الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نصري: الفوز على البارسا شهادة ميلاد جيل «المدفعجية» الجديد

نصري: الفوز على البارسا شهادة ميلاد جيل «المدفعجية» الجديد
5 مارس 2011 23:00
بعد أن نجح النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية سمير نصري في إعادة اكتشاف نفسه من جديد بفضل تألقه مع أرسنال خلال الموسم الحالي، بادرت الصحف الفرنسية والبريطانية على السواء خلال الفترة الماضية إلى استضافته عبر صفحاتها تلبية لرغبة الملايين في معرفة الكثير من جوانب الحياة الشخصية والكروية لنجم المدفعجية، وخلال استضافته عبر صفحات صحيفة “دايلي ميل” البريطانية فتح نصري قلبه إلى حد أنه طلب من المحرر “مات لاوتون” الذي أجرى معه الحوار أن يسأله في أي شيء، وألا يتردد في فتح جميع الملفات. نصري بدا فخوراً بالحديث عن العائلة ومرحلة الطفولة ومداعبة الكرة في شوارع وأحياء مدينة مارسيليا التي يؤكد انها كانت ولازالت مصنعاً للنجوم بداية من كانتونا نجم اليونايتد السابق، مروراً بالأسطورة زيدان، وصولاً إلى نصري نفسه، حيث قال: “بدأت في ممارسة كرة القدم في شوارع مارسيليا، حيث كنا نقطن بأحد الأحياء الفقيرة في شمالي المدينة، وحينما يتواجد الطفل في الشارع فإنه يجد نفسه في موقف المقاتل الذي يجب أن يفرض قوة شخصيته على المحيطين به، ويجب أن يدافع عن نفسه، ومن هنا تتكون الشخصية القوية، ولا شك انني مدين لشوارع مارسيليا ولفقر الطفولة بجزء من تركيبة شخصيتي، ومن شوارع مارسيليا خرج كانتونا، وزيدان، وأنا، ولي الفخر أن يرتبط اسمي مع هؤلاء النجوم”. وأكمل نصري حديثه عن العائلة قائلاً: “أبي كان يعمل سائقاً، كنا فقراء بالنظر إلى حاجتنا إلى المال، ولكننا كنا نشعر بالثراء بالنظر إلى الحب والدفئ الذي يسيطر على حياة عائلتنا، وعلى الرغم من كل الظروف التي مررنا بها الا انني لم أشعر بالحرمان، فقد فعل أبي المستحيل ليوفر لنا الحياة المعقولة، وهو كان وراء الاهتمام بموهبتي الكروية سواء حينما دفع بي الى ناد صغير يدعى ميرابيو قبل أن أتجاوز السادسة، أو حينما انتقلت الى نادي مارسيليا في عمر الـ 13، في حين كانت أمي تحلم بأن أصبح طبيباً، ولن أنسى مشاعر السعادة التي اجتاحت عائلتنا حينما خضت مع الفريق الأول لمارسيليا أولى مبارياتي”. شبح زيزو يتذكر نصري بداياته مع مارسيليا، والمقارنات الدائمة مع زيدان، فيقول: “بعد أن اعتزل بلاتيني ظلت فرنسا تبحث عن بلاتيني جديد، وحينما ظهر زيدان وتألق ثم اعتزل بدأ البحث عن زيزو جديد، بالطبع كنت أشعر بالفخر لأنهم قالوا إنني زيدان الجديد بعد أن بدأت ألعب مع الفريق الأول لمارسيليا، ولكن في عمر السابعة عشرة لم يكن ممكناً تجنب الشعور بالغرور جراء هذه المقارنات، كما انني كنت أعيش في نفس الحي مع عائلتي، ويقابلني الجيران والأصدقاء بحفاوة بالغة، فبدأ الغرور يتسرب الى نفسي، فقررت الهروب الى لندن للانضمام إلى أرسنال، فهناك بدأت مسيرتي من جديد، وبدأت رحلة إثبات الذات بعيداً عن المقارنات”. يعترف نصري بأنه يحترم زيدان ولكنه يتخذ مارادونا مثلاً أعلى، ويشدد على ذلك بقوله: “قد لا يتقبل الإنجليز كلامي حينما أقول إن هدف مارادونا في مرمى إنجلترا في مونديال 1986 لوحة فنية فريدة، صحيح أنه جاء قبل مولدي بعام ولكن والدي المجنون بعشق مارادونا حرص على جعلي أشاهد الكثير من مباريات الأسطورة مارادونا، انه مثلي الأعلى، ومن بعده يأت زيدان ورونالدو، والسر في أسطورة مارادونا أنه صنع نجوميته بنفسه، والدليل ما فعله بمفرده مع نابولي ومع المنتخب الأرجنتيني، في حين يعود الفضل في توهج ميسي إلى قوة البارسا، وتألق تشافي وإنييستا وغيرهم من النجوم الذين يساهمون في تكوين نجومية ميسي”. ومن المواقف الطريفة التي لا ينساها نصري ما حدث مع النجم الكبير تيري هنري في بدايات انضمام نصري للمنتخب الفرنسي قبل 3 أعوام تقريباً، فيقول: “خلال تواجدي مع المنتخب الفرنسي جلست تلقائياً في أحد المقاعد بالحافلة التي كنا نتحرك بها، وفوجئت بهنري يطلب مني الجلوس في مكان آخر لأنني أجلس في مقعده، فقلت له لم أجد اسمك على المقعد لكي أتركه لك، فقال لي أنه يجلس في هذا المكان منذ 12 عاماً، وشرح لي مبررات إصراره على أخذ المقعد فما كان مني إلا الاستجابة لمطلبه، وأصبحنا أصدقاء فيما بعد”. في الشأن المتعلق بالمنتخب الفرنسي أكد سمير نصري أنه لا يشعر بالغضب من قرار استبعاده من صفوف المنتخب الفرنسي الذي شارك في مونديال 2010، وأكد أن الأمر لا يتعلق بتجنب المشاركة في فضيحة الديوك في جنوب إفريقيا، بل لأنه أخذ وقفة مع الذات، وبدأ في إلقاء اللوم على نفسه، وقرر العودة إلى أفضل مستوياته، كما أنه حصل على قدر مناسب من الراحة الصيف الماضي ليدخل فترة الإعداد بطريقة مثالية مع أرسنال، الأمر الذي انعكس على جاهزيته البدنية والفنية بالإيجاب، ليتألق خلال الموسم الحالي، حيث نجح في تسجيل 14 هدفاً في 33 مباراة حتى الآن. وبالعودة إلى الأجواء السائدة في أرسنال حالياً والفوز على البارسا في ذهاب دور الستة عشر لدوري الأبطال، يقول نصري: “فريقنا ينضج يوماً بعد يوم، ولكننا بحاجة إلى الفوز بلقب ما، فالعودة إلى معانقة البطولات هي الدليل العملي على اننا نملك فريقاً كبيراً، وإذا لم نفعلها ونفوز ببطولة الموسم الحالي فلن نشعر بأننا نتقدم إلى الأمام، ولا شك أن الفوز على البارسا سيكون ملهماً لجيل كامل يمثل أرسنال”. في الختام أكد أنه باق في أرسنال، ولكن التوقيع النهائي على تجديد التعاقد سيكون في الصيف المقبل تجاوباً مع ما قاله أرسين فينجر المدير الفني للفريق، وأضاف نصري: “حالياً أفضل التركيز داخل الملعب، ولا أفكر كثيراً فيما يدور خارجه، حيث تمت مناقشة قضية تجديد تعاقدي، وهناك اتفاق على استمراري مع الفريق، ولكن سيتم حسم التوقيع الصيف المقبل كما قال المدير الفني”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©