للصاج، ويوضع الرغيف المخبوز على «سدر» ليتراكم رغيفاً فوق رغيف حتى الانتهاء من عملية الخبز.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©