السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدينة فاضلة من صنعنا

30 يونيو 2009 21:29
أراد أفلاطون أن يرسى مبدأ المدينة الفاضلة ذات المواصفات المثالية والتي تسمو لدرجة النموذجية برؤية خاصة تسعى لتغيير الواقع وإلباسه ثوب المثالية، لكنه فشل في تحقيق ما يصبو إليه لتناقض النظرة المثالية مع الواقع الحقيقي المثقل بأنماط سلوكية تساعد في التمرد على قبولها .وقد عمد إلى إرساء دعائم تلك المدينة الفاضلة، رغبة في تصحيح الواقع المرفوض وأملا في نموذج متكامل غاية في المثالية بعيدا عن رواد المشاكل وكل مايثيرها وبدا ذلك واضحا في اهتمامه باستعادة التوازن المفقود بين الطبقات المختلفة بمعايير نموذجية من الناحية الاجتماعية والسلوكية والنفسية. و مالم يستطع أفلاطون تحقيقه، نستطيع تحقيقه نحن ولا أقصد هنا المثالية المطلقة التى تخرج عن نطاق الواقع والمعقول أو التي تحرم صاحبها من حقه في الحياة لكن بمقدورنا أن نجعل من أنفسنا مدنا فاضلة فأحيانا مايشعر المرء بالنظرة الثاقبة لأفلاطون خاصة عندما يعجز عن التكيف مع النموذج المقلوب داخل المجتمع وتتنافر كثيرا من مبادئه وقيمه والتزامه برقابة الضمير مع بعض المعاقين أخلاقيا الذين اعتادوا على الكذب والنفاق الاجتماعي ، حينئذ يشعر الفرد بالغربة النفسية ويبني في خياله مدينة فاضلة تشبع نهمه فيما افتقده من الواقع وتزيده صبرا على التمسك بمبادئه وتحدي الآخر. لذا يجب أن تكون بذاتك مدينة فاضلة ولن يتأتى ذلك إلا بالرغبة والاقتناع بمبادئ تلك المدينة في أخلاقك واحترامك للشرائح الاجتماعية المختلفة، دون تعصب أو انحياز،و بالتزام الصدق، والنفور من الغش بكافة أنواعه اللفظي والمادي والفكري،وعدم اللجوء للتقليد الأعمى الذي يسبب الكثير من المشاكل . محمد زكريا النجار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©