الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آلات تفهم حركات الأيدي وتستجيب للغة العيون

آلات تفهم حركات الأيدي وتستجيب للغة العيون
30 يونيو 2009 21:27
أعاجيب تكنولوجية حقيقية بدأت تظهر إلى الوجود لتوحي بتطور هائل مقبل في أسلوب تشغيل الأدوات الرقمية. ولن يمضِي إلا وقت قصير حتى تتحول الأدوات التي نستخدمها الآن إلى مجرّد ذكريات مثيرة للاستغراب والسخرية ومنها لوحة المفاتيح وفأرة الكمبيوتر. وتتعلق هذه المناحي التطورية بابتكار آلات يمكنها فهم لغة الإيماء بالأيدي أو حركة العينين لتترجمها على الفور إلى أوامر مفهومة تتصرف بموجبها. وتكمن أحدث المستجدات في هذا المجال، بتقنية ذكية ابتكرها خبراء في شركة «إلكترونيستا» وعرضت للمرة الأولى ضمن فعاليات معرض الإلكترونيات الذي نظم في لاس فيجاس بالولايات المتحدة بداية العام الجاري. تعرف هذه التقنية باسم «آي بوينت 3 دي» iPoint 3D وتهدف إلى تجسيد الصورة في الأبعاد الثلاثة وتحريكها بحسب الطلب بمجرّد الإيماء بحركات اليدين. ويقول خبراء الشركة إن هذه التقنية ستكون لها جملة من التطبيقات الصناعية والفنية ذات الأهمية البالغة. ومن المنتظر أيضاً أن تفتح هذه التقنية آفاقاً واسعة في مجال ابتداع الألعاب الإلكترونية. وتستخدم تقنية «آي بوينت 3 دي» جهازاً بسيطاً له حجم لوحة مفاتيح الكمبيوتر يوضع في السقف أو على طاولة مرتفعة أو تحت اليدين اللتين ستقومان بالعمل. وتوجد في الجهاز كاميرتان تتابعان حركة اليدين ثم تنقل مدلولات هذه الحركة إلى الكمبيوتر الذي يحوّلها إلى حركات مطابقة للصورة المستظهرة على الشاشة. ونظراً لإمكان تحريك الشكل المستظهر على الشاشة في الاتجاهات الثلاثة، فإن ذلك سيسمح باستظهاره بالصيغة المجسّدة في تلك الأبعاد. وبذلك تعوّض هذه التقنية عن استخدام النظّارات الخاصة لتحقيق الرؤية ثلاثية الأبعاد. ومن أهم خصائص هذه التقنية أنها تغني عن استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح وتجعل التحكم بزاوية النظر إلى الصورة أمراً بالغ السهولة. ولهذا السبب، تمثل تقنية «آي بوينت 3 دي» تطوراً كبيراً في تكنولوجيا التصميم بمساعدة الكمبيوتر التي لعبت خلال العقدين الماضيين دوراً كبيراً في تقصير أزمنة دورات تطوير تصاميم الأجهزة والآلات والسيارات والطائرات. وفي موضوع ذي صلة، تمكن خبير هندي في حقل الذكاء الاصطناعي يدعى مانو كومار، من ابتكار تقنية جديدة تهدف لإلغاء دور الفأرة ولوحة المفاتيح تماماً. وانطلق كومار في إنجازه الابتكاري من واقع إعاقته الجسدية بعد أن أصيبت أعصاب يده اليمنى قبل بضع سنوات بنوع من الشلل بسبب كثرة استخدام الآلة، وتعطلت أصابعه عن الحركة، وأصبح عاجزاً عن النقر على فأرة الكمبيوتر ولوحة المفاتيح• وتمكن كومار بفضل ذهنه المتفتح وقدرته على الابتكار من تحويل إعاقته إلى فوائد للمجتمع بأكمله. وكان كومار الذي يحمل شهادة دكتوراه في علم الكمبيوتر ويعمل محاضراً في جامعة ستانفورد، قرر تسخير عبقريته في ابتكار نظام يمكنه إلغاء دور فأرة الكمبيوتر ويصرفها عن أسطح المكاتب إلى الأبد• وهو يبحث الآن في المختبر عن ابتداع نظام يتألف من مجسّ ضوئي يثبت في عدسة كاميرا متناهية الصغر ويوضع في إحدى زوايا الكمبيوتر بحيث يمكنه قياس زاوية تحديق عيني الناظر إلى الشاشة ليتبيّن منها موقع أيقونة الملف الذي يريد فتحه. وعندما يثبّت المستخدم نظره على مركز الأيقونة لفترة وجيزة، ينفتح الملف تلقائياً. ويمكن تفسير ذلك ببساطة بأن الكاميرا المصوبة نحو حدقتي عين المستخدم يمكنها أن ترسم الاتجاه الحقيقي لمحور الإبصار أثناء التحديق الثابت لتحدد بعد ذلك المكان الحقيقي للملف الذي يتم النظر إليه. وتنقل الكاميرا هذه المعلومات إلى وحدة المعالجة المركزية للكمبيوتر التي تأمر بفتح الملف المطلوب. ويتشابه اسم هذه التقنية مع التقنية السابقة حيث تدعى «آي بونيت» iPoint أو «نقطة التحديق»، وقال خبراء إن من شأنها أن توفر الكثير من الوقت والجهد الذي يصرفه مستخدمو الكمبيوتر على تحريك الفأرة. وأظهرت التجارب الأولى التي يجريها كومار في هذا الصدد أن المشكلة الأساسية التي تتطلب وقتاً للتغلب عليها تكمن في صعوبة التحديق في نقطة معينة من الشاشة، ولمدة تكفي المجس الضوئي للكاميرا لتحديد الموقع الدقيق للأيقونة أو الملف الذي يتم النظر إليه• ويقول في هذا الشأن: تكمن المشكلة الأساسية التي تقف عائقاً أمام تحقيق هذه الفكرة في أن العين البشرية لا يمكنها أن تبقى ثابتة تماماً أثناء التحديق؛ فهي بمعنى أكثر وضوحاً عاجزة عن التحديق باتجاه نقطة واحدة تقع على سطح مستوٍ من دون أن تهتز، وتمكن من التغلب على هذه المشكلة من خلال ابتداع برنامج تطبيقي «سوفتوير» يمكنه إغفال تأثير الحركات الاهتزازية الثانوية التي تكررها العين من دون انقطاع، وتركيز النظر على الملف المطلوب من أجل فتحه، وبهذه الطريقة يمكن للمجس الضوئي أن يستنتج المحصلة العامة لمحور التحديق المشترك للعينين وبما يكفي لفتح الملف الذي ينظر باتجاهه مستخدم الكمبيوتر• ومثلما جرت عليه العادة في مثل هذه الحالات، فإن كومار يأمل الآن بتحويل اكتشافه هذا إلى فكرة صالحة للاستثمار التجاري على نطاق واسع من خلال بيع «علبة البرنامج التطبيقي» أو «السوفتوير» للشركات الكبرى المتخصصة ببيع خدمات التطبيقات الحاسوبية، إلا أنه يفضل الآن التريّث قليلاً حتى يتمكن من استكمال بحوثه حول الموضوع، وخاصة في ما يتعلق بتخفيض هامش الخطأ في التحديق مما سيسمح للمستخدم بتوفير الكثير من الوقت أثناء العمل على فتح الملفات وإغلاقها• ويمكن للمرء أن يستخلص من مثل هذه التطورات السريعة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في تشغيل الأجهزة سيكون لها دورها الحاسم في تبسيط أساليب استخدام الآلات بشكل عام وتنويع مجالات الاستفادة منها. • عن موقع engadget.com
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©