الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون الآباء إلى تشجيع أبنائهم على الصحبة الصالحة

خطباء الجمعة يدعون الآباء إلى تشجيع أبنائهم على الصحبة الصالحة
17 ابريل 2010 00:39
نبّه خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، الآباء إلى ضرورة تشجيع أبنائهم على صحبة الأصدقاء المستقيمين الذين يدلون على الخير والصواب، ونصحهم بالبعد عن صحبة السوء؛ لأن الصديق مرآة صديقه، وقد قال لقمان الحكيم لابنه: من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصحب الصاحب الصالح يغنم. وأكد الخطباء وجوب أن يتخذ الإنسان صاحباً يعينه على فعل الخيرات ويتحلى بالدين ومعاملة صاحبه باللين والتواضع والصدق وبذل المعروف، والصفات النبيلة من العقل والمروءة والأخلاق المحمودة، امتثالاً لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”. وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة إن الصحبة الصالحة نعمة كبرى من الله تعالى، فهي سبب لقرب العبد من ربه، وهي عون للإنسان على الوصول إلى الخير وفعله، ومانع يمنع الإنسان من الشر والوقوع فيه، بها تقضى الحاجات بإذن الله تعالى، وبقدرها يبعد الشيطان عن أصحابها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد”. وأوضح الخطباء أن الصحبة الصالحة هي التآلف والتعامل الحسن الذي يكون بين الصديقين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف”. وحثوا على اختيار الصديق الصالح الإلف المألوف اللين الجانب الذي يمتثل لمكارم الأخلاق ويعمل بها ويدعو لها، التقي النقي الصفي، الذي يشعر بصديقه يفرح لفرحه ويحزن لحزنه. وتابع الخطباء: فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر، فقال “إن عبداً خيرّه الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده، فاختار ما عنده”. فبكى أبو بكر، وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فعجبنا له... فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أمن الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر”. وأشار الخطباء إلى أن الله تعالى أثبت صحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في كتابه، فقال سبحانه “إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن”، كيف شعر بقرب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه صادق في محبته وصحبته للرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً. وأكد الخطباء أن خير الأصحاب لأصحابه ولمجتمعه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو دائم النصح لأصحابه إلى ما فيه خيرهم، وهو المثل الأعلى لهم في نفعه للناس وللمجتمع كما وصفته السيدة خديجة رضي الله عنها بقولها: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ولفت الخطباء إلى أن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم عادت بالخير والبركات على أصحابه وذويه ومجتمعه، لذا حرص الصحابة رضي الله عنهم على صلاح الصحبة المبنية على النصيحة والإرشاد إلى الخير والهدى والطريق المستقيم والوسطية الجميلة، فكانوا يعينون أصدقاءهم على قضاء حوائجهم عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”. وكانوا إذا رأوا صديقاً يحتاج إلى نصح نصحوه أو إلى إرشاد أرشدوه”. ونبه الخطباء إلى أن الإنسان يتأثر بأصحابه سلباً أو إيجاباً، ويعرف بين الناس بصفات من يقارب، وتنسب إليه أفعال من يصاحب، قال النبي صلى الله عليه وسلم “الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”، مشددين على أنه من كمال الصحبة الصالحة وأثرها الطيب على الفرد والمجتمع أنها عون للأصحاب على فعل الخيرات، فالصاحب الصالح يحرص على إفادة صاحبه وعدم ضرره، قال صلى الله عليه وسلم “خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه”. الصحبة الصالحة سبب عظيم للسعادة دعا أئمة المساجد في خطبة الجمعة الثانية أمس، إلى تقبل الصاحب إن فعل فعلاً شائناً أو ارتكب جريمة فعوقب عليها بالسجن ثم أفرج عنه، ليواجه الحياة مرة أخرى، ومعاملته معاملة حسنة، وفتح أبواب العمل له حتى يحيا بيننا حياة طيبة. وحث الخطباء على مساعدة هؤلاء على التكيف وعدم الهيبة من مواجهة المجتمع وخوف الفشل، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.وقال الخطباء إن الصحبة الصالحة سبب عظيم من أسباب السعادة والنجاح وتحقيق التقدم والرقي، وهي التي تفتح أبواب الخير للناس والمجتمع “فإذا استعان بك صاحبك على قضاء حاجة من حوائجه فأعنه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا رأيته على خطأ فدله على الصواب ولا تنفر منه”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©