الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انقلاب هندوراس...أصداء جديدة في أميركا اللاتينية

انقلاب هندوراس...أصداء جديدة في أميركا اللاتينية
30 يونيو 2009 21:38
يوم الإثنين الماضي، تعهدت الحكومة الجديدة في هندوراس بالبقاء في السلطة رغم التنديد الدولي المتنامي للانقلاب الذي قاده الجيش وأطاح بالرئيس مانويل زيلايا. وفيما اجتمع قادة أميركا اللاتينية في نيكاراجوا مطالبين بعودة الرئيس المخلوع إلى منصبه، خرج المئات من المتظاهرين إلى الشارع احتجاجاً على الإطاحة بالرئيس لكنهم قوبلوا بالقنابل المسيلة للدموع والجنود الذين أحاطوا بالقصر الرئاسي، وفي أثناء ذلك أمرت الحكومة الجديدة بإخلاء الشوارع من المحتجين، وأغلق التجار أبواب المحلات، كما سارع السكان إلى دخول بيتوهم قبل التاسعة مساء بعدما فرضت السلطات حظراً عاماً للتجول. ورغم استنكار الولايات المتحدة وحلفائها للانقلاب العسكري كانت أقوى الأصوات المعارضة بما صاحبها من تهديد بالتدخل العسكري تلك الصادرة من الرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز الذي ترأس قمة ضمت حلفاءه من «اليسار» في نيكاراجوا، وطالب بعودة الرئيس «زيلايا» إلى الرئاسة وإنهاء الانقلاب على الفور. وقد حرض الرئيس الفنزويلي، الذي قاد بنفسه انقلاباً فاشلا في العام 1992 ونجا من آخر في عام 2002، الشعب في هندوراس على التمرد والتعبير عن رفضهم للحكومة الجديدة التي حلت محل الرئيس المخلوع قائلا «إننا نؤكد لمنظمي الانقلاب بأننا على استعداد لدعم تمرد يقوده الشعب في هندوراس، وفي الأخير سيهزم الانقلابيون». وقد أمضى شافيز يوم الإثنين الماضي في مدينة «مانجوا» بنيكاراجوا مجتمعاً بقادة الإكوادور وبوليفيا والبلد المضيف، فضلا عن دول أخرى تساند الرئيس المخلوع وتطالب برجوع الشرعية إلى السلطة المنتخبة»، وأضاف شافيز خلال الاجتماع «علينا اتخاذ موقف حازم، فنحن لن نسكت عن ما يجري حتى يعود خوسي مانويل زيلايا إلى السلطة ومن دون شروط». وفي أول رد فعل على الانقلاب تعهدت ثلاث دول مجاورة لهندوراس وهي جواتيمالا والسلفادور ونيكاراجوا بتعليق تجارتها البرية مع هندوراس ليومين متتاليين، حيث وصف رئيس نيكاراجوا، دنيال أورتيجا، تعليق التجارة البرية في بيان قرأه أمام القادة المجتمعين يوم الإثنين الفائت بـ «الخطوة الأولى» ضد الحكومة الجديدة، وفي السياق نفسه، أعلن شافيز أن بلاده ستوقف شحنات النفط التي كانت تستفيد منها هندوراس بشروط تفضيلية، وتعهد في الوقت نفسه «بالإطاحة» بالحاكم الجديد «روبرتو ميتشيليتي»، أحد قادة البرلمان، وعضو في حزب الرئيس المخلوع، الذي نصب رئيساً يوم الأحد الماضي بعد تنفيذ الانقلاب، ورغم التهديدات التي وجهتها فنزويلا للحكومة الجديدة رد «ميتشيليتي» عبر الراديو قائلا «لا أحد يخيفنا». وتمثل النبرة العدائية المتزايدة للرئيس شافيز تحدياً كبيراً لإدارة أوباما التي تواجه مأزق إبطال مفعول الانقلاب، أو تعرض التأثير الأميركي في المنطقة للتراجع، وقد أكد مسؤولون في الإدارة الأميركية أن الانقلاب الأخير الذي شهدته هندوراس كان يعتمل وراء الكواليس منذ عدة أيام وأضافوا أنهم حاولوا دون جدوى وقف الجيش ومسانديه من المحافظين والأثرياء من القيام بالانقلاب، وبفشل الولايات المتحدة في هذا المسعى سيسهل على خصوم أميركا مثل شافيز الاستفادة من الأحداث الجارية حالياً لدعم رؤيتهم في المنطقة. وكان الانقلاب قد بدأ فجر يوم الأحد الماضي عندما اقتحمت قوات مدججة بالسلاح تابعة للجيش القصر الرئاسي ودخلت غرفة نوم الرئيس زيلايا وسحبوه من فراشه، وأخبر الرئيس لاحقاً الصحفيين أنهم وجهوا السلاح إلى رأسه وأخرجوه من القصر الرئاسي بثياب النوم ليوضع على متن طائرة عسكرية أرسلته إلى منفاه في كوستاريكا. ومن جهتهم يقول قادة هندوراس الذي أيدوا الانقلاب العسكري إن زيلايا تجاوز سلطاته الرئاسية بمطالبته تنظيم استفتاء غير ملزم يمدد الفترة التي يمكن فيها للرئيس البقاء في منصبه، بحيث يتهمه منتقدوه أنه كان ينوي تسخير خطابه الشعبوي للبقاء في السلطة بعد انتهاء ولايته رسمياً في شهر يناير المقبل. وظلت المروحيات التابعة للجيش تحلق فوق العاصمة فيما التقى «ميتشيليتي» بمؤيدي الانقلاب وشرع في تعيين أعضاء الحكومة الجديدة في إشارة واضحة إلى أن زعماء الانقلاب لن يتخلوا عن السلطة، وهو ما أوضحه «ميتشيليتي» بقوله «أنا على يقين بأن 80 إلى 90 في المئة من الشعب مسرور بما جرى»، مضيفاً أنه لم يتحدث بعد إلى أي من قادة أميركا اللاتينية. ويبدو أنه تم الإعداد للانقلاب بشكل جيد بحيث قطع الإرسال الإذاعي والتلفزيوني وتم التشويش على خطوط الاتصال الهاتفي، ومع أن زيلايا طالب أثناء حديثه إلى الصحفيين بعودته إلى السلطة، إلا أنه استبعد العنف كحل للأزمة. وفي الساعات الأولى من يوم الإثنين عقد اجتماع آخر ضم دولا وازنة في أميركا اللاتينية مثل المكسيك للتباحث حول الوضع في هندوراس واتخاذ موقف مشترك تجاه الانقلاب، لا سيما بعد دعوة دول الأميركيتين والاتحاد الأوروبي إلى عودة الرئيس المنتخب إلى البلاد، في حين أعلن الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، أن حكومته لن تعترف بإدارة في هندوراس لا يترأسها زيلايا قائلا «نحن في أميركا اللاتينية لم نعد نقبل تسوية المشاكل الداخلية عبر الانقلابات»، كما دخلت الأمم المتحدة أيضاً على الخط بتنديدها بالانقلاب مطالبة «ميتشيليتي» بإفساح المجال لرجوع زيلايا إلى منصبه، بل وجهت دعوة إلى الرئيس المخلوع لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الثلاثاء. وقد جاءت عملية الإطاحة بالرئيس في بلد زراعي وفقير مثل هندوراس لا يتعدى عدد سكانه سبعة ملايين نسمة لتعيد إلى الأذهان الانقلابات العسكرية التي ميزت أميركا اللاتينية، وهو ما سعى الرئيس المخلوع إلى التحذير منه أمام الصحفيين مشيراً إلى الفوضى السياسية التي عادة ما تعقب الانقلابات العسكرية. ويليام بوث وخوان فوريرو-هندوراس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©